العمل التطوعي والاجتماعي ودعم قضايا المرأة والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، شكل جزءاً أساسياً من اهتماماتها.. إنها نادية عبد العزيز عضو مجلس إدارة مركز النور لتدريب وتأهيل ذوي الاحتياحات الخاصة، فرعاية هذه الفئة تعتبر رسالة سامية ذات أبعاد إنسانية شريفة ونبيلة، هذه الفئة تتطلب رعاية خاصة ليتم دمجهم في المجتمع... «ليالينا» التقت السيدة نادية  لتسليط الضوء على الخدمات وكيفية تطوير مهاراتهم وتأهيلهم لدمجهم في المجتمع.

من منصبك كعضو مجلس إدارة مركز النور لتدريب وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ماذا تخبرينا عن بداية عملك مع المركز؟
كنت أسمع بشكل دائم عن المركز، وكان لدي اعتقاد أن هذا المركز مكتفي مادياً، وما يأتيه من تبرعات هي فائض عن احتياجاته، وكان والدي يقدم الدعم للمركز، ومن خلال شركتنا قمنا بالعديد من الفعاليات السنوية وكنت أمثل والدي لتقديم شيك التبرع للمركز، في البداية كنت أشعر بالحزن، كوني غير معتادة على التفاعل مع ذووي الاحتياجات الخاصة، ولا أعرف كيفية التعامل معهم، ولكن بعد عدة زيارات اختفى هذا الشعور، ووصلت إلى قناعة أن هؤلاء الأطفال يعيشون حياة عادية ويمتلكون ثقة كبيرة بأنفسهم، وعلى الرغم من وضعهم إلا أن الله منحهم ميزة وقدرة ليعطوا وينجحوا فيما يقومون به.
وبعد ذلك بدأت بالمشاركة بحلقات نسائية تعقد مرة شهرياً لدعم المركز، وبعد ذلك تم ترشيحي لمجلس الإدارة، وهذا الأمر يحملني مسؤولية كبيرة تجاه المركز والأطفال.
 
هل من الممكن أن نعطي القراء لمحة عن الخدمات التي يقدمها المركز؟
يتضمن المركز وحدات عديدة منها العلاج الطبيعي، علاج للنطق، وحدة العناية الخاصة وهي للحالات الصعبة مثل الشلل الدماغي،  حرف مهنية، تدريس لغة عربية، تكنولوجيا وفن، كما نقوم في المركز بالتدخل المبكر لدراسة حالة الطفل من خلال زيارته في المنزل ووضع خطة سنوية لمراحل تطور علاجه، والحمد الله كل طفل في المركز يلقى اهتماماً ورعاية خاصة بكل حالة على حدا. ونعمل على وضع الخطط بهدف جمع التبرعات وذلك لاستمرار عملية تقديم خدمات للطلبة بمستوى متميز.

ماهي الفترة التي يبقى فيها الطفل في المركز؟
حسب قوانين وزارة الشؤون الاجتماعية يمكن للطفل البقاء في المركز حتى يبلغ عمر 18 سنة، ، وهناك الكثير من الحالات بعد التخرج يتم توظيفها في المركز، كما نقدم أفضل الخدمات والتسهيلات لهم بهدف دمجهم في المجتمع مع فرصة الحصول على عمل، كما أن المركز على تواصل كبير مع مختلف المؤسسات والشركات المجتمعية لفتح مجالات أكبر للطلبة سواءً على صعيد التدريب أو التوظيف.

«سمايلز ان ستاف» هو المتجر الأول من نوعه في الخليج، ماذا تخبرينا عن فكرة تأسيسه، وماذا عن الاتفاقية الشراكة الموقعة مع تجوري.كوم؟
يهدف المتجر للترويج للمنتجات التي يقوم الطلاب بإنتاجها بغرض توفير قنوات إضافية للموارد المالية، فوحدات التدريب المهني بالمركز تقوم بإنتاج الأغراض والمنتجات لتباع خصيصاً في المتجر والتي تتنوع مابين الهدايا والملابس والإكسسوارات والمخبوزات، كما أن كافة المنتجات يتم إنتاجها بشكل يدوي بأعداد محدودة وتتميز بأنها تناسب أسلوب حياة  الكثيرين من العملاء.
اما بالنسبة للاتفاقية مع تجوري .كوم  فهي ترتكز على تسويق منتجات المركز مع التوصيل المجاني، وبذلك تكون المنتجات متوفرة لقطاع كبير من العملاء، ويهدف المركز لرفع الوعي بالجودة العالية التي تميز هذه المنتجات وفي ذات الوقت تسليط الضوء على المهارات التي يتمتع بها الطلبة، كما أن عوائد جميع هذه المنتجات ستساعد في تقديم خدمات أفضل للدراسين بالمركز وسد الفجوة بين الرسوم الدراسية والمصاريف الفعلية التي يتحملها المركز.

