توصلت دراسة علمية نشرت في مجلة نيتشر جيوساينس ان التباطؤ الملاحظ منذ خمسة عشر عاما في الاحترار، يتصل في جزء منه بالنشاط البركاني.
ففي الوقت الذي تتزايد فيه تركزات غازات الدفيئة بشكل متسارع، تزداد حرارة الارض منذ العام 1998 بنسبة 0,05 درجة في العقد، بينما كانت النسبة 0,12 درجة في منتصف القرن العشرين.
ويرى علماء المناخ في الهيئة الحكومة الدولية المعنية بتغير المناخ ان هذا التباطؤ لا يؤثر على التوقعات على المدى الطويل، والتي تشير الى ارتفاع الحرارة وصولا الى 4,8 درجات بحلول نهاية القرن.
غير ان المشككين بالنظريات المطروحة، يستندون على هذه الظاهرة ليعمموا شكوكهم على كل النماذج المناخية التي وضعها العلماء، وصولا الى التشكيك بمسؤولية الانسان عن الاحترار.
وبحسب الدراسة الجديدة التي ارتكزت على بيانات وفرتها الاقمار الاصطناعية، يمكن التوصل الى صلة بين الحرارة على سطح الكوكب، وبين عشرين حادث ثوران بركاني منذ العام 2000.
وقال عالم المناخ بن سانتر احد المشرفين على الدراسة لوكالة فرانس برس ان التباطؤ في الاحترار منذ العام 1998 "يعود الى اسباب عدة"، منها "ثوران البراكين في مطلع القرن الحادي والعشرين".
واصبح ممكنا ملاحظة هذا العامل بعد الثورانات البركانية الضخمة، كذلك الذي وقع في العام 1883 في اندونيسيا، او ذلك الذي ضرب الفيليبين العام 1991 مؤديا الى خفض حرارة الارض نص درجة.
فالرماد البركاني وغازات اكسيد الكبريت التي تقذفها البراكين في الغلاف الجوي للارض، تؤدي الى عكس اشعة جزء من اشعة الشمس وينتج عن ذلك انخفاض موقت في الحرارة.
ومع انه من الصعب تحديد الحجم الدقيق لدور هذه النشاطات البركانية، الا ان الباحثين يعتقدون انها مسؤولة عن 15 % من التباطؤ في ارتفاع درجات الحرارة، اذ ان الدرجات المسجلة حاليا تقل عن تلك التي كانت متوقعة.
وجاء في الدراسة "يجب اجراء مراقبة ادق للانبعاثات البركانية، واظهار دورها بشكل افضل في النماذج العلمية".
وتركز دراسات علمية اخرى على دور المحيطات في "وقف الاحترار"، اذ انها تمتص بشكل متزايد الحرارة الى اعماقها.
وفي شباط/فبراير الماضي، اظهرت دراسة استرالية ان ارتفاع وتيرة الرياح التي تهب فوق المحيط الاطلسي زاد من انسياب المياه الدافئة الى الاعماق، وحبس الحرارة الناجمة عن غازات الدفيئة تحت سطح المحيط.