أظهرت نتائج دراسة حديثة، أن طبقة الأوزون بدأت تستعيد حالتها الطبيعية، ببطء منذ فترة، مشيرة إلى أنه ربما تم التوصل إلى منعطف جديد بشأن مستويات الأشعة فوق البنفسجية التى تصل إلى سطح الأرض.

ويقول ماركوس ريكس، وهو فيزيائى بمعهد "ألفريد فيجنر" الألمانى للأبحاث القطبية والبحرية، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لقد توقفت موجة الارتفاع فى مستوى الأشعة فوق البنفسجية... إنه حقا أمر تستحق السياسية البيئية الإشادة به من جانبا".

ويشير ريكس إلى أنه عند النظر إلى سماء أوروبا، يتبين أن هذا المنعطف الجديد فى مستوى الأشعة فوق البنفسجية التى تصل إلى الأرض قد تم بلوغه منذ خمسة أعوام.

ويقول:"بالنسبة لطبقة الأوزون، بدأنا نلاحظ نزعة إيجابية منذ فترة طويلة. فقد بدأت (الطبقة) تزداد كثافة منذ نهاية القرن (الماضى) وبداية القرن (الحالى) تقريبا".

إن كثافة الأشعة فوق البنفسجية لا تقل مع قلة تلوث الهواء، بل تستمر فى الزيادة. ويوضح ريكس قائلا: "أما الآن، فإن حركة التعافى التى تشهدها طبقة الأوزون بدأت فى الظهور".

وأضاف: "ذلك له علاقة بنقاء الهواء. فقد قطعنا شوطا كبيرا بشأن غاز ثانى أكسيد الكبريت. ذلك أن هذا الغاز السام، المسئول أيضا عن الأمطار الحمضية، يطلق فى الهواء بكميات أصغر بكثير منها قبل عقدين مضيا".

ويوضح ريكس أن ثانى أكسيد الكبريت، يؤدى إلى تكوين قطرات صغيرة فى الغلاف الجوى تعكس ضوء الشمس، وخاصة الأشعة فوق البنفسجية. ويقول: "هذا التأثير يعنى وصول المزيد من الأشعة فوق البنفسجية إلى سطح الأرض نتيجة لانخفاض معدل تلوث الهواء".

ورغم النجاح الذى حققه برتوكول "مونتريال" بشأن المواد التى تستنفد طبقة الأوزون، لا سيما مركبات الكلوروفلوروكربون، يوصى ريكس بالاستمرار فى استخدام المرطبات الواقية من أشعة الشمس، خاصة فى فصل الربيع.

ويقول العالم الفيزيائى: "لا يزال يتعين علينا حماية بشرتنا.. حتى الآن يمكننا توقع مستويات عالية للغاية من الأشعة فوق البنفسجية فى الربيع، نظرا للطريقة التى يتغير بها حال طبقة الأوزون فوق القطبين. فمازالت (الطبقة) تقل فى كثافتها".

وأضاف: "يتجه الهواء فى القطب الشمالى ذهابا وإيابا - وتحديدا فوق وسط أوروبا فى أواخر الشتاء وأوائل الربيع - ولذلك أمكن ملاحظة تآكل طبقة الأوزون بالقطب الشمالى فوقنا فى وسط أوروبا فى وقت سابق من العام الجارى".

ويشير ريكس إلى أن ثقب طبقة الأوزون فوق القطبين يمكن أن يساهم فى طول عمر مركبات الكلوروفلوروكربون، والتى ستظل نشطة لعقود من الزمن.

صحيح أن مركبات الكلوروفلوروكربون تتسبب فى انخفاض معدل إنتاج الأوزون، لكن وطأتها تزداد عندما تجتمع مع البرد القارس. ودرجات الحرارة المنخفضة للغاية على هذا النحو ليست موجودة سوى فى المناطق القطبية.

يقول ريكس: "إن حقيقة أنه كان هناك ثقب خطير فى الأوزون فوق القطب الشمالى مطلع عام 2011، ترجع إلى التغير المناخى. فبينما تزداد طبقات الجو المنخفضة دفئا، تزداد الطبقات العليا - الستراتوسفير - برودة".