هناك من الأطفال من يكون في يومه الدراسي الأول كمن يبدو وكأنه يدخل عالم الرعب، إذ أن استعداده النفسي للبقاء سجين الصف والتزام الصمت والانتباه إلى شرح المعلم، لا يكون في ذلك اليوم، لا بل في الشهرين الأوليين، مكتملاً. كذلك، فإن ثمة الكثير من المتغيرات التي تؤثر على علاقته مع المدرسة والدرس، كأن يلتقي زملاء جدداً في الصف، والأهم من هذا لقاؤه مدرسين جدداً قد لا يلاقون في نفسه ارتياحاً منذ اليوم الأول.
مدرس جديد و ... مخيف !
يرى متخصصون أنه إذا كان العام الدراسي يسبب قلقاً كبيراً للآباء، فهذا يعود إلى أنهم يولونه أهمية يبدو معها كأنه محور حياته الدراسية كاملة، إلا أن هذا التوتر ينعكس على الأطفال الذين يشعرون بدورهم بالخوف من المدرسة كإطار جديد، يخافون من المدرس الجديد وشكله الحازم، ويخافون من زملاء آخرين قد يشكّلون خطراً على إحساسهم بالأمان في المدرسة، وكثيراً ما يقال إن التلاميذ يفشلون في المادة الدراسية التي لا يحبون مدرّسها، وربما تقع على عاتق المدرس الكثير من المسؤوليات التي من شأنها أن تجعل من الطفل، بغض النظر عن مستوى ذكائه، تلميذا ناجحاً أو فاشلاً.
ومن هنا، يبدو ضرورياً التفاعل بيت الأهل والمدرس من أجل تصويب العلاقة بين التلميذ وكتابه المدرسي، وينبغي على المدرس أن يعمد إلى تشجيع تلميذه على مسمع الأهل لكي يعزز لديه الثقة بقدراته ويحثّه على المثابرة.
ذكريات .. الحذر منها
قد يردد الأبوان كل ما تعرضا إليه من مشكلات وما يحفظانه من ذكريات سيئة عن أيامهما المدرسية على مسمع طفلهما، وهذا ينعكس آلياً على نفسية الأخير الذي بدوره يخاف من المدرسة ومن أن تتكرر معه تلك الحوادث السيئة، ويسعى الأبوان إلى التضيق على أطفالهم من خلال مساءلتهم عن أيامهم في المدرسة ومحاسبتهم عن كب صغيرة وكبيرة، وهذا يؤدي إلى عدم شعور التلميذ بالأمان في الصف أو في الملعب، وبالتالي يدفعه إلى أن يصب لعنته على الكتاب والدفتر والقلم، لذا ينبغي على الأهل، إن كانوا يحملون في نفوسهم صوراً بشعة لمدرسيهم، أن يوفروا لأبنائهم الأجواء الطبيعية التي تمكنهم من التعايش مع مدرستهم بشكل طبيعي.
?
ما العمل؟
• يتعين على الآباء تشجيع طفلهم على اكتساب متعة التعلم وعلى استغلال الوقت الذي يمضيه في المدرسة للقيام بواجباته، من دون أن ننسى أن الطفل يحتاج إلى الشعور بأن والديه سيكونان إلى جانبه إذا احتاج إلى أي مساعدة، وهذا ما يجعله يعي أن القيام بواجبه المدرسي في قاعة الدرس أو في البيت جزء من مسؤولياته لتحقيق النجاح والتفوق.
• ومن جهة ثانية، من المهم وضع جدول نوم نظامي يساعد الأطفال أيضاً على الاستيقاظ باكراً لتناول وجبة فطور صحية، وهذا مهم آخر يؤثر على الأداء الدراسي.
• وأيضا، لمساعدة التلميذ على الاستعداد لبدء سنة دراسية جديدة، من المهم التحدث إليه ليعرف ما ينتظره وليتآلف مع الجدول اليومي للسنة الدراسية.
• وفي المقابل، إذا شعر بأن الجميع يصغي إليه ويبدي اهتماماً بما يقول، فسيشعر بالحماس وبالرغبة في المشاركة، الأمر الذي ينطبق على الدروس الواجبات المدرسية.
تعلمي أيضا:
كيف تهيئين أطفالك للعودة إلى المدرسة
المأكولات المفيدة لطفلك في المدرسة
أعجبك هذا المقال؟ للمزيد من الحمل والأمومة على بريدك اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية