كتب ـ عادل محسن:
بعد أن لاقت جولة «الوطن» في فريج «الصنقل» أصداء إيجابية بالأوساط الشعبية والرسمية، والتوجه لحل مشكلاته الرئيسة، كانت الصحيفة في قلب الحدث مجدداً، ودخلت أزقة فريج بن خاطر هذه المرة.
وخصصت مديرية شرطة المحرق والبلدية جولة خاصة لـ»الوطن» في الفريج أول أمس، لرصد مشكلات القاطنين من الجوانب الأمنية والبلدية، ولوحظ خلالها وجود مخالفات بناء ومظلات خشبية يستغلها آسيويون ويمكن أن تسقط على رؤوس المارة في أي لحظة، بينما ينتشر في الفريج باعة جوالون يبيعون الخضر والفواكه.
ورصدت خلال الجولة إسطوانات غاز مهملة على قارعة الطريق، ما يعرض حياة المارة والقاطنين للخطر، بينما اشتكى الأهالي من بيع خمور محلية الصنع في المنطقة.
من قلب الحدث
قاد رئيس مركز شرطة المحرق العقيد فواز الحسن، مبادرة ضمت مختلف الجهات الحكومية، في جولات ميدانية في مختلف فرجان المحرق، بعد نجاح أول جولة ميدانية في فريج بن خاطر خصصت لـ»الوطن»، تجاوباً مع ما نشرته الصحيفة حول قضايا ومشكلات فريج الصنقل بالمحافظة، وتم خلال الجولتين حل المشكلات في الموقع بوجود أفراد من الشرطة ومهندسي البلدية.
وخصصت مديرية شرطة المحرق والبلدية جولة خاصة لـ»الوطن» في فريج بن خاطر أول أمس، لرصد مشكلات المواطنين والمقيمين في المنطقة منها الجوانب الأمنية والبلدية، بحضور العقيد فواز الحسن ومستشار وزارة الداخلية جون تيموني وعدد من رجال الأمن، ومديرة الخدمات الفنية ببلدية المحرق انتصار الكبيسي وعدد من المهندسين والمسؤولين.
وقال الحسن في بداية انطلاق الجولة من المجمع الأمني بسوق المحرق، إنه فور رصد «الوطن» لشكاوى أهالي فريج «الصنقل» من العمالة العزباء وأوكار الدعارة والأنقاض ومخلفات البناء والبيوت الخطرة، تم تنظيم جولة مباشرة في الفريج، والاستماع إلى ملاحظات المواطنين والمقيمين.
وأضاف أن الخطوة الأساسية للعلاج تكون بضم مختلف الجهات في الجولة، والسعي نحو إيجاد حلول على أرض الواقع والابتعاد عن بيروقراطية تأخذ طريقاً طويلاً لإنهاء أي إجراء من شأنه أن يخدم المواطنين والمقيمين.
ولفت إلى أن الهدف الأساس من الجولة هو اتخاذ قرارات في الموقع وتنفيذها خلال 24 ساعة، مؤكداً دور الإعلام في نقل أهم المشكلات من خلال التحقيقات والاستطلاعات الصحافية.
وثمن دور «الوطن» في نقل مشكلات المواطنين وتطلعه لترسيخ مبدأ الشراكة المجتمعية بين شرطة المحرق والبلدية والمواطنين والمقيمين، ومد جسور التعاون مع عدد من الجهات الحكومية لتحقيق تطلعات الجميع.
ولوحظ خلال الجولة وجود مخالفات بناء واستغلال الآسيويين بعض المظلات الخشبية بين المباني والمنازل كممرات خشبية يمكن أن تسقط على المارة وإصابتهم.
وقررت البلدية خلال الجولة معالجة المشكلة ومتابعتها لإزالة المخالفة، وخلال الطرقات والدواعيس الضيقة لفريج بن خاطر كانت بعض الطرقات المرصوفة بالطابوق الأحمر معدومة، ويزيد على جانبي الطريق الباعة الجوالون وتتنوع بضائعهم بين الخضروات والفواكه.
واتضح أن بعض الآسيويين يملك متاجر في نفس المنطقة، ويشغلون الطريق بطريقة غير قانونية، وتم تنبيه الباعة والطلب منهم البيع داخل محلاتهم.
