في مشهد إفتراضي، تقاطعت وقائع الأزمتين الأوكرانية والسورية، فانتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي حملة تحت عنوان "وجّه نصيحة لثوّار أوكرانيا".
ينطلق المشاركون في الحملة من وقائع يومية واجهت السوريين ميدانياًّ خلال حراكهم السلمي في أول انطلاقة ثورتهم قبل ثلاث سنوات، إضافة الى الأحداث السياسية التي رافقتها على الصعيدين المحلّي والدولي وصولاً إلى التحوّل الميداني من السلميّة الى العسكرة.
ويلعب السوريون في هذه الحملة دور "الخبراء" في إدارة الأزمات، فيجيدون استرجاع ثغرات وأخطاء أدت برأيهم الى تأخر حل الأزمة السورية على الصعيدين السياسي والعسكري. ويقدّم المغرّدون على تويتر وفايسبوك عبر وسم #وجّه_نصيحة_لثوّار_أوكرانيا ، نصائحهم بطريقة ساخرة للشعب الأوكراني الذي يقود منذ ثلاثة أشهر تظاهرات تحوّلت الى مواجهات مع الأمن في ساحات العاصمة الأوكرانية كييف، إثر تراجع الرئيس فيكتور يانوكوفتيش عن توقيع اتفاق شراكة تجارية مع الاتحاد الأوروبي لحساب تقارب مع روسيا.
يحذّر السوريون الثوّار الأوكرانيين من التدخّل الخارجي في شؤونهم، كما ينصحونهم بتجنّب اللباس الأفغاني في إشارة الى الدولة الإسلامية في الشام والعراق (داعش) وانتهاكاتها بحقّ السوريين، فيما وضع أحدهم اسم أوكرانيا في شعار "حنّا معاكِ للموت".
وحذّر آخرون الأوكرانيين من الذهاب الى جنيف للمصالحة مع النظام، فيما كتب احدهم "لا تطلقوا مظاهراتكم من الكنائس" لكي لا يُتّهموا بالتطرف الديني، كما نصحوهم بتحويل أموالهم الى الدولار قبل هبوط سعر العملة.
وكتب مطلق الصفحة التي ضمّت حتى الآن أكثر من ألفيّ مشارك، توقّعات للساحة الاوكرانية مستمدة من يوميات الثورة السورية منها: انتفاضة مدينة لفوف نصرة لمدينة تشرنفتسي بعد مجزرة مروعة ذبحاً بالسكاكين، انشقاق المئات من الجيش الأوكراني من بينهم 30 ضابطا في مدينة أوديسا، ريف كييف الجنوبي يموت جوعاً، تحرير سجن دونتسك، مدينة سيمفروبول تبهر العالم بلوحاتها ورسوماتها المعبرة عن الوضع الأوكراني (في إشارة إلى بلدة كفرنبل السورية).
أظهرت الحملة الإحباط العام الذي ينتاب السوريين إثر تفاقم الأزمة وانعدام أفق الحل سياسياً وعسكرياً، ونسفت أحد التغريدات كلّ النصائح السابقة بجملة واحدة: "لا تسمعوا لنصائح السوريين".