منحت صحيفة الماركا العلامة الكاملة لريال مدريد بعد تطور مستواه ونتائجه مقارنةً مع بدايته المتعثرة في الدوري هذا الموسم، والدليل ارتقاءه من المركز الثالث إلى الصدارة وبلوغه نهائي كأس ملك إسبانيا، إلى جانب مشواره الرائع في دوري الأبطال بتغلبه على ضيفه شالكه بستة أهداف لهدف في ألمانيا.
لكن باستثناء ديربي مدريد في نصف نهائي الكأس أمام أتلتيكو مدريد، حيث تفوق الريال في الذهاب والإياب بنتيجة 5-0، ليضمن الوصول للنهائي في أبريل المقبل لمواجهة غريمه التقليدي، حقّق رجال أنشيلوتي نتائج متواضعة في الاختبارات الصعبة محلياً أمام برشلونة (2-1) والأتلتيكو (0-1 و2-2).
هذا لا يعني التقليل من شأن ريال مدريد والعمل الكبير الذي يقوم به أنشيلوتي ولاعبوه منذ بداية الموسم، بل الهدف من سرد هذه الأرقام هو التأكيد أن الحُكم مُبكّر على قدرة ملوك مدريد على التتويج بالليجا أو دوري الأبطال.. أما الكأس، فقد حقّقوا فيه المراد وأصبحوا على بعد خطوة واحدة من معانقة اللقب.
الكأس العاشرة ممكنة بالتفكير في "مباراة بعد مباراة"، أي الفوز حتى ولو خارج الديار وبأفضل نتيجة ممكنة النقطة الإيجابية في تطور أداء ريال مدريد هو تحسن خط دفاعه والمنافسة القوية بين حراس المرمى، كما تطوّر أيضاً مستوى خط الوسط.. بالتحديد منذ إصابة الألماني خضيرة وإتاحة الفرصة لمودريتش لإثبات إمكانياته، وهذا ما حدث بكونه أفضل لاعبي الفريق منذ بداية الموسم وأكثرهم ثباتاً في الأداء.
ومن الأشياء الجيدة التي تدعو للتفاؤل بالنسبة للمدريديين، هي ظهور بعض الأسماء الشابة بمستوى جيد، كالمهاجم الشاب خيسيه والمدافع الأيمن كارباخال.. فهذان كسبا حبّ الجماهير ومنحا لأنشيلوتي المزيد من الخيارات، حتى تضاعفت فرص مشاركتهما كأساسيين خلال الأسابيع الأخيرة.
وتعرض مدرب ريال مدريد أنشيلوتي للانتقادات بسبب التشكيلة التي بدأ بها في الديربي أمام الأتلتيكو، لكن خطأه لم يستحق كل هذا التهويل، خاصةً أن الريال تقدّم في النتيجة والسبب فيما حدث في الشوط الأول هو التراخي لا غير، والأهم أن المدير الفني الإيطالي تدارك خطأه سريعاً في شوط المدربين وانتزع التعادل.
على عكس مورينيو، يقبل أنشيلوتي جميع الانتقادات المُوجهّة إليه وهو شخص واضح إلى أبعد الحدود، و يستحق الثناء على العمل الذي قام به منذ بداية الموسم، وإن استمر ريال مدريد على تحسنه، سيكون قادراً لا محالة على مواجهة أي تحدٍ صعب والتغلب على أفضل الخصوم محلياً وقارياً.
في الليجا، الريال هو المتصدر، وهذا يعني أن اللقب بين أيديه وحظوظه في الفوز ستبقى رهن نتائجه وليس نتائج المنافسين.. أما في دوري الأبطال، فالأهم هو اتباع طريقة سيميوني في التفكير في مباراة بعد مباراة، وهي العقلية التي كان ولازال يتبعها أنشيلوتي في دوري الأبطال والدليل سداسية ألمانيا ورباعية تركيا و و.. إلخ!