قال وزير الصحة صادق الشهابي إن كلفة مركز أمراض الدم الوراثية الذي تم افتتاحه أمس بمجمع السلمانية الطبي، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصلت إلى 4.7 مليون دينار بقدرة استيعابية 90 سريرا، فيما قدرت الكلفة التشغيلية السنوية له بـ 3.2 مليون دينار، مشيراً إلى أن المركز الجديد سيعمل بشكل تدريجي حتى نتمكن من تشغيله بطاقته الكبرى بحسب الجدول الزمني المتفق عليه.
وأضاف وزير الصحة، خلال افتتاحه مركز أمراض الدم الوراثية نيابة عن سمو رئيس الوزراء، أن «المركز يتضمن عيادات تخصصية متنوعة تهدف إلى تقديم خدمات علاجية وتشخيصية للمرضى خلال نوبات المرض الحادة ومضاعفاته، إضافة إلى تقديم الرعاية الطبية المستمرة التي تركز في الصحة الوقائية وتحسين جودة الحياة»، موضحاً أن «المركز يدار من قبل 128 موظفاً وموظفة من مختلف التخصصات الطبية والعلمية والإدارية المؤهلة لعلاج مثل هذه الحالات المرضية، إذ بلغت كلفة تجهيز هذا المركز 4.7 مليون دينار بحريني».
وأشار إلى أن «إنشاء مركز أمراض الدم الوراثية وتشغيله يأتي بتوجيهات من سمو رئيس الوزراء، حيث كان هذا المشروع على قائمة الأولويات لدى سموه الكريم، سعياً نحو الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لمرضى السكلر».
وتابع الشهابي: «انتظرنا جميعاً هذا المشروع وكلنا أمل أن نتمكن من خلاله تحسين نوعية الرعاية الصحية المقدمة لمرضى فقر الدم المنجلي وغيره من أمراض الدم الوراثية»، مشيراً إلى أن «مرض فقر الدم المنجلي وأمراض الدم الوراثية الأخرى باتت تشكل أحد ملامح وخصوصيات مجتمعنا البحريني، لذلك كان لابد لنا أن نعمل معا لنحد من حجم المعاناة ونتصدى للمرض على مستوى الصحة الوقائية أولا ثم العلاجية».
وأوضح أن «هذا المركز الجديد سيعمل بشكل تدريجي حتى نتمكن من تشغيله بطاقته الكبرى بحسب الجدول الزمني المتفق عليه والمعد بهذا الخصوص»، مؤكداً أن «عدد الإصابات الجديدة بمرض فقر الدم المنجلي انخفضت من 2% في الثمانينات إلى 0.4% بحسب الإحصاءات المسجلة عام 2010م، وانخفضت نسبة الإصابة بين الأطفال المصابين بالمرض من 20 مصابا لكل ألف مولود إلى 4 مصابين لكل 1000 مولود خلال الأعوام السابقة».
وأعرب الوزير عن فخره أن «من بين مرضى فقر الدم المنجلي أعضاء فاعلين ومنتجين يعملون من أجل الارتقاء بوطننا الحبيب مثل الأطباء والمدرسين والمهندسين والنواب، وبوجود جمعية أهلية نشطة همها رعاية مرضى فقر الدم المنجلي والدفاع عن حقوقهم والمطالبة بتحسين أوضاعهم».
وأكد أن «هذا المركز النموذجي يعد من أكبر المراكز المتخصصة في المنطقة ويشمل 90 سريراً، وعيادات تخصصية متنوعة تهدف إلى تقديم خدمات علاجية وتشخيصية للمرضى خلال نوبات المرض الحادة ومضاعفاته، إضافة إلى تقديم الرعاية الطبية المستمرة التي تركز في الصحة الوقائية وتحسين جودة الحياة، وسوف يدار من قبل 128 موظفاً وموظفة من مختلف التخصصات الطبية والعلمية والإدارية المؤهلة لعلاج مثل هذه الحالات المرضية، وقد بلغت كلفة تجهيز هذا المركز 4.7 مليون دينار بحريني».
