يعتبرها البعض شخصية مستفزة ومثيرة للجدل، لكنها تجد بأنَّ من يعرفها عن قرب يعرف على إنسانة بسيطة هادئة ومحبة. تلاحقها العديد من الشائعات ويعتبر «جسمها لبّيس»، كما يٌقال في العامية إلا أنها لا تكترث بها أبداً وتعتبرها ضريبة نجاحها.
هي الفنانة السورية نسرين طافش التي تحل ضيفة على غلاف مجلتنا لتتحدث عن علاقتها بوالدتها وما يعنيه لها عيد الأم. كذلك تتحدث عن موقع الرجل في حياتها ومسلسلها الجديد وغيرها من الأمور في هذا اللقاء.
حوار: ميشلين مخول
تصوير: جوزيف باسيل
فستان نسرين: المصممة هويدا البريدي
نقترب من الإحتفال بعيد الأم الذي يصادف في هذا الشهر، ما الذي يعنيه لك؟
الفكرة ليست في العيد أو في تاريخه بل في الأم التي تعطي لهذا اليوم معنى... هي الدنيا بأكملها، هي التي تُربي وتؤسس... هي مدرسة في المحبة والحنيّة والطيبة. هي نصف المجتمع وسبب وجودنا في هذه الحياة!! هذا اليوم أعتبره بمثابة تقدير لهذه الإنسانة العظيمة ومناسبة لتدليلها وإظهار كل الإهتمام بها بعد أن يكون كل منا لمرحلة ما قد أنسته مشاكله وهمومه وإيقاع الحياة السريعة التي يعيشها أن يفعل ذلك.
كيف تحتفلين بوالدتك في هذا اليوم؟
احتفالي بها يكون مع إخوتي على الطريقة التقليدية وكما يحتفل به معظم الناس. نأتي بقالب الحلوى والهدايا وندللها من الصباح حتى المساء، علماً بأنها مدللة منا جميعاً طوال أيام السنة، لكن في هذا اليوم تحديداً الإهتمام بها يكون مع «حبة مسك».
هل من هدية معينة تقدمينها لها؟
والدتي سبعينية... وقد اكتشفت موخراً أن كل الأمهات في عمرها يفرحن إن قُدم لهن الذهب بنوع خاص. حتى الألماس لا يعني لهن، لذا أقدم لها الذهب.
مررت بتجربة زواج لم تكتمل بالإنجاب، هل تعتبرينه أمراً إيجابياً بأنك لم تنجبي ولداً يعيش مع والدين منفصلين؟
لا بد من توضيح نقطة هامة في هذا الإطار!! في مسائل الطلاق ليس بالضرورة أن يكون الطفل هو الخاسر... فهو أحياناً يعيش في بيئة صحية أكثر مع أهل منفصلين على أن يعيش مع عقد نفسية طوال حياته بسبب والديه اللذين يتشاجران 24 ساعة في اليوم. في ما يتعلق بي، أعتبر أن الأمر مرهون بيد النصيب والقدر ورب العالمين.
في أعماقك، هل كنت تتمنين أن تنجبي ولداً من هذا الزواج أم لا!؟
لا أبداً.. لا أجد بأن الزواج يجب أن يكون بهدف الإنجاب، بل للعيش بانسجام مع شريك حياة يكون مثالياً، وعلى الطفل أن يكون ثمرة هذا الزواج.
كيف هي العلاقة مع طليقك اليوم؟
علاقتنا أكثر من رائعة... نحن صديقان وأشكر ربي على الإحترام واللطف اللذين يسودان بيننا.
أتفكرين بتكرار تجربة الزواج مرة أخرى؟
بالتأكيد فالحياة تستمر، إنما القصة ليست في الزواج!! من السهل عندما تنوي أي فتاة الإقدام على هذه الخطوة أن تجد 10 آلاف رجل أمامها، لكن المشكلة تكمن في أن نجد الشخص المناسب الذي ينفع لأن يكون شريك حياتنا... الزواج بنظري هو وسيلة للتعبير عن الحب وليس الحب!! هناك من يتزوجون عن عقل أو بحكم الظروف القاهرة، وآخرون يتزوجون عن حب أو يضطرون لذلك كي لا يطلق عليهم لقب عانس. بالنسبة لي الحب هو الأساس، والزواج إن لم يكن قائماً عليه وعلى الإنسجام والإحترام المتبادل فـ «عمره ما يكون».
