لم يُهمل قرآننا الكريم أبسط الأمور وأدقها تفصيلاً في جميع المعاملات الحياتية التي تربط البشر فيما بينهم، حيث حدد أهمية احترام التعامل مع الآخرين، لا سيما حينما يكون الشخص مسؤولاً في موقع يُحتم عليه كسب شريحة ومجموعة من الأطراف التي تساهم في نجاح عمله، شريطة أن يكون عمله تنطبق عليه شروط واعتبارات مهمة تتقدمها الحيادية، المصداقية، المهنية، الحرفية والمساواة. حينما نسلط الأضواء على الاتحاد البحريني لكرة القدم وكيفية تعامله مع السلطة الرابعة (الصحافة)، نجد بأننا بحاجة لبطاقة مرور مع بعض المسؤولين في عدة جوانب سواءً من حيث الحصول على دقائق تجمعك بمسؤول من أجل لقاء صحفي، أو تواصل بالهاتف لا يتجاوز حدود العشر دقائق، وذلك الأمر لا ينطبق على جميع رجال الصحافة بل البعض منهم، وللأسف بأن من يواجهون بـ»العين الحمرة» هم أولئك الذين يختطون المهنية والبحث عن المصداقية والتميز عنواناً لهم. في بعض الأحيان تكون هنالك إدارات وأقسام في الجهات الرياضية تذيب الخلافات التي تربط بين تلك الجهة وعدد من رجال الصحافة، وهذا ما لا يتوفر في اتحاد الكرة، بل هنالك من يُشعل الفتيل من تحت الطاولة لغرض في نفس يعقوب!! اتحاد الكرة خصص مناصب وقتية وأخرى شكلية من أجل استقطاب بعض الأقلام واحتضانها لكي لا تنهمر منها الكلمات غير المرضية، وهذا النهج بات واضحاً للجميع والهدف منه أن يعيش الاتحاد في برجه العاجي دون أن يطالهُ أحد!! وتلك المناصب باتت متاحة لأولئك الذين يتخذون من المصداقية منهاجاً لهم، فمتى ما تحولت أقلامهم من سهام ناقدة للبناء إلى فرشاة لتلوين وإخفاء الأخطاء فسيكون مُرحب بهم.