قد تكون زيارة طبيب الأطفال لتشخيص حالة مرضية يعاني منها الطفل من أكثر الخطوات تعقيداً وصعوبة على الأم، حتى مع الأمراض الشائعة والتي يتعرض لها معظم الأطفال في عمر معين. فمرض الطفل وما يتبعه من أعراض ضعف من أكثر مسببات القلق والتوتر عند الأمهات عدا عن الشعور بالذنب لاسيما عند الأمهات الجدد. في هذا العدد الذي نركز فيه على الجانب الصحي اخترنا الحديث مع استشاري طب الأطفال الدكتور مدحت أبو شعبان ليخبرنا عن فكرة تسخير التكنولوجيا فيما يفيد رعاية الأم لطفلها، لاسيما وأن الدكتور مدحت كان ريادياً في استخدام الباركود، للتوعية والارشاد الصحي والطبي، وليقدم النصح والتوجيه للأم.

ومن تجربته الشخصية يقول الدكتور مدحت أبو شعبان :" عند زيارة الأم للطبيب عادة،تكون المشكلة هي عدم قدرة الأم على التركيز مع الطبيب في الوقت الذي تشعر فيه بالتعاطف الكبير مع طفلها الذي يبكي من الألم أو ارتفاع درجة حرارته، ولذا نجد أن معظم الأمهات عندما يخرجن من العيادة، يعاودن الاتصال بالطبيب لإعادة الاستفسارات والتأكد منها، وفي الغالب تكثر تساؤلاتهم حول تشخيص حالة الطفل، والنصائح التي قدمت خلال الزيارة".

"ومن هنا جاءت فكرة استخدام الباركود عند الدكتور مدحت، حيث اعتمدت ترميز الأمراض وفقاً للباركود  بحيث تقوم الأم بتحميل الباركود الخاص بحالة طفلها على أجهزة الهواتف الذكية، ليوصلها مباشرة بالصفحة التي تجد فيها تشخيص كامل لحالة طفلها، على الموقع الإلكتروني الذي يحمل اسم (عيادة طفلي)." 

ويذكر أن موقع عيادة طفلي أطلق مؤخراً باللغتين العربية والانجليزية وحقق إضافة للمحتوى الإلكتروني العربي، بما يضمه من معلومات باللغة العربية وذات مصادر موثوقة. 

ويضيف الدكتور مدحت:" اعتمادي لهذا النوع من الترميز للأمراض، اختصر الوقت والجهد على الامهات، ومن وجهة نظري هو بمثابة تثبيت لتشخيص الحالة وارشادات الطبيب حول طريقة التعامل مع حالة الطفل".

وتنقسم تصنيفات الباركود ضمن ثلاث مجموعات رئيسية، تعنى المجموعة الأولى بالزيارات الروتينية، وتتضمن ترميز لعدة أمور مثل جدول التغذية للطفل، ومراحل تطوره، وكل ما يتعلق بالمولود الجديد، إضافة إلى بيانات الطول والوزن والفيديوهات التعليمية، وفي باب آخر، يخصص ترميز لأمراض شائعة، مثل التهابات الأذن الوسطى، الحمى، الاسهال، طفح الحفاظة، التهاب البلعوم وغيرها الكثير، وفي باب آخر يدرج باركود لكل نوع من حالات التحسس مثل التهاب القصبات التحسسي، الاكزيما، وحساسية الغذاء، وغيرها.

وشارك في الموقع أطباء أردنيين على مستوى عالمي، وأطباء أردنيين من أمريكا، في مقالات حول المشكلات الصحية الرائجة، إلى جانب تعاونهم في الإجابة على أسئلة المتابعين، وفق أبو شعبان، مضيفاً:" في الخطوة القادمة، سيتم التعامل مع أمهر الأطباء من مختلف التخصصات، للمشاركة في تصوير نحو 12 فيديو، كل فيديو مدته 3 دقائق، يتناول أهم المشكلات التي تواجهها الأمهات في التعامل مع أطفالهم".

ويشير أن ترميز الأمراض بات يلقى رواجاً في الحضانات والمدارس، خصوصاً وأن الرمز يوصل لتشخيص الحالة المرضية للطفل، من حيث فترة حضانة المرض، وانتقال العدوى، والمدة المطلوبة لراحة الطفل.

وينصح الدكتور مدحت الامهات، بالاطلاع والمتابعة لكل ما يتعلق بصحة طفلها ونموه، لأن الاطلاع هو العامل الأساسي الذي يقلل من القلق الموجود فطرياً عند الأمهات، ولاسيما الامهات الجدد، كما أنه يزيد من ثقة الأم بنفسها، ويرفع من أدائها في التعامل مع الطفل.

لتصلك أخر المقالات عن الحمل والأمومة من مجلة ليالينا اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية