شاركت وزارة الصحة دول العالم يوم "الخميس" الموافق 6 مارس 2014م احتفالاتها بمناسبة اليوم العاملي للكلى، والذي جاء هذا العام تحت شعار " التقدم في السن قد يؤدي إلى تدهور وظائف الكلى فسارع باستشارة طبيبك للمحافظة عليها "، إذ نظمت وزارة الصحة فعالياتها في مجمع السيتي سنتر ومجمع الرملي تحت رعاية الوكيل المساعد لشؤون المستشفيات الدكتور أمين الساعاتي.
وقالت رئيسة وحدة المؤيد لعلاج وزراعة الكلى بمجمع السلمانية الطبي في وزارة الصحة الدكتورة سمية الغريب إن الهدف من هذه الفعاليات يتمثل في تعريف جميع أفراد المجتمع بأهمية صحة الكلى، مشيرة إلى أن تفاعل المجتمع البحريني الكبير سنوياً يدل على حرصهم لمعرفة سبل علاج أمراض الكلى وكذلك الوقاية من المضاعفات، موضحة أنه تم التركيز خلال اليوم العالمي للكلى هذا العام على نشر طرق الوقاية والعلاج والتشجيع على التبرع بالكلى، والتثقيف بإمكانية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، إذ سجلت وزارة الصحة في هذه الحملة عدد 57 متبرعاً بالأعضاء بعد الوفاة من البحرينيين في يوم واحد، وذلك لأول مرة في تاريخ الوزارة كنشاط قام به طاقم وحدة الكلى خارج المستشفى حيث تم الشرح للمجتمع في أماكن تواجدهم في المجمعات التجارية بأهمية التبرع وتوقيعهم على إقرار بذلك.
ويمثل اليوم العالمي للكلى حملة صحية عالمية لرفع الوعي وتركز على أهمية الكلى وتقليل تكرر وتأثير أمراض الكلى والمشاكل المرتبطة بها في أنحاء العالم، وهذا اليوم العالمي مبادرة مشتركة بين الجمعية الدولية لأمراض الكلى (ISN) والاتحاد الدولي لمؤسسات الكلى (IFKF)، حيث يركز شعار هذا العام على كبار السن ووقايتهم من الإصابة بالفشل الكلوي من خلال إجراء الفحوصات اللازمة وخصوصاً للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة كالضغط والسكر.
وبينت الدكتورة الغريب بأن وزارة الصحة تولي اهتماما كبيرا لمرضى الكلى ولديها برامج علاجية متقدمة وأجهزة حديثة لتشخيص وعلاج مختلف الحالات، ويبلغ عدد المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى بمملكة البحرين وبحاجة لعمليات للغسيل يبلغ حوالي 500 مريض، 300 مريض يراجعون وزارة الصحة و150 مريض مستشفى الخدمات الطبية الملكية التابع لقوة دفاع البحرين و50 مريض يراجعون المستشفيات الخاصة، وتبلغ عدد جلسات الغسيل الكلوي للعام الواحد فقط 75 الف جلسة، وتقدر تكلفة غسيل الكلى للجلسة حوالي الـ 80 دينارا وتصل إلى 240 دينارا أسبوعياً وتبلغ الكلفة الإجمالية حوالي 1000 دينار شهرياً.
وأشارت الدكتورة الغريب إلى أن مرض الفشل الكلوي يعتبر من آفات العصر المهمة، وذلك لعدة أسباب منها تزايد أعداد المصابين به وخاصة من كبار السن والمصابين بداء السكري وارتفاع ضغط الدم بالخصوص، وتعدد أسبابه عند فئات مختلفة من المجتمع، ومضاعفاته سواء على المستوى الصحي أو النفسي والاجتماعي، وتكاليف علاجه الباهظة سواء بالديلزة أو بالزراعة، موضحة أن الفشل الكلوي ينقسم إلى قسمين، الفشل الكلوي الحاد، والذي يطرأ على كلية سليمة، وذلك في وقت قصير وينتج عادة هبوط في كمية الدم التي تصل إلى الكلية من جراء نزيف أو فقدان حاد للسوائل أو هبوط في وظائف القلب أو تناول عقاقير أو أعشاب سامة للكلية، وهذا النوع من الفشل الكلوي يرجى برؤه غالباً إذا عولج سببه ولكن في بعض الأحيان ينتج عنه فشل كلوي مزمن، أما الفشل الكلوي المزمن فأسبابه كثيرة، متمثلة في الوراثية منها والتي قد يتم اكتشافها أثناء الطفولة أحيانا وأحيانا أخرى عند الكبر، والمكتسبة وهي أكثر أسباب الفشل الكلوي المزمن ومنها داء السكري، وارتفاع الضغط الشرياني، الالتهابات الكبيبة الكلوية المناعية بأنواعها المختلفة، وانسداد المسالك البولية سواء كانت نتيجة لحصوات بولية أو أورام بمجرى البول أو أي سبب أخر يعطل تدفق البول كالعيوب الخلقية، والتجمعات الدموية بمجرى البول أو التضيقات الناتجة عن الالتهابات المزمنة.
وأضافت الدكتورة الغريب: ''عند وصول الكلية إلى مرحلة التعطل الكامل وعدم قدرتها على القيام بوظائف تنقية وترشيح المواد السامة من الجسم، يحتاج مريض الفشل الكلوي البدء في عملية الغسيل أو زراعة كليه جديدة، وهناك نوعان من الغسيل الكلوي: الغسيل الدموي ويسمى الديلزة، والغسيل البريتوني. وعملية الديلزة تتم في المستشفى في ثلاث جلسات أسبوعية لمدة أربع ساعات لكل جلسة وتحتاج هذه العملية أيادٍ عاملة (طاقم كامل من مشرفة تمريض وممرضين قائمين على تنفيذ هذه العملية في المستشفى بالإضافة إلى التقنيين الفنيين)، أما الغسيل البريتوني، فيتم في المنزل، إذ توفر الوزارة الأجهزة والمحاليل المستخدمة في الغسيل للمرضى ويقوم الفريق الطبي بتدريب المريض أو من ينوب عنه من الأهل على القيام بعملية الغسيل، ما يوفر الأيادي العاملة''، مشيرة إلى أن الغسيل الدموي كحل وحيد لا بديل له في البحرين كان يشكل عبئاً كبيراً في توفير الأماكن والأيادي العاملة لتغطية العدد المتزايد من المرضى.
من جانبه، قال استشاري أمراض الكلى في مجمع السلمانية الطبي الدكتور أمجد الباز إن اليوم العالمي للكلى هذا العام يركز على كبار السن باعتبارهم أكثر تعرضاً للإصابة بالفشل الكلوي مع تقدم العمر، وكذلك التركيز على التبرع بالكلى وخصوصاً من الأهل أو من المتوفين وذلك لإنقاذ حياة المصاب بالفشل الكلوي، لافتاً إلى أن فعاليات وزارة الصحة التي تم تنظيمها في كل من مجمع السيتي سنتر ومجمع الرملي حظيا بحضور لافت ومشاركة واسعة للاستفادة من الخدمات التثقيفية والتوعية المصاحبة للاحتفال بهذا اليوم العالمي.