أشاد قائد الخدمات الطبية الملكية العميد بروفيسور الشيخ خالد بن علي آل خليفة بنجاح أول عملية جراحية لمعالجة انسداد شرايين الأطراف والتي أجريت في المستشفى العسكري للخدمات الطبية الملكية في 22 مارس الماضي باستخدام أحدث تقنية توصل العلم إليها تسمى “Wildcat”. وأجرى العملية أخصائي أمراض القلب والأوعية الدموية وقسطرة شبكات القلب والأطراف، ومدير الصحة الدولية لمنطقة الشرق الأوسط في مستشفى Lahey Clinic في بوسطن الدكتور وائل الحسامي، وأخصائي أمراض القلب والأوعية الدموية وقسطرة شبكات القلب والأطراف، ورئيس قسم الأوعية الدموية والمختبر الدولي للأوعية الدموية المحيطية في مستشفى Mariam في ولاية رود آيلاند بالولايات المتحدة الأمريكية الدكتور بيتر سوكاس، وشارك في العملية رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية في المستشفى العسكري الدكتور ظافر كمال، والدكتور ساداناندا شيفابا، وأخصائيي أمراض القلب والقسطرة الدكتور حسام نور. وأزال الأطباء بعد فتح الانسداد، الترسبات المسببة لانسداد الشريان باستخدام تقنية أخرى تسمى “Turbo Hawk”. وقال كمال: “جرت العادة على معالجة أمراض انسداد الشرايين المزمن بإجراء عمليات تجاوز الانسداد عن طريق تحويل مسار الأوعية الدموية جراحياً (by pass)”، لكن في هذه العملية تم استخدام جهاز صمم خصيصاً لاختراق الانسداد باستخدام تقنيات القسطرة بدون التدخل الجراحي واللجوء إلى التخدير الموضعي بدلاً من التخدير العام مما يمكًن المرضى من العودة إلى ممارسة أنشطتهم العادية في اليوم التالي من العملية. وأشار رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية في المستشفى العسكري إلى أن بالإمكان معالجة انسداد الشرايين بوضع شبكات معدنية داخل الشرايين، غير أن هذه الشبكات التي توضع على أساس دائم قد تتعرض للكسر، ومن ثم تحول دون إجراء عملية تحويل مسار الأوعية الدموية (by pass) فيما بعد، كما أوضح أن بالون قسطرة الشرايين المسدودة محدود في فعاليته أيضاً لأنه من المحتمل جداً أن يعود التضييق في الشريان بسبب النسيج الندبي. واستطرد كمال قائلاً : “بيد أن إزالة الترسبات من الشريان تؤدي إلى تحسن تدفق الدم فيه، وتقلل من احتمال عودة ضيق الشريان وتفضي إلى الأمل في نتائج أفضل على المدى البعيد”. كما أجرى الأطباء كذلك المزيد من العمليات الناجحة في المركز الطبي لقسطرة القلب، وذكر شيفابا أن معالجة مرضى القلب باستخدام أدوات طبية باستخدام تقنيات القسطرة تقلل من درجة التدخل الجراحي ويجنب المريض الخضوع إلى عمليات تحويل مسار الأوعية الدموية الجراحية التي تنطوي على خطورة عالية”. الجدير بالذكر أن مرض انسداد الشريان الطرفي يحدث عندما تصبح شرايين الساق ضيقة، أو عندما تسدها الترسبات، وهي حالة تزيد من خطورة الإصابة بالسكتة القلبية والجلطة الدماغية وبتر الساق، والوفيات. وتنجم هذه الحالة عن تدني تدفق الدم في الساقين، مما يسبب ألما، وتغيرات في لون الجلد وبرودة الأطراف، وقد تتطور الحالة بحيث تؤدي إلى حدوث تقرحات. ويعتبر مرض السكري والتدخين من الأسباب الرئيسة في انسداد الشريان المحيطي ولكنه يحدث أيضا بسبب السمنة ونتيجة لحالات ضغط الدم المرتفع المتوارث عبر التاريخ الأسري للمرضى وارتفاع نسبة الدهون (الكوليسترول) في الدم. وإذا ما ترك مريض الأوعية الـدموية الطرفية بدون معالجة، فقد يؤدي إلى الغرغرينا (موت الأنسجة) ومن ثم إلى البتر. أما استخدام القسطرة المستندة إلى التكنولوجيا الجديدة في فتح الشريان المسدود فإنها تعتبر نقلة نوعية في علاج هذا النوع من الأمراض وتغني عن الحاجة إلى إجراء عملية كبر- تحويل مسار الأوعية الدموية جراحيا (by pass). وأضاف العميد بروفيسور الشيخ خالد بن علي آل خليفة: أن المستشفى العسكري التابع للخدمات الطبية الملكية لقوة دفاع البحرين هو من أكبر مستشفيات المملكة من حيث القدرة على تقديم الرعاية الصحية عالية الجودة ويعمل المستشفى من خلال بنية تحتية سريرية حديثة وكوادر طبية مدربة تدريباً عالياً”.