خطى يوفنتوس خطوة كبيرة نحو الحفاظ على لقب الدوري الإيطالي "السيري آ" للموسم الثالث على التوالي، بعد أن حسم لصالحه الموقعة "المثيرة" التي جمعته بغريمه اللدود ميلان على ملعب الأخير بهدفين مقابل هدف في قمة المرحلة الـ26، وهو الفوز الأول لأنطونيو كونتي كمدرب في "سان سيرو".

وعزز يوفنتوس ريادته للبطولة ووسع الفارق بينه وبين أقرب ملاحقيه "روما" إلى 11 نقطة، مع تبقي مباراة مؤجلة لفريق العاصمة الإيطالية، أما ميلان الذي تلقى هزيمته التاسعة هذا الموسم فتجمد رصيده عند 35 نقطة وتراجع للمركز العاشر، لتتعقد مهمته في احتلال أحد المراكز الأوروبية.

وجاءت المباراة مثيرة بين الفريقين وشهدت ندية كبيرة، حيث دخل الفريقان في صلب الموضوع منذ بداية اللقاء، ولم تشهد المواجهة فترة جس النبض الروتينية التي تطبع أغلب القمم الكروية، حيث آراد النجم المغربي عادل تاعرابت اختبار جاهزية العملاق جانلويجي بوفون -نجم الشوط الأول- بتسديدة تصدى لها الحارس المخضرم على مرتين، تبعه ريكاردو كاكا بتسديدة بعد أن مهد له بادزيني الكرة برأسة لكن تسديدته مرت جانبية.

بدأ يوفنتوس يستشكف طريق مرمى ميلان، فشن أولى محاولاته الحقيقية في الدقيقة 15، عندما هيأ المهاجم الإسباني فرناندو يورنتي كرة برأسه لتيفيز الذي سدد بوجه القدم كرة من على حدود منطقة الجزاء أمسكها الحارس أبياتي بثبات، قبل أن يعود أبياتي وينقذ فرصة مؤكدة ليوفنتوس بعد أن استخلص تيفيز كرة من الجهة اليسرى ثم أرسل كرة عرضية وصلت لماركيزيو الذي سدد وهو في مواجهة أبياتي، لكن الأخير تألق وتصدى للكرة ببراعة.

استعاد ميلان زمام السيطرة على مجريات اللعب، فتفوق على نفسه وهدد مرمى يوفنتوس في أكثر من محاولة، وكاد يخرج من الشوط الأول فائزًا بهدفين على الأقل لول تعملق بوفون.

عامل التوفيق غاب عن ميلان أكثر من مرة في الحصة الأولى، خصوصًا في الدقيقة 26 التي شهدت فرصتين ولا أخطر، بداية عندما تألق بوفون وتصدى لتسديدة من كاكا من داخل منطقة الجزاء، لكن الكرة ارتدت ووصلت لكاكا الذي سدد مرة أخرى، لكن بونوتشي أبعد الكرة من على خط المرمى.

المد الهجومي للروسونيري لم يهدأ، فسدد بولي كرة من على حدود منطقة الجزاء، مرت بجوار القائم بقليل، قبل أن يتبعه ريكاردو مونتوليفو بتصويبة أخرى بوجه القدم، وجدت هذه المرة "العملاق" بوفون، هذا الأخير عاد وبرع في انقاذ تسديدة من بادزيني من داخل منطقة الجزاء.

بوفون أبى إلا وأن يفرض نفسه نجمًا لهذا الشوط "المثير" بتفننه في انقاذ مرماه، ففي الدقيقة 40 أطلق كاكا تصويبة مقوسة رائعة، إلا أن الحارس الإيطالي العملاق وبرشاقة يُحسد عليها ارتدى قفاز الإجادة وأبعدها بشكل رائع وكأنه في ريعان شبابه.



وعلى عكس سير اللعب تمامًا، وقبل دقيقة على نهاية الوقت الأصلي للشوط الأول، نجح يوفنتوس في مباغتة ميلان بهدف "ملعوب" من 4 تمريرات فقط، والبداية كانت بتمريرة من ماركيزيو لتيفيز داخل منطقة الجزاء، مررها المهاجم الأرجنتيني بدوره للمنطلق من الخلف للأمام ليختشتاينر الذي لعب كرة عرضية أرضية على طبق من ذهب ليورنتي الذي لم يجد صعوبة في إسكانها شباك ميلان.

لم تتغير خارطة الملعب، وظلت الإثارة قائمة من الدقيقة الأول للحصة الأولى التي شهدت معاودة يوفنتوس لتهديد مرمى ميلان، عن طريق تيفيز الذي سدد كرة أرضية زاحفة تصدى لها أبياتي، ثم جاء الرد سريعًا من ميلان بمحاولتين ولا أخطر بداية برأسية من بادزيني إثر عرضية من تاعرابت، لكن بوفون مرة أخرى كان في الموعد، أما المحاولة الثانية فكانت رأسية أخرى من بولي بعد عرضية من كاكا، لكن لسوء طالعه مرت الكرة بجوار القائم، وخرج بعدها بولي مصابًا على إثر هذه المحاولة بعد اصطدام رأسه بكاسيراس.

وجاءت الدقيقة 68 ليُطلق "الأباتشي" تيفيز رصاصة الرحمة على ميلان، بهدف "صاروخي" سيدخل بالتأكيد ضمن أجمل أهداف الموسم الإيطالي، بعد أن أطلق قذيفة بقدمة اليمنى من 25 ياردة تقريبًا، اصطدمت في العارضة السفلي واستقرت داخل شباك أبياتي الذي حاول مع الكرة لكن دون جدوى.

هدف تيفيز تسبب في قتل معنويات لاعبي ميلان، حيث جاءت محاولات كتيبة المدرب الهولندي كلارنس سيدورف لتقليص الفارق على استحياء، فسدد إيمانويلسون تصويبة بعيدة المدى، لكن بوفون كان لها بالمرصاد مجددًا، فيما تعاطف القائم مع أبياتي وحرم بوجبا من هدف بعد تسديدة من اللاعب الفرنسي في الدقيقة الـ87، لتنتهي المباراة بفوز "مثير" لليوفي.