ما الذي يعنيه لك الرجل اليوم؟
كما أعتبر المرأة نصف المجتمع أعتبر الرجل نصفه الآخر المكمِّل له. لا أنكر بأنني متحيِّزة للمرأة لأن مجتمعنا ما زال مجحفاً بحقها، لكنني لست عنصرية تجاه الرجل. فكما يوجد رجال سيئون هناك الجيدون، وكما هناك من يتصرف كالأطفال ولا يتحمل المسؤولية، هناك رجالٌ رجال يمتلكون كل صفات النبل والشهامة والمسؤولية، وينطبق عليهم اللقب بكل ما للكلمة من معنى. ممكن أن لا نجده في كل زمان ومكان لكنه بالتأكيد موجود.
عن ماذا تبحثين في الرجل وما هي المواصفات التي تجعلك تتخذينه شريك حياتك؟
ما يعنيني في الدرجة الأولى هو شخصيته. أن يكون واثقاً من نفسه، وهذه نقطة مهمة جداً بالنسبة لي. فالرجل الواثق يكون متوازناً نفسياً وناضجاً، ما يجعلك ترتاحين في التعامل معه، على عكس من يتصرف بطيش وولدنة، بحيث يكون متخبطاً وضائعاً يعيش صراعاً لأنه لا يعرف ما الذي يريده!! يريد أن يتزوج وفي الوقت نفسه المحافظة على معجباته. الناضج يكون مدركاً متى يريد أن يستقر وكيف ولما اختار هذه المرأة تحديداً، أما الكازانوفا والجغل والدونجوان وخصوصاً المتذاكي فهو يعاني من نقص داخلي برأيي، لذا أبتعد عنه سفر سنة.
منذ فترة ليست ببعيدة احتفلنا بعيد الحب، هل لحق بك بعض من هذه الإحتفالات، وهل من رجل مميز اليوم في حياة نسرين؟
(ضاحكة) لا والله.. «حواليك فيه»!! عيد الحب يصادف مع عيد ميلادي... ولدت في الخامس عشر من شباط، لكن في كل سنة أحتفل به في الرابع عشر منه ومنذ أن كنت طفلة. لذا فإن كل الإتصالات الذكورية التي تلقيتها يومها كانت بهدف معايدتي لأنهم جميعاً أصدقاء. (ضاحكة) فخورة بعزوبيتي... Im single and proud.
تُعدين شخصية مستفزة لكثيرين، وتحيط بك العديد من الشائعات التي تطال شخصك وأسلوب حياتك وفنك بشكل عام، ما الذي يعني لك الأمر وكيف تتعاملين معه؟
لا يعني لي شيئاً أبداً، وأتجاهله لأنني أعرف سببه!! هناك من يكون محسوداً لأنه يمتلك الأموال لكن لا تتوفر لديه أمور أخرى، وهناك من يحسد لأنه جميل لكنه لا يتمتع بالسلطة ولا يمتلك المال... عندما تجتمع في شخص واحد الشهرة والمحبة والحياة الكريمة تتسلط الأضواء والأعين عليه، فتبدأ الناس بالتحدث عنه أكثر. بالطبع يكون بعضهم فاضيين «لا وراهن ولا قدامن» فيشعرون بأنهم وجدوا كنزاً عندما ينبشون في عيوب قد تكون موجودة وقد تكون فقط من صنع مخيلتهم وكما يقال «كل ذي نعمة محسود». أما في ما يتعلق بالشائعات فلا أساس لها من الصحة. أنا شخص بسيط، هادئ، محب ولطيف مع الناس ومن يعرفني عن قرب يكتشف أن مسألة النجومية والشهرة هي فقط مجرد أداة لأوصل بها فني إلى العالم. هذه ضريبة النجاح وعلى الإنسان أن يتجاوزها ليكمل إلى الأمام.