وأشار إلى أن «الرعاية المتكاملة لمرضى فقر الدم المنجلي بجميع أبعادها بداية بفحص المواليد والحرص على التطعيم ضد الأمراض المعدية وإعطاء المضادات الحيوية والأدوية المتخصصة مثل الهايدروكسي يوريا، والمتابعة الدورية، والجهود الجبارة لمكافحة انتشار المرض مثل التوعية بطرق الوقاية والرعاية والفحوصات المختلفة غيرت واقع المرض ومجراه، ونجحت في الحد من انتشاره، وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية العالمية وما عزز إصرارنا على إنجاز هذا المشروع لنحقق من خلاله الشمولية المطلوبة في الوقاية والعلاج، ويبقى الآن أن نعمل جميعا من أجل إنجاحه، والوصول به إلى مستوى طموحاتكم وغاياتكم نحو غدا أفضل لمرضى الدم المنجلي».
تشريعات لـ «السكلر»
وقال إن «الوزارة تطمح إلى تقليل عدد المرضى المصابين بأمراض الدم الوراثية بشكل أكبر من خلال سن التشريعات والتوعية والتثقيف والبحث والمعرفة»، داعياً «جميع العاملين بالمركز إلى بذل المزيد من الجهد للعناية بالمرضى والسهر على راحتهم، والمرضى لحسن التعامل مع الفريق الطبي والصحي العامل بالمركز، الذي يسهر لراحتكم ويبتغى رضاكم والاهتمام بمرافق هذا المركز الذي تم أنشاؤه وتجهيزه على أعلى المستويات من أجل تحقيق راحة المريض».
وتوجه وزير الصحة بالشكر وعظيم الامتنان إلى راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء على رعاية سموه لحفل افتتاح المركز وعلى توجيهاته ومتابعته المستمرة لإنشاء مركز أمراض الدم الوراثية، والى الفريق الطبي المخلص وإدارة مجمع السلمانية الطبي وجميع العاملين في وزارة الصحة وكذلك جمعية رعاية مرضى السكلر، والجمعية الأهلية لأمراض الدم الوراثية على جهودهم المتفانية التي لولاها لما اجتمعنا اليوم ببداية جديدة أتمنى أن تخفف من معاناة مرضانا وتعينهم على التعايش مع مرض فقر الدم المنجلي وأمراض الدم الوراثية، وإلى جميع الجهات التي شاركت في تنفيذ المشروع.
3.2 مليون لـ«التشغيلية»
وقالت «الصحة» في بيان أعقب الافتتاح إن «مركز أمراض الدم الوراثية جاء ليكون شاهداً على دعم الخدمات الصحية في البحرين، ويعد هذا المركز حدثاً مهماً وإنجازاً يضاف إلى إنجازات وزارة الصحة الكثيرة في مجال تطوير وتقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين، فيما تقدر الكلفة التشغيلية سنوياً للمبنى حوالي 3.2 مليون دينار بحريني، حيث كان هذا المشروع على قائمة الأولويات سعياً نحو الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لمرضى السكلر.
خصصت الوزارة، بحسب البيان، «المبنى المتكامل لمرضى أمراض الدم الوراثية، لبدء مرحلة جديدة للتصدي لمكافحة أمراض الدم الوراثية التي يعاني المصابون بها من مضاعفات جسدية ونفسية، وسيشمل هذا المركز النموذجي الذي سيعمل بطاقة استيعابية لـ90 سرير موزعة على أربعة طوابق تشمل جميع الأقسام والخدمات اللازمة لتشخيص وعلاج أمراض الدم الوراثية، وسيقدم هذا المركز خدمات نوعية للمصابين بالأمراض الوراثية».
ويحتوي المركز على طابق أرضي، وثلاثة أدوار، حيث يضم المركز قسم للحوادث والطوارئ، وأسرّة للأطفال، وأسرّة للرجال البالغين، وأسرّة للنساء البالغات، إضافة إلى غرف خاصة، وعيادات، وغرف معالجة، كما يضم كافة الخدمات المساندة الأخرى، وقاعة انتظار ومكتب استقبال.
ويشمل على وحدة للإقامة القصيرة وأخرى للإقامة الطويلة، وغرفة ترفيه للأطفال، وغرف استراحة، ومخازن، وغرف الاستشاريين، وغرف نفايات، وغرف توزيع الوجبات، وغرف الممرضين المسؤولين، وغرف اجتماعات، وغرفة للتوعية والتثقيف. ومع افتتاح مركز أمراض الدم الوراثية سيسهم ذلك في تقليل الضغط والعبء على قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي، ويسهم في الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة إلى هذه الفئة من المرضى.
حضر الافتتاح رئيس مجلس النواب الرئيس الفخري لجمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر خليفة الظهراني.