ورصدت البلدية عدداً كبيراً من إسطوانات الغاز مهملة على الطريق، وتعرض حياة المارة والقاطنين للخطر، كون صاحب المحل لم يراع اشتراطات السلامة، ووعد بعدم تكرار المخالفة وتجاوب بشكل مباشر مع ملاحظة البلدية.
وبالحديث مع عدد من المواطنين ذكروا بعض الملاحظات الأمنية المختصة بالمنطقة، منها بيع خمور محلية الصنع يتاجر بها بحرينيون وآسيويون دون خوف من الوجود الأمني في المنطقة، مطالبين بضرورة التعامل معهم وردع تصرفاتهم اللاأخلاقية وانتهاك حرمة المنطقة بأفعال منافية لتعاليم الإسلام وتخالف القانون، ووعد العقيد فواز الحسن بمتابعة كل الملاحظات المقدمة من المواطنين.
وشكا المواطنون من ممارسات غير لائقة لآسيويين ومنها البصق وقضاء حاجتهم في العراء، وانتشار الروائح الكريهة، وهي جوانب تتعلق بالآداب العامة، مطالبين بضرورة زيادة الإنارة في المنطقة. واتفقت شرطة المحرق والبلدية على تنظيم جولة للتعامل بشكل خاص مع الباعة الجوالين ورصد مواقعهم، وعمل آلية صارمة تكفل عدم عودتهم من جديد إلى مواقعهم، بعد أن نبهتهم البلدية أكثر من مرة بالمخالفة، إلا أن الباعة لم يرتدعوا وكرروا وجودهم في المواقع نفسها. وفي نهاية الجولة، قال العقيد فواز الحسن تعليقاً على ملاحظة «الوطن» حول كثرة المنازل الآيلة للسقوط وضررها على السكان والمارة في المنطقة المجمدة لصالح وزارة الثقافة، ذكر أنه على اتصال مباشر مع وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة فيما يتعلق بالمنازل القديمة ومختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأنها متعاونة جداً.
وأشار إلى أن وجود ممثلين عن الوزارة في الجولات المقبلة، من شأنه أن يثري عمل الفريق المشترك، إضافة إلى ضرورة وجود ممثلين عن هيئة تنظيم سوق العمل للتعامل مع العمالة غير النظامية، ممن يشغلون المنازل القديمة في المحرق ويتسببون بمشكلات عدة للمواطنين.
وأضاف «نأمل من خلال هذه الجولات أن نطبق مبادئ الشراكة الاجتماعية والتي يحرص عليها وزير الداخلية في عمل الوزارة، إضافة إلى أهمية الزيارات الميدانية لستماع مطالب المواطنين بشكل مباشر، والخروج من نطاق العمل المكتبي إلى الميداني، ما يحقق الكثير من الخدمات عملاً بتوجيهات سمو رئيس الوزراء وحرصه على الجولات الميدانية في مختلف مناطق المملكة، وما ينتج عنها من توجيهات يستفيد منها المواطن في بناء المدارس والمراكز الصحية وبيوت سكنية وغيرها من الخدمات.
من جانبها، ذكرت انتصار الكبيسي أن الصحيفة أدت دوراً مهماً في الدفع بقضايا تهم المواطنين بالمنطقة، وما يعانونه من ضياع الهوية المحلية وشعورهم بالانزعاج والضيق من العمالة العزباء والبيوت الخطرة، وعدة قضايا تم طرحها خلال التحقيق الصحافي.
وقالت إن رئيس مركز شرطة المحرق العقيد فواز الحسن متعاون جداً في وضع حلول والتجاوب مع مشكلات المواطنين خاصة فيما يتعلق بأوكار الدعارة وتجول المخمورين من الآسيويين. وأضافت أن هناك اهتماماً مشتركاً في التخلص من البيوت الخطرة، ما يتطلب دخول البلدية إليها بأمر من الشرطة ووجوده في الموقع في نفس الوقت يسهل من العملية ويمكن اتخاذ قرار مع المهندسين المختصين وهدم المنزل بشكل فوري في خطوات عملية وبعيدة عن البيروقراطية التي قد تعطل كثير من الخدمات.
من جانب آخر قال الناشط الاجتماعي أسامة الشاعر، إن المنطقة تعاني الكثير، منها البيوت القديمة وتضافر جهود الجهات المختلفة من شأنه أن يحرك المياه الراكدة، خاصة أن المنطقة لا تشهد اهتماماً من قبل المجلس البلدي.