قال عضو الكونغرس الأمريكي دان بورتون، إن البحرين كانت ولاتزال أرض سلام وحليفاً ساعياً للأمن في المنطقة، وأن قيادتها حريصة على حفظ هذا المبدأ، مشيراً إلى الالتزام الذي لمسه العالم من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى تجاه معالجة الوضع في البلاد بشكل يضمن احترام القانون. وعبر بورتون لدى لقائه المفتوح مع طلبة جامعة البحرين أمس، عن بالغ سعادته بزيارة الجامعة ولقاء طلبتها في نقاش غطى فترة الأحداث المؤسفة التي شهدتها البحرين، لافتاً إلى العلاقات المميزة بين البحرين والولايات المتحدة تجارياً واستراتيجياً. وأعرب عضو الكونغرس عن إعجابه الشديد بجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، وسعيه الدائم لفتح أبواب الحوار، وصون مبدأ الاستقرار الأمني في المنطقة عبر سياسات منفتحة وحضارية. وقال إن الربيع العربي يمثل فترة مهمة في المنطقة، إلا أن بعض تطوراته قد تؤدي إلى حالة عدم استقرار سياسي، مشيراً إلى أن البحرين محظوظة بقيادة تفتح أبواب الحوار وتفرد مجالات الإصلاح والمراجعة، لأنها تدرك أن التحديات السياسية التي تواجهها عنصر طبيعي يوجد في كل الأمم والشعوب، وتجب معالجته بمخاطبة كافة أطياف المجتمع ومكوناته. وناقش الطلبة مع بورتون انعكاسات الأحداث المؤسفة على البحرين وصورتها في العالم، وجاء في طرحهم مقارنة أحداث المملكة بأحداث “وول ستريت” في نيويورك التي شهدت تظاهرات واحتجاجات، وقال بورتون في هذا الصدد إن كل دولة في العالم تواجه بشكل أو بآخر صعوبات مع فئات معينة من الشعب، ومعالجة هذا الأمر يجب ألا تكون بالعنف، لأن العنف لا يولد إلا العنف، ولا يوصل إلا إلى طريق مسدود، مبيناً أن الحوار دائم وفي الثقافات كلها مفضل على العنف. وفي رده على مداخلة عن رغبة الطلبة الصادقة في عودة الاستقرار للبحرين كما عهدوها قبل الأحداث، أضاف أن ما حدث للبحرين وارد وقابل للحدوث مع أي دولة، وأن فترات الربيع العربي جعلت مناخ المنطقة متغيراً، وقال “يجب أن نتذكر أن البحرين تمتاز بالاستقرار منذ سنوات، وأن وجود الإشكالات يقابله وجود قيادة متقبلة للمراجعات والإصلاحات، وما يثلج الصدر أن البحرين في أزمتها قطعت أشواطاً وخطوات كبيرة وفعلية نحو ما يمكّنها من حفظ الاستقرار”. وطرح الطلبة موضوع استمرار العنف من بعض المحتجين، وقال بورتون إن القيادة البحرينية فعلت الكثير للتقليل من وتيرة الأحداث وانعكاساتها، وسعت خاصة لعدم استخدام العنف، والدول الصديقة مثل الولايات المتحدة الأمريكية تفتح باب المحادثات لإيجاد حلول. وتطرق بورتون إلى التهويل الإعلامي، ووجوب أن تسعى البحرين دائماً إلى رسم صورتها الحقيقية لدى السفارات ومندوبي الدول، وامتدح مبادرة جلالة الملك بتأسيس المحكمة العربية لحقوق الإنسان، وعدّها دليل رغبة في التسامح والشفافية، ونصح طلبة الجامعة بالحوار الحضاري فيما بينهم، إذ معهم يبدأ اللاعنف ومعهم يتأسس الاستقرار. وتحدثت عقيلة عضو الكونغرس د.سامية بورتون عن تجربتها السياسية، التي أثرت لديها الجانب الاجتماعي، إذ تعرفت بمرافقة عضو الكونغرس على فعاليات مختلفة وتنوعات ثقافية متعددة، مما مثل إضافة لها. وقالت في معرض إجابتها عن سؤال حول دور المرأة والأم خاصة في حالات عدم الاستقرار “إن الأم مربية للأجيال، ومثلما تربي أبناءها على الحاجات الأساسية للحياة، تزرع فيهم احترام القانون وتقدير الآخر”. من جهته قال رئيس جامعة البحرين د.إبراهيم جناحي، إن التواصل والتبادل الثقافي والأكاديمي مع الولايات المتحدة الأمريكية يمثل أهمية كبرى حرصت الجامعة عليها، إذ إنها تمثل ارتباط الجامعة بالثقافة والمتغيرات على المستوى العالمي، مشيراً إلى أن متطلبات بناء المستقبل تحتم على الجامعة فتح مزيد من آفاق التعاون مع الثقافات المؤثرة عالمياً، خاصة أن البحرين تواجه تحديات عدة تستلزم منها العمل الجاد على ترسيخ صورتها بلداً متنوعاً ووطناً متآلفاً. وأضاف جناحي أن لقاء الطلبة بعضو الكونغرس كان حيوياً وتفاعلياً، وعبر جو اللقاء عن انفتاح الشباب البحريني ورغبته في مناقشة أمور الوطن بموضوعية وحضارية. ويشغل بورتون عضوية الكونغرس الأمريكي ممثلاً عن ولاية إنديانا، وسبق أن خدم في الجيش الأمريكي عامي 56 و57 وبقي في قوات الاحتياط حتى 1962، وعُيّن خلال عضويته في الكونغرس في لجنة الشؤون الخارجية، واللجنة الفرعية لآسيا والمحيط الهادئ، ورئيساً للجنة الفرعية لأوروبا وأوراسيا، ولجنة المراقبة والإصلاح الحكومي، واللجنة الفرعية للرعاية الصحية والتعداد والمحفوظات الوطنية في مقاطعة كولومبيا، واللجنة الفرعية للأمن القومي والدفاع عن الوطن والعمليات الخارجية، فيما تمارس زوجته مهنة الطب في ولاية إنديانا، وكانت درست الطب بداية في العاصمة السورية دمشق، وواصلت دراساتها العليا في باريس، وهي عضوة هيئات وجمعيات ومؤسسات خيرية معنية بالمرأة وحقوقها.