مامدى التعاون بينكم وبين وزارة الشؤون الاجتماعية وباقي المراكز المماثلة؟
إن المركز مسجل في وزارة الشؤون الاجتماعية، وهي بدورها تساعدنا في تسهيل العلاقات مع الدوائر الحكومية والحصول على التصريحات اللازمة للقيام بالفعاليات، والإشراف من قبلها على المساعدات التي تقدم للمركز، لتحقيق الشفافية بالنسبة للمتبرعين.
ونحن نتطلع إلى  وجود توعية أكبر بوضع ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالتالي أن يزداد  توجه الشركات وأصحاب الأيادي البيضاء لتقديم الدعم والتبرعات للمركز، كما أن الأمر لايقتصر فقط على الجانب المادي، فبإمكان الأشخاص أن يتطوعوا بحسب قدرات كل واحد منهم.
وأرى بضرورة وجود مراكز تمتلك إمكانيات كبيرة، ومتخصصة بمختلف الحالات، أي الأمر لا يتعلق بعدد المراكز ولكن الأهم أن تكون متقدمة ومتطورة .

كم تبلغ الكلفة لديكم؟ وهل من شروط معينة للقبول؟
التكلفة الحالية تبلغ حوالي 60 ألف درهم خلال سنة واحدة، يقوم أهل الأطفال بدفع 35 ألف من المبلغ، والقسم الآخر يتكفل به  المركز، مما يشكل عبئاً، على اعتبار أن المركز غير ربحي، لذلك بشكل دائم نبحث عن شركاء يساعدون في تكلفة العلاج، وبالأخص أن هناك حالات لا تكون العائلة قادرة على تحمل التكاليف نهائياً، فنعاني من قصور في مساندة الأفراد والشركات.
وبالنسبة لكيفية قبول الأطفال، يتم ذلك من خلال تشخيص كل حالة ومدى حاجتها للعلاج وهل تتوافق الحالة مع التخصصات الموجودة في المركز.

كيف يتم العمل على تأهيل كوادر جديدة قادرة على الاستمرار في نجاح مهام المركز؟
جميع الكوادر لدينا متخصصة وتمتلك خبرة في العلاجات المقدمة في المركز، كما يخضعون لدورات بشكل منتظم، ولكن الصعوبة التي نواجهها تتمثل في المحافظة على هذه الكوادر وبالأخص مع نقص الميزانية، ومع ذلك معظم الكوادر يعملون دون الاهتمام  بالأمور المادية، حيث يلمسون الطاقة الإيجابية  من الأطفال، فلدينا حوالي 285 حالة  مختلفة يتفاعلون معها بكل حب.

كيف تلمسون تعاون الأهل معكم، وإلى أي مدى يتفهمون حالات أولادهم؟
هناك فجوة نسعى إلى إلغائها من خلال عدد من الفعاليات والحلقات النقاشية التي نقيمها خلال السنة، نجمع الأهل مع الأطفال والمشرفين والمدرسين، ليطلعوا على المركز بشكل تفصيلي، ونسعى إلى تحسين الميزانية من خلال علاقاتهم والشركات التي يعملون بها.
كما أن هناك بعض الأهالي يشعرون بالإحباط تجاه وضع طفلهم ولا يملكون المقدرة على التعامل معها، من أجل ذلك نسعى إلى تعليم الاهل كيف يتقبلون حالة ابنهم ويتعايشون معها بطريقة إيجابية. كما أشير هنا إلى ضرورة  تعليم الآخر كيفية تقبل هؤلاء الأطفال عند دمجهم في المدارس.

شهد المركز زيارة العديد من الشخصيات المجتمعية، إلى أي مدى تلمسون تفاعل الأطفال معهم؟
بشكل عام عندما يرى الأطفال أشخاصاً غرباء، يظهرون فرحتهم بذلك، ويتمكن أي أحد لمس هذا التفاعل بمجرد زيارة المركز، وفي إحدى المرات زارنا مغني هندي وتفاجئ بالأطفال وهم يغنون أغنية من أغانيه.
وأن أدعو الجميع لزيارة المركز للتعرف أكثر على الخدمات، وتقديم المساعدة حسب قدرات كل منهم، وبشكل عام  نقيم في كل أسبوعين دورة للمتطوعين، فنحن بحاجة إلى أشخاص متطوعين يساعدوننا على المدى الطويل، لنتمكن من التركيز أكثر على  تطوير الخدمات وتوفير التكلفة للطلاب.

بمناسبة عيد الأم ماهي النصيحة والكلمة التي توجيهها إلى كل أم؟
في كل الأديان تحتل الأم مكانة خاصة، والجنة تحت أقدام الأمهات، نصيحتي لكل أم أن تهتم بتربية أبنائها وغرس قيم الدين والعادات والتقاليد واحترام كل الجنسيات، الثقافات والأديان، وتنمي لديهم حب العمل التطوعي، والأهم أن تكون هي القدوة لهم.
كما عليها أن تسعى أن تثقف نفسها وتكون قريبة من أبنائها  لتواكب التطور الحاصل ولتتابع أولادها وخصوصاً مع الانفتاح الذي نعيشه الآن، وبذلك تكون قريبة منهم وتحافظ عليهم،

يحتل العمل التطوعي والاجتماعي ودعم قضايا المرأة والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة جزءاً أساسياً من اهتماماتك، كيف نمى ذلك لديك؟
منذ الصغر تربيت في بيت جدي على فكرة تقديم الخير ومساعدة الآخرين، وكنت اعمل مع الوالد وتعلمت من خلال النشاطات التي كنا نقيمها للعمال والفعاليات الخيرية لهم، بالإضافة إلى دعم مركز النور وغيرها من المراكز المماثلة، من هنا بدأت أشعر أن هناك حالات كثيرة تحتاج إلى المساعدة والكثير منها يتعفف عن الطلب.

