لم يكن طلب الطفل جاك المير من والده عزيز قبل بضعة أشهر شراء حاسوب محمول من شركة أبل الأميركية مجرد طلب استعراضي من صبي في الثانية عشرة من عمره، فمنذ أن بلغ الرابعة وهو يهوى كل ما يتعلق بالتكنولوجيا، خاصة إنتاجات الشركة الأميركية في هذا المجال.لكن هواه في التكنولوجيا لم يتوقف عند حد التعرف إليها، ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي تحول ابن قرية بطحا شرق بيروت إلى أصغر طفل في لبنان وأحد أصغرهم في العالم، يصمم تطبيقا للهواتف الذكية وضعته أبل في متجر التطبيقات الخاص بها "أب ستور".والتطبيق عبارة عن لعبة أطلق عليها اسم "إيموجي إسكيب"، يستخدم من خلالها اللاعب الوجوه والتعابير المستخدمة في المحادثات عبر الإنترنت، وهي لعبة سهلة ويمكن استخدامها من قبل الصغار والكبار، حسب ما قال جايك.تصميم عبقريوأثار جايك بتطبيقه -الذي وصف بأنه عبقري بالنسبة لطفل في الثانية عشرة- ضجة كبيرة، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد بل عمد إلى تطوير تطبيق ثانٍ هو عبارة عن لعبة أطلق عليها اسم "إيموجي غو"، وهي نسخة مطورة عن اللعبة الأولى، وينتظر إدراجها في متجر أبل خلال الأسبوع المقبل.ويؤكد جايك أنه لم يحصل على أي مساعدة لتطوير التطبيق الخاص به، وحصل على كل المعلومات من خلاله بحثه على الإنترنت، لكنه لن يتوقف عند الذي قدمه حتى اليوم، فهذه مجرد انطلاقة بالنسبة له -وفق قوله- سيتابع من خلالها مسيرته حتى يحقق حلمه بالسفر إلى "أبل" هذا الصيف ثم العمل لديها في المستقبل في مجال تطوير البرمجيات، موضحا أن تصميم التطبيق الأول استغرق منه نحو خمسة أشهر، في حين لم يستغرق تطوير التطبيق الثاني أكثر من شهر.ويعيش جايك مع عائلته الصغيرة المؤلفة من والده الذي يعمل في مجال المعلوماتية ووالدته معلمة المدرسة وأخته الصغيرة في بيت مطل من بعيد على صخب مدينة جونيه ومحاط بالكثير من الجبال الخضراء في السلسلة الجنوبية، وهي بيئة مناسبة للإبداع، حسب ما يعتقد أهله.ويؤكد والد الطفل أنه لم يقدم أي مساعدة لابنه عندما بدأ العمل على إنجاز التطبيق، كما أن العائلة -التي شجعته كثيرا- لم تكن قد أخذت الموضوع كثيرا على محمل الجد حتى ردت أبل على رسالة جايك لإدراج تطبيقه في متجرها طالبة منه مستندات معينة.موهبة وطموحوتشرح والدة جايك الفرحة بإنجازه والتي تقوم بتنسيق إطلالاته الإعلامية أنه منذ صغره يحب الجلوس لساعات على الحاسوب المحمول الخاص بوالده قبل أن يحصل على واحد خاص له، ويبحث عبر الإنترنت ويقرأ عن آخر ابتكارات التكنولوجيا، ويشعر في الوقت نفسه بأن ما يتعلمه في المدرسة أمور تافهة لا تقدم شيئا لطموحه على مستوى التكنولوجيا، حسب تعبيرها.وتشدد الوالدة على أن العائلة اليوم ستبذل كل ما في وسعها لمساعدة ابنها على متابعة إنجازاته وتطوير قدراته على مستوى التكنولوجيا حتى تحقيق حلمه، رغم وجود صعوبات كثيرة تقف في وجه طموحه، مشيرة إلى أن الاهتمام الإعلامي الكبير أعطى لجايك حافزا كبيرا لتطوير عمله، فيما كان احتلال اللعبة المركز الرابع في لبنان أكثر ما أفرحه.وفي معظم بلدان العالم تقوم الدولة بتبني المواهب المشابهة لجايك وتقديم الدعم المناسب لتنمية قدراتها، لكن جايك -ومع غياب أي نظام لتنمية المواهب في لبنان- لم يحصل سوى على رسالة تهنئة من وزير الثقافة اللبناني السابق غابي ليون حسب ما تؤكد والدته، لينضم الى قائمة من المبدعين اللبنانيين الذي لم يجدوا إلا قدراتهم سندا لهم، فيما لم ينالوا من الدولة اللبنانية سوى أوسمة برتب مختلفة.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90