أخبرينا عن مسلسل «سراب المال» الذي سيبدأ عرضه قريباً عبر شاشة MBC؟
لا يمكنني الخوض في الحديث عنه كثيراً.. كل ما يمكنني قوله بأنه دراما تشويقية يتخلله قصص حب وانتقام وقصص عن عالم المال والأعمال والمجتمع المخملي. أؤدي فيه دور «كاتيا» وهي شخصية جديدة جداً عليّ وعلى الدراما العربية من حيث الفكر والتوجه وأسلوب الكتابة الذي تألق فيها رائد بو عجرم بحيث قدم نصاً رائعاً وجديداً، وهذا سيكون ملحوظاً بشكل كبير في المسلسل ولن أستطيع تفسيره لك بالكلام. العمل يضم كوكبة من النجوم العرب تحت إدارة المخرج الإسباني خوسيه ماريا المهم جداً، وسيكون دراما عربية تنافس العالمية بقوة لأن عناصره كاملة متكاملة لناحية التجديد والإختلاف والمعالجة الدرامية والإخراج ونوعية الصورة والأداء.
العمل لن يكون ضمن السباق الرمضاني لهذا العام، هل من مسلسل جديد تدخلين فيه هذا السباق؟
لديّ العديد من العروض والنصوص وأنا حالياً في طور قراءتها وآخذ القرار بشأنها. بعضها لشهر رمضان الكريم وبعضها الآخر خارج هذا السباق... الأمور ستتبلور خلال أيام قليلة أكون فيها قد اتخذت قراراً نهائياً بشأنها.
الأعمال التي عرضت سورية أم عربية؟
متنوعة بين السوري والمصري وأحدها سيكون عربياً مشتركاً من إنتاج سوري يضم نخبة من الممثلين السوريين والمصريين واللبنانيين.
تعملين على إصدار كتاب، ماذا عن تفاصيله ومتى سيصدر؟
ما زلت في طور الكتابة والتحضير له، إذ لم أستطع التفرغ له كلياً بعد بسبب انشغالي في التمثيل، لذا أسترق أوقات فراغي للعمل عليه. لم أحدد موعداً لإصداره بعد، لكن من المرجَّح أن يتم ذلك أواخر العام الحالي أو بداية العام المقبل.
على ماذا سيتمحور؟
سأقدمه هدية لكل سيدة في وطننا العربي لم تعرف كيف تحب نفسها ولم تعرف قيمتها لكي يعرفن كيف أنهن نعمة من رب العالمين للبشرية والحياة. أتمنى أن يكون هذا الكتاب جميلاً ومفيداً وأن يقدرني الله أن أساعد من خلاله كثيرات.
هل اخترت له عنواناً؟
لم أفعل بعد، لكنني على يقين بأن عنوانه سيخرج تلقائياً مع قرب انتهائي من كتابته.
ما هو القاسم المشترك الذي وجدته بين الكتاب والتمثيل؟
الإثنان يحملان جوهر الإنسانية، ويندرجان ضمن إطار كلمة فن التي تحمل بين جناحيها كل أنواع الفنون (التمثيل، الرسم، الموسيقى والكتابة).
أيهما يعنيه لك أكثر؟
الإثنان... فكل إنسان يقدم عملاً يحبه، فهو حتماً سيشعر بالسعادة والمتعة فيه.
تستقرين اليوم في دبي، متى كانت المرة الأخيرة التي زرت فيها سورية وما الرسالة التي توجهينها اليوم في هذا الإطار؟
زيارتي الأخيرة كانت منذ قرابة السنة والنصف تقريباً، وذلك بسبب الأوضاع الصعبة التي تمر بها مدينتي حلب، هذه المحافظة التي تكاد اليوم تكون الأصعب ظرفاً من بين كل المحافظات السورية، لذا أتيت بأهلي للعيش معي هنا في دبي... لا يمكنني القول سوى قلبي مع سورية، فهي بلد الحضارة والفن والتسامح والسلام، وما يحدث فيها اليوم أمر مفجع ومحزن ولم يكن في الحسبان. لا أمر بيدينا غير الدعاء والتمسك بالأمل في أن يأتي يوم، أتمناه قريباً جداً تعود فيه حياة السلام والمحبة والوئام إلى هذا الوطن.
تابعوا ما فاتكم من أخبار الفنانة نسرين طافش عبر ليالينا:
صورة نسرين طافش تحتفل بعيد ميلادها بإطلالة مختلفة
بالفيديو: نسرين طافش تستعرض رشاقتها بهذه الرقصة صور أناقة نسرين طافش تثير انتقاد متابعيها والأخيرة ترد!