ما أهم ما اكتسبته من العمل ضمن شركة العائلة؟
بدأت العمل قبل التخرج وتعاملت مع أشخاص أكبر عمراً وخبرة، مما أعطاني ثقة بالنفس وتقديراً أكبر للمنصب القيادي، وخصوصاً أنني المرأة الوحيدة في مجلس الإدارة مما دفعني لأثبت وجودي بشكل أفضل، وفي الوقت ذاته تعلمت ضرورة الشعور بالآخر واحتياجاته وكيفية مساعدته، من خلال تخصيص جزءاً من الأرباح من أجل العمل التطوعي والمجتمع.

سيشهد شهر أبريل فعالية حول النقل البري في الشرق الأوسط، ماذا تخبرينا عن رؤيتها وأهدافها؟
ستكون هذه الفعالية تحت رعاية الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، وهي لأول مرة تقام في دبي، حيث سيجتمع وزارء النقل من الدول العربية، ويتم خلال هذا الاجتماع مناقشة المشاكل الحدودية ونقل البضائع، وسنسعى إلى تقديم حلول متكاملة.
ومن  خلال عملي في مجلس الإدارة لمؤسسة الشحن والامداد، نعمل كحلقة وصل حيث ننقل مشاكل الشركات إلى الجهات الحكومية، كما ننمنح شهادات فياتا  الخاصة بمؤسسة الشحن العالمية.

ترأست خلال عام 2012 منظمة المرأة والإمداد في الشرق الأوسط، ماذا أضافت هذه الخطوة لمسيرتك، وما أبرز ما سعيت إليه؟
هذه المنظمة غير ربحية، وهي تابعة  لمؤسسة الشحن والإمداد في بريطانيا، خلال ترأسي كان لدي خطة متكاملة لتمكين المرأة في هذه المنظمة ومنطقة الشرق الأوسط بشكل رئيسي من خلال التدريب والعمل في الشبكات والزيارات الموقعية لكبار المنظمات في القطاعات الصناعية والورش وتحسين العلاقات مع القطاعات الحكومية والخاصة والجامعات. كما أن التعاون الدولي مع مختلف هيئات الإمداد المتعلقة بالمرأة كان محل اهتمامي، وسعيت لتحسين المعرفة وفرص العمل وفهم تعدد  الثقافات في هذه المنظمة، وسعيت إلى أن تتعلم المرأة مجال الشحن والإمداد وبالأخص أن دول الامارات هي ثاني أكبر دولة في الشرق الأوسط في هذا المجال، بعد السعودية.

كيف ترين دور المرأة الإماراتية الآن؟  
ما حققته المرأة الإماراتية يعود إلى دعم حكام الدولة والوقوف إلى جانبها في مختلف النواحي، بالإضافة إلى دعم الأهل، وبالتأكيد يجب على المرأة أن تمتلك الإرادة والطموح لكي تحقق النجاح، كما أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أولى  دور المرأة اهتماماً كبيراً لتتسلم مناصب قيادية كما وفر لها برامج تدريبة خاصة لتطور من مهاراتها.

حلم مازالت تتطمح إليه نادية؟
أطمح إلى تأسيس مؤسسة غير ربحية تهتم بكبار السن والأرامل والأيتام ولكن من ناحية لم يتطرأ لها جهات أخرى، وتقديم المساعدة لكل محتاج على قدر استطاعتنا.

* السيرة الذاتية
• المدير الإداري /شريك – في شركة يوناسكو، الشركة الوطنية المتحدة للشجن الجوي والبري والبحري.
• مجلس المحافظين – مركز النـور لتدريب وتأهيل الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
• رئيسة – النساء في مجال الخدمات اللوجستية والنقل – الشرق الأوسط
• الأمين العام – اللجنة الوطنية للشحن والإمداد.
• عضو مجلس إدارة – مجموعة دبي للـنـقـل البري.
• حاصلة على بكالوريوس في شركة دوبال  (دبي للألمنيوم) في قسم التسويق، في وظيفة مساعد محلل أعمال.
• تم ترشيحها كعضو تنفيذي في شركة دبي للنقل البري من وحدات عمل غرفة تجارة دبي وذلك في عام 2006.
• تمتلك خبرة عملية في حماية العلامات ومجالات الأمن وبشكل رئيسي ما يتعلق بالشركات والمشروعات.
• في مايو 2012 تم اختيارها من قبل منظمة المرأة والامداد في الشرق الأوسط (LOGISTICS) لتكون رئيساً للمنظمة.