المحامية الكويتية مي صقر الغانم، دخلت مجال المحاماة لأنها لا تحب الظلم للآخرين، وهي تمارس المهنة بلا تحفظ وتقبل جميع القضايا، وتقول في حوارها مع «بنت الخليج» إنها كسبت الكثير من قضايا تجار المخدرات بسبب خطأ المباحث في إجراء التحريات، فاستغلت الثغرات لمصلحة المتهم، ومن ناحية أخرى تؤكد بصراحة شديدة أن قانون الأحوال الشخصية فيه ظلم كبير للرجل، وترى أن ارتفاع حالات الطلاق ناتج عن عدم فهم الرجل والمرأة لبعضهما بعضاً، ومن هنا تحدث المشكلات وتتفاقم.
? ما الذي دفعك لمزاولة مهنة المحاماة؟
- أنا إنسانه لا أحب أن أرى شخصاً مظلوماً، وقبل أن أعمل بمهنة المحاماة كنت أساعد الكثير من الناس بأسلوبي الخاص لحل مشكلاتهم، ولا أبخس حق الإنسان أبداً.
? ما نوعية القضايا التي تترافعين فيها؟
- نحن نعمل على جميع القضايا سواء الجنائية أو الجنح، والدعاوى المدنية والأحوال الشخصية، وبشكل عام نعمل في جميع أفرع القضايا، لأنه في الكويت لا يوجد تخصص بعمل المحاماة، وأنا أشبه المحامي بطبيب عام.
? هل هناك قصور في القوانين؟
- القوانين جميعها جيدة باستثناء قانون الأحوال الشخصية الذي دائماً ما يكون ضد الرجل ويظلمه، كذلك يجب وضع قانون للإرهاب لكي يقف ضد كل شخص يحاول أن يعمل شيئاً مشيناً ضد الكويت الطيبة والغالية على قلوبنا.
? هل تعتقدين أن هناك قصوراً حول وضع برامج توعوية في حل المشكلات الأسرية؟
- نعم هناك بعض القصور، لأن أغلب الخلافات الزوجية تنتج من عدم فهم المرأة لصفات الرجل الحقيقية والعكس صحيح، ومن هنا يجب طرح برامج تعمل على توعية الزوجين، وبالذات في أثناء المشكلات التي تنشأ بينهما وكيفية التصرف في الكثير منها وتحاشي وقوعها.
? كيف ترين الحل إزاء ارتفاع حالات الطلاق؟
- يجب أن نبدأ من البداية، ونقول ما المقصود بالزواج، وما أهدافه، ولماذا شرع؟ لأن أغلبية المتزوجين لا يعرفون هذه الأمور، فهناك التزامات على الزوجين، فإذا كانت هناك برامج توعوية كافية، وكتب تجعل الناس تعرف الأمور الأساسية للزواج، فلن نجد لدينا هذه الأعداد الهائلة من حالات الطلاق .
? هل فحص الزوجين قبل الزواج يحد من المشكلات؟
- إجبار المقبلين على الزواج على الفحص يحمي الزوجين من ضغوطات الأهل فيما بعد, فهناك بعض الأزواج والأهالي حينما تتأخر الزوجة عن الإنجاب يثيرون المشكلات، وتتفاقم لدرجة الطلاق، بينما فحص ما قبل الزواج يحد من ذلك.
? كيف تتعاملين مع قضايا جرائم القتل؟
- حينما تأتيني قضية جنائية أشخصها من جميع النواحي، فلا بد أن يسرد الجاني الواقعة بالتفاصيل المملة، ونقوم بالتحري عن سيرته الذاتية، ومن ثم نبحث عن الثغرات التي تؤدي إلى البراءة.
? هل تترافعين عن تجار المخدرات؟
- ترافعت عن أكثر من حالة بهذه القضايا وجميعهم نالوا البراءة، لأن الإجراءات التي اتبعتها المباحث كانت خاطئة، وفيها خلل كامل، وطريقة سرد التحريات مليئة بثغرات كثيرة.
? ما رأيك بجمعية المحامين؟
- أفصل أن تكون هناك نقابة للمحامين، لكي تصبح للمحامي هيبته.
? ماذا عن ظاهرة الجنس الثالث التي بدأت تزحف على المجتمع الكويتي؟
- هي ظاهرة ناتجة عن سوء الفهم من خلال سوء التربية ونقص الوازع الديني، وهذه الفئة الموجودة بالكويت ليست مريضه سواء الشباب أو البنات لأنهم يمتلكون المقومات الطبيعية ولا يوجد نقص بالتركيبة البيولوجية، فقط هم أناس طبيعيون ولكنهم يقلدون ما لا يتماشى مع مجتمعاتنا من الغرب، وهنا يأتي دور الأسرة في توعية الأبناء وإبعادهم عن الطريق الخطأ، والذهاب بهم إلى استشاريين نفسيين.
? كيف ترين الموقف من تزوير الشهادات الدراسية؟
- أنا مندهشة من وزارة التربية عندما تعطي الطلبة أسماء الجامعات المعترف بها خارج الكويت ثم تأتي بعد فتره وتلغي الاعتراف بها، وتتهم الطلبة بتزوير الشهادات، وقد قامت المحكمة بتبرئة المتهمين وإنصاف الطلبة، وعندما تقوم الوزارة بهذه التصرفات فكأنها تقول للطلبة لا تدرسوا خارج الكويت!
? ماذا عن قضيتك عن التعويض النفسي؟
- قام أحد الأشخاص بدخول أحد مستشفيات الدولة لأسباب صحية، وبعد أن شفي وخرج جاءه اتصال من المستشفى يقول له احضر حـالاً لأنك مصاب بمرض خطير، فحضر الرجل وبعد الفحوصات والتدقيق اتضح أن هناك خطأ بالأوراق والمريض هو شخص آخر، فقمنا برفع قضيه ضد المستشفى لطلب تعويض نفسي للرجل، ولكن للأسف تم رفض الدعوى لأن الكويت لا يوجد فيها نص قانوني عن التعويض النفسي، وأطالب بوجود فقرة في القانون للتعويض النفسي لما قد يصل بالفرد إلى درجة كبيرة من الأضرار سواء كانت أضراراً نفسية أو مادية.
? أخيراً... ما الدرس الذي تعلمته من مهنة المحاماة؟
- مهنة المحاماة علمتني معنى الحياة وكيف تسير، وبيبنت لي كثيراً من الأمور، وأنا أنظر إليها نظرة واقعية من جميع النواحي.