لم تهدأ البحرين قط بطوائفها المتعددة، ولم يرتح بال أبنائها بعد تتابع سفك الدماء وإزهاق الأرواح الحارسة لأمن الوطن وسلامة مواطنيه، ما حوّل مشاعر الأمل إلى إحباط عام وغليان، بعد أن أصبح الجو العام يغلبه أسلوب العنف بحجة التعبير عن الرأي وإحقاق الحق والديمقراطية، فمن جهة يأتي التحشيد والتحريض، ومن جهة أخرى، مقاطعة لقنوات الحوار الرسمية، تحت اسم الوطنية والشعارات البرّاقة التي تعج بفئة مغرر بها للاقتتال وعرقلة عجلة التنمية والتطور.
وفجع الخليج بأكمله أمس بحادث تفجير منطقة الديه، وأزهق على إثره أرواح ثلاثة من رجال الأمن دون رحمة، أحدهم ضابط إماراتي ضمن قوة «أمواج الخليج»، وأصيب عشرة آخرون، وجاء ذلك بعد يوم واحد من انفجار بمنطقة العكر الشرقي أصيب فيه شرطي أثناء مساعدته سيدة لعبور أحد الشوارع بالمنطقة، وتضررت سيارتان إحداهما مدنية.
وفي 23 فبراير الماضي، وقع انفجاران في منطقة سار تمثلا في قنبلتين استهدفا حياة رجال الشرطة من دون تسجيل إصابات، فيما تضررت إحدى الدوريات الأمنية، وقبل ذلك سجل تاريخ 14 فبراير استشهاد الشرطي عبدالوحيد سيد محمد (29 عاماً) متأثراً بجراحه التي أصيب بها جراء التفجير الإرهابي الآثم الذي وقع بقرية الدير، كما أصيب عدد (5) من رجال الشرطة اثنان منهم إصابتهم بالغة، وحرق سيارتين مدنيتين، واستهداف حافلة لنقل طلبة المدارس بزجاجات المولوتوف الحارقة وهو الأمر الذي يكشف بوضوح خطورة تلك الأعمال الإرهابية، وسجل ذات التاريخ كذلك تفجير إرهابي بمنطقة الديه، أسفر عن تعرض حافلة لنقل أفراد الشرطة لتلفيات. واحترقت دورية أمنية بالكامل بتاريخ 30 يناير، إثر عمل إرهابي استهدف حياة رجال الأمن، تمثل بقذف مجموعة من الإرهابيين المولوتوف بمنطقة عالي.
وكانت وزارة حقوق الإنسان أعلنت أن عدد الحوادث الأمنية التي شهدتها البحرين خلال العام 2013 بلغ 11 ألفاً و255 حادثاً، فيما بلغت 14 ألفاً و869 حادثاً في العام 2012 . وبينت الوزارة في إحصاءاتها أنه بلغت عمليات استهداف رجال الأمن في العام 2013 إلى 8707 استهدافات، فيما شهد العام 2012 14 ألفاً و67 استهدافاً لرجال الشرطة، مشيرة إلى أن هذه الاستهدافات التي وجهت لقوات الأمن قد خلفت 808 إصابات في العام 2013، وأسفرت عن استشهاد 3 من رجال الأمن وأضرار آليات بلغت 847.
وذكرت الإحصاءات التابعة لوزارة حقوق الإنسان والتي استقتها من وزارة الداخلية أن إجمالي المضبوطات التي تمكنت وزارة الداخلية من ضبطها خلال العام 2013 بلغ 74 ألفاً و595، مبينة أنه تم ضبط 13 ألفاً 595 زجاجة حارقة و175 قنبلة محلية الصنع إلى جانب 45 سلاحاً محلياً الصنع و339 قنبلة غازية وصوتية محلية. وبينت الإحصاءات أن من أبرز مظاهر الحوادث الأمنية والإخلال بالأمن والنظام العام التي شهدتها المملكة في العام 2013 هو تفجير 383 أسطوانة غاز إلى جانب تفجير 28 قنبلة محلية الصنع بهدف استهداف مدنيين ووضع 307 قنابل وهمية.
وذكرت أنه حوادث الحرق الجنائي بلغت 4804 حوادث، فيما بلغت حالات الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة إلى 1006 حالات، إلى جانب 4824 حالة لإغلاق الطرق. وأوضحت أن الإحصاءات سجلت 100 حالة اعتداء على الأجانب من قبل مرتكبي العنف والتخريب، فيما سجلت 86 حالة احتكاك ومشاجرات طائفية. وأشارت الإحصاءات إلى أن عدد المسيرات والتجمعات المرخصة في العام 2013 بلغ 89 مسيرة، في مقابل 1319 مسيرة غير مرخصة.