أحببتُ في هذا الباب , أن أتناول لكم ملخّص من كتاب , ساهم في تغيير حياتي ، وبدوري أنا أنقله إليكم من أجل إفادتكم ليُنير أفكاركم و يُغيّر مجرى حياتكم للأفضل . ومن كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية للكاتب الأمريكي ستيفن آر.كوفي ، سأتحدث عن العادة الخامسة التي يجب أن يتحلّى بها الإنسان ، وهي "التقمُّص العاطفي" .
ونحن نعلم أن الحياة مليئة بالصعاب والصدمات ، وإن كنتَ في عملك أو في حياتك الاجتماعية ، قد تواجه صعوبة في التواصل مع رئيسك في العمل أو زوجك أو ابنك أو ابنتك ، مما يُشعركَ في نهاية المطاف بالضعف وقلة الإيمان بقدراتك في التكيّف مع متغيرات الحياة ، والتقمُّص العاطفي هو ما تحتاج إليه في تحقيق التواصل بنجاح ، والمقصود به أن تسعى من أجل الفهم أولاً ثم تسعى من أجل أن يفهمك الآخرون ، وبعبارةٍ أخرى يجب عليك الإنصات بنيّة الفهم ، والغوص في إطار مرجعيّة شخص آخر ، وأن ترى العالم بالطريقة التي يراه الشخص بها ، وتفهم تصوّره الذهني وشعوره .
ويختلف التقمّص العاطفي عن التعاطف ؛ فالتعاطف هو شكل من أشكال الاتفاق ، بينما الإنصات وفقاً للتقمُّص العاطفي ليس الاتفاق مع شخص ، بل هو فهمك الكامل والعميق للشخص على مستوى المشاعر والعقل ، ويُعتَبر مؤثّراً للغاية ؛ لأنّه يمنحك بيانات دقيقة تعمل من خلالها ، فبدلاً من إسقاط سيرتك الذاتية وافتراض الأفكار والمشاعر والدوافع والتفسيرات ، أنت تتعامل مع الواقع الذي يجول بعقل وقلب الشخص الآخر .
فأنت تنصت من أجل الفهم ، وتركّز على تلقّي تواصل عميق من داخل روح شخص آخر ، والإنصات إلى الآخرين بتقمّص عاطفي يكون بمثابة منحهم الهواء النفسي ،وبعد استيفاء هذه الحاجة الحيوية لن يعود محفّزا لك , ويمكنك التركيز على التأثير وحل المشاكل .
وقد ذكر لنا الكاتب مثال توضيحي , يوضح من خلاله المدى الذي نكون فيه مقيدين عندما نحاول فهم الآخرين على أساس الكلمات فحسب , لا سيما عندما ننظر الى الشخص من خلال نظراتنا , ومدى قصور استجابتنا المستمدة من سيرتنا الذاتية بالنسبة لشخص يحاول جاهدا حثنا على فهم سيرته الذاتية, لنلق نظرة الى كلمات الأب مع ابنه المراهق :
"يا الهي , أبي لقد نلت كفايتي ! ان المدرسة تصلح للسخفاء فقط" (أود أن أتحدث اليك لجذب انتباهك)
"ما الأمر يابني؟" (أنت مهتم وهو امر جيد)
"انها غير عملية بالمرة . لا أستفيد منها في شيء" (أعاني من مشكلة في المدرسة , بنتابني شعورسيء للغاية)
"حسنا, لا يمكنك رؤية فائدة الذهاب الى المدرسة الآن . لقد ساورني نفس الشعور وأنا في مثل سنك" (كلا! ها هوا الفصل الثالث من سيرة والدي الذاتية. ليس هذا ما أود التحدث اليه ولا يهمني بالفعل معرفة الأميال التي كان يضطر أن يقطعها عبر الثلج ليذهب الى المدرسة بينما لم يكن لديه حذاء للثلج .أود الدخول في صلب المشكلة )
"وأتذكر كيف بدا أن بعض المواد كانت عديمة القبمة وتضييعا للوقت . ولكن فيما بعد تبين أن تلك المواد مفيدة لي فقط اصبر قليلا . امنح نفسك بعض الوقت " (الوقت لن يحل المشكلة . ليتني أستطيع اخباره ليتني أستطيع البوح بما يجيش في صدري ).
لقد أمضيت فيها عشر سنوات من عمري فهل تستطيع أن تخبرني بماذا ستفيدني
لي أصبح ميكانيكي سيارات؟"Xزائد y
ميكانيكي سيارات ؟ لابد أنك تمزح " (انه لن يحبني اذا أصبحت ميكانيكي سيارات .لابد أن أصيغ له مبررات لما أقول).
كلا ,لا أمزح انظر الى جو . لقد ترك المدرسة ويعمل في السيارات ويجني الكثير من المال . أليس هذا عمليا؟".
قد يبدو الأمر كذلك الآن . ولكن بعد عدة سنوات من الآن سيتمنى جو لو أنه بقي بالمدرسة " (يا الهي ها هي المحاضرة رقم ستة عشر حول قيمة التعليم) "وأنت لا تريد أن تكون ميكانيكي سيارات بالفعل " (وما أدراك يا أبي ؟هل لديك أي فكرة عما أريد؟)."بل أنت في حاجة الى التعليم لتكون شيئا أفضل".
