يئن ياسوو تاكاماتسو (57 عاماً) تحت ثقل أسطوانة الغطس التي يحملها على ظهره أثناء استعداده للنزول إلى قاع المياه الباردة في السواحل اليابانية، وهذه السواحل قد دمرتها قبل 3 سنوات موجة مد عاتية؛ وذلك بحثاً عن جثة زوجته، التي كانت ضمن آلاف المفقودين جراء هذه الكارثة.
وتقوم رافعة بحمل المركب الخشبي في حين يرتدي تاكاماتسو سترة غطس مطاطية لحمايته من البرد أثناء غوصه في مياه المحيط الهادئ قبل أيام قليلة من الذكرى السنوية الثالثة للكارثة.
ويحكي تاكاماتسو عن زوجته فيقول: "لقد كانت رقيقة ولطيفة. ولم تكن تفارقني يوماً، جسدياً أو فكرياً. أشتاق إلى الجزء الكبير مني الذي كانت تمثله".
ولم يكن تاكاماتسو الذي يعمل سائق حافلة مرشحاً طبيعياً لتعلم الغطس، وبالتالي كان قلقاً إزاء فكرة عدم تمكنه من القيام بهذه المهمة.
لكنه يشعر باندفاع لخوض غمار البحار كلما يفكر في صوت زوجته زوته يوكو، هذا الصوت الذي سمعه لآخر مرة قبل أن تبتلعها موجة التسونامي العملاقة التي وصل ارتفاعها إلى حوالي 20 متراً.
ويقول الزوج المفجوع: "ينتابني شعور رهيب عندما أفكر في أنها لا تزال هناك، أريد أن أعيدها إلى منزلها في أسرع وقت ممكن".
وبعد أسابيع قليلة من تمشيط المنطقة، عثر عمال في مصرف على الهاتف المحمول ليوكو وسلموه إلى تاكاماتسو.
يذكر أن أكثر من 15800 شخص يعتقد أنهم قضوا جراء الزلزال والتسونامي الذي تبعه، في أسوأ حصيلة خسائر بشرية في اليابان خلال فترات السلم، كذلك ثمة 2636 شخصاً اعتبروا في عداد المفقودين.
ولا أحد يعتقد أنه يمكن العثور على هؤلاء المفقودين أحياء، لكن بالنسبة للعائلات الثكلى، من المهم جداً العثور على جثث ذويهم، كي يتمكنوا من إلقاء نظرة الوداع على أحبائهم والحداد عليهم.
وقضى أكثر من 800 شخص في مدينة أوناغاوا الساحلية الصغيرة وحدها، بينهم أكثر من 250 شخصاً لم يتم العثور على جثثهم، ومن بين هؤلاء يوكو زوجة تاكاماتسو، والتي كانت تبلغ من العمر 47 عاماً عند حدوث الكارثة.
وبعد ثلاث سنوات على الكارثة، لا تبدي اليابان أي استعداد للتوقف عن عمليات البحث عن المفقودين، ويكثف عناصر الشرطة وحرس السواحل والمتطوعون عمليات التمشيط في المناطق الموحلة المحيطة بمصبات الأنهار والغوص إلى قاع البحر، ولا تزال فرق البحث تسترجع بعض الأشلاء البشرية.