^ كما إن هناك طعاماً عادياً وطعاماً (حلالاً)؛ سيكون في يوليو القادم (فيس بوك عادي) و(فيس بوك حلال) وفقاً لما أعلنته إحدى الشركات التركية من اسطنبول، التي قررت أن تطرح ما أسمته نسخة إسلامية من موقع تواصل اجتماعي مشابه للفيس بوك في إمكاناته وطريقة التعرف على الأصدقاء، وطريقة التدوين على حائط الحساب، والتعليق على حسابات الآخرين، واختارت له اسم سلام وورلد Salamworld، وحددت له شهر رمضان القادم كموعد للانطلاق. كما قامت الشركة بعمل حملة ترويجية للموقع في فبراير الماضي، واستطاعت الحملة أن تجعل الفكرة حديث الكثيرين ما بين مؤيد ومتحفظ ومعارض. وتخطط الشركة لاستقطاب خمسين مليون مستخدم في أول ثلاث سنوات، وتعتقد الشركة أن ملياراً ونصف المليار نسمة من المسلمين حول العالم هم جمهورها المستهدف، وذكرت أن الهدف من إنشاء الموقع هو أن يكون منبراً يشرح من خلاله المسلم رؤيته للأحداث التي يمر بها العالم، وذلك على أسس التعايش السلمي ووفقاً للشريعة الإسلامية. الغريب أن هناك حماساً للفكرة من قبل الشركة المنفذة للمشروع رغم تشكيك البعض في جدواها ونجاحها. حيث قامت الشركة بافتتاح مقر لها في القاهرة وآخر في موسكو، إضافة إلى التخطيط لفتح فروع لها في حيدر آباد بالهند وجاكرتا ونيويورك، ويقول عبدالواحد نيازوف صاحب فكرة المشروع، وهو روسي الجنسية، إن هناك حاجة لموقع كهذا بين الشباب المسلم الذي لا يشعر بالارتياح على الفيس بوك بسبب وجود صور عارية للنساء، وبعض الأشياء الأخرى المخالفة للشريعة الإسلامية. الواقع إن شبكات التواصل الاجتماعي هي كلمة سر النجاح في العصر الراهن، ويمكن القول إننا نعيش الآن في عصر شبكات التواصل الاجتماعي التي تستقطب ما يقارب مليار مستخدم، وهو ما لا تستطيع أي وسيلة إعلامية تحقيقه. كما إنها تمثل بيئة خصبة لتحقيق الأرباح بأرقام فلكية. فمن كان يدري أن شاباً عشرينياً يدرس بجامعة هارفارد الأمريكية أنشأ موقع فيس بوك سيصبح خلال سنوات معدودة من أثرى أثرياء العالم، إن لم يحتل مقدمتهم بعد أن طرح مجموعة من أسهم الفيس بوك للتداول في البورصة. ويذكر أن القيمة التقديرية لموقع فيس بوك كما يشير إلى ذلك الخبراء الاقتصاديون تبلغ مائة مليار دولار. وتقوم فكرة نجاح مواقع التواصل الاجتماعي على عدد المستخدمين، فكل مستخدم جديد يمثل إضافة لقيمة الأرباح الطائلة التي يجنيها أصحاب هذه الشبكات من خلال الإعلانات الموجهة التي يضمن أصحابها أنها تصل إلى المستهدفين بالضبط في المنطقة الجغرافية التي يحددونها. إن الأرقام التي يجنيها أصحاب هذه المواقع الإلكترونية تشير إلى تحول الاقتصاد العالمي إلى (اقتصاد المعرفة)، فلم يعد الأغنياء فقط هم الذين يمتلكون المصانع العملاقة أو الذين يمتلكون طاقات إنتاجية كبيرة، بل ظهرت طبقة من الأغنياء الجدد الذين يعملون في إنتاج المعرفة، من يمتلك المعرفة وأدوات إنتاجها هم من يحتلون مواقع الصدارة في الاقتصاد العالمي الآن. ^ أمل.. هل يمكن أن تشهد بلادنا العربية في الأعوام القادمة شركات عملاقة تعمل في مجال المعرفة وتكنولوجيا المعلومات، وقادرة على الوصول بمنتجاتها إلى الشرق والغرب؟ أتراه أملاً يقبل التحقيق أم حلماً بعيد المنال؟!