"لا أعرف . ولكن أرى جو ميسور الحال ". (انه ليس فاشلا , انه لم ينه دراسته ومع ذلك هو ليس فاشلا ).
"هل تدرك مدى التضحيات التي بذلتها أنا ووالدتك لتنضم الى هذه المدرسة ؟" (لا ,ها هي رحلة الشعور بالذنب قد بدأت . ربما أكون غبيا والمدرسة رائعة , وأبي وأمي رائعان وأنا الغبي)
"أبي أعلم أنكما ضحيتما من أجلي ولكن الأمر لا يستحق" ( أنت لا تفهمني)
"انظر ,ربما اذا أمضيت المزيد من الوقت في أداء فروضك المنزلية وقللت من وقت مشاهدتك للتليفزيون..."(ليس هذا مكمن المشكلة يا أبي ,لقد كنت غبيا عندما حاولت اخبارك)
"انظر يا أبي لا بأس.....لا عليك . لا أود التحدث عن هذا الأمر على أية حال".
كما ترى انك لن تتمكن من الولوج داخل شخص آخر لترى العالم بعينيه ما لم تنم بداخلك رغبة خالصة وسمات شخصية قوية ورصيد ايجابي في بنك المشاعر بالاضافة الى مهارات الاستماع وفقا للتقمص العاطفي. وكل ماعليك هو اتباع مهارات الانصات التي تنطوي على أربعة مراحل تطويرية :
الأولى هي محاكاة المحتوى وهو الاستماع الى الكلمات التي تخرج من فم شخص آخر وتكررها.
المرحلة الثانية هي اعادة صياغة المحتوى أي تضيف المعنى المقصود لكلماته .
أما المرحلة الثالثة تعكس مشاعرك تجاهه
في المرحلة الرابعة تمنحه الهواء النفسي بسعيك الصادق من أجل فهمه واعادة صياغة المحتوى وعكس مشاعره , كما أنك تساعده أيضا على التعامل مع أفكاره ومشاعره الخاصة. وتبدأ ثقته فيك تنمو.لنلق الآن نظرة الى كلمات الوالد مع ابنه , والتأثير التحويلي الذي أنجزه:
"يا الهي , أبي لقد نلت كفايتي ! ان المدرسة تصلح للسخفاء فقط" (أود أن أتحدث اليك لجذب انتباهك)
"انت محبط بالفعل من المدرسة" (هذا صحيح هذا ما شعرت به)
"هذا صحيح انها غير عملية بالمرة ,لا أستفيد منها في شيء"
"أنت تشعر أن المدرسة لا تفيدك" (دعني أفكر,هل هذا ما أعنيه؟)
حسنا , نعم . فما أتعلمه لن يساعدني أعني انظر الى جو . لقد ترك المدرسة وهو الآن يعمل في السيارات ويجني مالا , أليس هذا عمليا ؟".
"أنت تشعر أن فكرة جو جيدة"
"حسنا , أعتقد أنه ناجح بطريقة ما . أنه يجني المال الآن.لكن وبعد سنوات قليلة ربما يشعر بالغضب والضيق ".
"أنت تعتقد ان جو سيشعر بأنه اتخذ قرارا خاطئا".
"لا بد وان يشعر بهذا . انظر ماالذي يتخلى عنه . اعني اذا لم تتعلم لن تستطيع تحقيق أي شيء في هذا العالم".
"التعليم مهم بالفعل"
"أتعلم أنا قلق بالفعل . اسمع , أنت لن تخبر أمي , أليس كذلك ؟.
"لا تريد أن تعرف والدتك ؟"
"حسنا ليس بالفعل .أعتقد أن بامكانك اخبارها , فهي ستعرف بأى حال من الأحوال . لقد خضت هذا الاختبار اليوم , اختبار القراءة . وهم يقولون انني أقرأ مثل طالب في الصف الرابع . الصف الرابع ! وأنا في الصف الأول في المدرسة الثانوية!".
"أبي أنا سأرسب في الاختبار . ولو رسبت . قد أرغب في ترك المدرسة ولكنني لا أود هذا بالفعل".
"تشعر أنك ممزق . أنت في ورطة حقيقية".
"أبي في اعتقادك ماذا يجب أن أفعل؟".
أرأيتم الفرق الذي أحدثه الفهم! فلن تساوي كل النصائح السديدة مقدار حفنة من الحبوب اذا لم تعمل على المشكلة الحقيقية .ولن نصل الى المشكلة اذا بقينا سجناء سيرتنا الذاتية ولم نخلع النظارة عن أعيننا بحيث نرى العالم من وجهة نظر الطرف الآخر.
المزيد من كتابات فادية اللحام:
الطلاق المعنوي مشكلة متفشية في المجتمع ما هو حلها؟
المرأة السعوديّة تسعى دوماً إلى تعزيز صلاحيّاتها
أعجبك هذا المقال؟ للمزيد من النصائح في الحب والعلاقات على بريدك اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية