فنان كوميدي شاب، حمل على عاتقه (سفارة الخوال الحسنة) كما يحب أن يلقب، يعد أحد أشهر نجوم «الستاند أب كوميدي» للوهلة الأولى تذهلك ثقافته، وثقته، ويعبر عن رأيه بكل هدوء وبالكثير من «خفة الدم»، تحاوره تجده صادقاً وشفافاً، ودائماً ما يضع النقاط فوق الحروف عندما يكون الأمر في غاية الجدية، وعندما يتسع المجال للكوميديا فإن جاذبية الموقف والفكاهة تكون مكان ما يكون هو.
دافع عن ثقافة ( الستاند أب كوميدي ) حيث يقول: هذه ثقافة دولية ولكن في السعودية وبحكم أنها جديدة على المجتمع أصبحت مثار أخذ ورد ولكن الآن الإقبال عليها يدل على حجم شعبيتها.
وأثناء الحوار أيضاً ذكر لنا بأنه يعد العدة لتقديم برنامجاً خاصاً به في الفترة القليلة القادمة، ضيفنا لهذا العدد النجم إبراهيم مسسيبي أحد نجوم (الاستاند أب كوميدي) وكذلك من أشهر نجوم «اليوتيوب»، حاورناه في العديد من الجوانب وكان حاضراً في كل جانب مفنداً تارة وموضحاً تارة أخرى، وهنا نضع بين أيدكم نص الحوار:
يجهل البعض حقيقة بداية ميسسيبي لعروض “الستاند اب كوميدي” , حدثنا كيف كانت البداية ؟
ببساطة يمكنني القول أنها كانت فكرة مجموعة شباب استحدثوا الفكرة بأنها تصير عربية. أول مشاركة لي كانت في أكتوبر 2010 من خلال مناسبة «ستاند اب كوميدي عربي عربي» و من هنا جاءت الانطلاقة.
هل توافقني القول أن عروض “الستاند اب كوميدي” كانت دخيلة على المجتمع السعودي ؟
لا يمكننا أن نسميها دخيلة, ولكنها ثقافة حديثة. «الستاند اب كوميدي» موجودة بكل المجتمعات و حديث كل المجتمعات وهي ثقافة جديدة, ظهرت عندنا في المملكة , ثم ما لبثت أن نشطت في الفترة الأخيرة عن طريق شباب مختلف في فكره ورؤيته لما هو سائد ومتعارف عليه.
كانت عروض “الستاند اب كوميدي” في السابق قليلة, وتظهر على استحياء من فترة لأخرى, كيف انتقلت الآن إلى عروض قوية وبجماهير غفيرة ؟
درجت العادة أن كل أي شئ حديث يكون الإنسان حذراً منه حتى يعرف وجهة نظر المجتمع فيه, سواء بالقبول أو الرفض, أما عن وجهة نظري الشخصية فلم أكن أتوقع هذا القبول الكبير من المجتمع وفي مدة زمنية قصيرة, ويرجع هذا القبول إلى أن ما نقدمه واقع ملموس ومعاش في كل أرجاء العالم.
كانت نقطة التحول بظهور «لكجري ايفنت» التي أحدثت نقلة نوعية في هذا المجال , كيف تصفه ؟
أرجع و أشيد مرة أخرى بالشباب و روح الشباب و «لكجري» تحمل نفس الفكرة, فهي شركة تأسست على أيدي شباب, والعاملون فيها إلى الآن شباب لم تتجاوز أعمارهم بعد الثلاثين سنة.
وقد جاءت فكرة الشركة مصاحبة لمنطق الثقافة الجديدة, وكما هو معروف فإن كل ثقافة جديدة تتطلب فعاليات جديدة و بطرق جديدة ومبتكرة. وهذا ما قامت به «لكجري ايفينت». من خلال تأمين وتهيئة المكان المناسب وفي الوقت المناسب لراحة الجمهور, كما وفرت البيئة المناسبة للنجم حتى يبدع و يقدم شيئاً جديداً على المسرح.
ظهور برامج اليوتيوب التي ربطها البعض بـ”ستاند اب كوميدي”, ماهو تعليقك ؟
يطرح هذا السؤال دائماً وفي كل لقاء ؛ الفرق بين «الستاند اب كوميدي» واليوتيوب فرق كبير, وهذه هي الإشكالية التي حدثت لدى المشاهد, برامج اليوتيوب تختلف عن ما يقدم على المسرح, وسبب ربط المشاهدين بين الاثنين معاً يرجع لوجود عدد كبير من أصحاب البرامج اليوتيوبية على خشبة المسرح, وتسيدهم للمشهد المسرحي عن غيرهم, وهو ارتباط مفيد ونافع وغير مضر, وقد وسع مجالات الترفيه الجديد في السعودية.
شاهدنا الكثير خرجوا ببرامج يوتيوبية جديدة .. لماذا لم تكن معهم ؟ وما رأيك في الموضوعات والمواقف التي تطرح في اليوتيوب ؟
يطرح عليّ هذا السؤال كثيراً, ولعل المانع من ذلك هو ارتباطي بأشياء مختلفة ومنها؛ ارتباطاتي بالعمل التي أبعدتني عن اليوتيوب, علماً أن اليوتيوب مستمر إلى ما لا نهاية له, والوقت متاح, ويجب على الشخص أن يبحث عن الوقت المناسب, ولا ينشر إلا المادة المناسبة التي تنال استحسان الجمهور ورضاءه, وبالنسبة إليّ لا أريد القيام بعمل لا أستطيع المواصلة فيه, لأن أهم عامل عندي في هذا المجال هو الاستمرارية. وأحب أن أضيف شيئاً أنني سأشرع في القريب العاجل جداً في الإعداد الفعلي لبرنامجي الخاص, وسيحظى - إن شاء الله - برضا الجميع واستحسانه.
شاهدنا أن بعض برامج اليوتيوب كانت مجرد «فقاعة صابون», استمر البعض منها وتوقف البعض الآخر.. لماذا ؟
لا أستطيع أن أسميها فقاعة صابون, لأن هذا الفن ثقافة جديدة, وعندما يكون هناك شيء جديد فإنه ستطرح أمام الكل فرصة للتجريب وتقديم ما لديه, ولأن اليوتيوب أصبح مختبر تجارب تجد كل واحد يجرب مقدرته على إنجاز شيء او استمراريته, وإذا لم ينجح فسيغيب لفترة ويرجع بشيء جديد يحاول أن ينجح فيه, وهذا في حد ذاته شيء جميل.
استمرار العروض الكوميدية في مناطق المملكة , هل أسفر عن دعم كبير لكم ؟
بكل تأكيد كان له دور كبير, وبفضل الله كان هو السبب الأساسي في استمراريتنا والتوسع بين شرائح الجمهور, وقد كنا محصورين في الرياض فقط, وبمرور الوقت استطعنا أن نتوسع في أعمالنا, وأن نوصل هذه الثقافة لكل مكان في المملكة, وأن نشارك في العديد من الأعمال في جميع أنحاء المملكة.
شهدت العروض التي أقامتها أمانة مدينة الرياض في عيد الفطر المبارك تواجد عدد غفير من الجمهور الحاضر, وتفاعل كبير لافت من قبل الحضور .. حدثنا عن ذلك ؟
ليس جديداً علينا حضور عدد كبير من الجماهير الغفيرة, وذلك من خلال العمل الكبير الذي تقوم به كل من أمانة الرياض و «لكجري ايفينت» من أجل استحداث فعاليات جديدة, والشريحة المستهدفة بطبيعة الحال هي الشباب, ومن البديهي حضورعدد كبير منهم بسبب عددهم الكبير, والذي بلغت نسبته وفق آخر دراسة حوالي 72% . وآخر مثال هو مناسبة اليوم الوطني في الصالات الخضراء والذي أقامته رعاية الشباب و حضره عدد غفيرمن الجمهور.
وبمناسبة الحديث عن ذلك, أود الإشارة إلى أنه في فعالية العيد التي حصلت مع الأمانة, واجهنا إشكالية بسيطة أحدثت بلبلة, وهي محاولة أحد الصحفيين عن طريق نقل أخبار غير واقعية عن الحدث, وإتهامه «الستاند اب كوميدي» بأنه يسيء إلى المجتمع ومبني على الخطوط الحمراء, وعلى ما يخالف عاداتنا و تقاليدنا. وبهذا فإنني أشير إلى نقطة مهمة وهي أن ما نحتاجه فعلياً هو تسليط الضوء على إيجابيات هذه الفعاليات وسلبياتها, لكي نكون منصفين، لكي نكمل المشوار. نحن شباب وأعمارنا صغيرة, وليست لدينا المقدرة ولا الطاقة أن نتحمل هذا الزخم الإعلامي الذي يحدث, ولذلك طلبنا بسيط وينحصر في كلمة واحدة وهي؛ الإنصاف وإبراز الإيجابيات والسلبيات معاً.
هل تحتاجون إلى دعم من «أمانات المدن والمناطق” والتعاون معهم لاستمرار العروض الكوميدية ؟
بكل تأكيد نحن فعلاً نحتاج إلى الدعم, نحتاج إلى دعم من الأمانة ومن كل الجهات الحكومية, نحتاج إلى دعم من الأشخاص سواء كان دعماً لوجستياً أو دعم الشركات الخاصة، لأنه بدون هذا الدعم سيواجه الفنان والشباب العاملين في «لاكجري» صعوبة بالغة في إنجاز الفعاليات المطلوبة.
هل تحرصون على ربط المواضيع التي تتطرقون إليها في العروض الكوميدية بالمواضيع الاجتماعية ؟
تنطلق المنهجية التي نعتمد عليها دائماً في أعمالنا على مناقشة كافة المواضيع بشكل عام, وليست الاجتماعية فحسب , مثل: المواضيع الثقافية والرياضية, حتى المواضيع الإنسانية تدخل في دائرة اهتماماتنا. «الستاند اب كوميدي» يناقش كافة المواضيع والثقافات والفنون بلا إستثناء.
يلاحظ المتابعون لهذا الشأن أنكم تستخدمون بعض المصطلحات التي ربما لا تتناسب مع الحضور والذين يكون من بينهم أحياناً أطفال أو غيرهم من الشرائح الأخرى ؟
سبق أن ناقشت في سؤال سابق هذا الموضوع, وأعيد و أكرر أن «الستاند اب كوميدي» يستهدف فئة الشباب الذين فوق سن ال 16 عاماً, ليس بسبب استخدام الكلمات المسيئة أو الألفاظ التي تتنافى مع عاداتنا و توجهات الدين الإسلامي, والمسألة تهدف في محصلتها النهائية إلى تقريب وجهات النظر, و حسن استغلال الفكرة المستهدفة وتقديمها بالشكل المطلوب.
ماذا عن العروض التي تقيمونها خارج المملكة ؟
سبق أن قدمنا مشاركات عدة خارج المملكة مثَّلنا فيها المملكة بصورة طيبة ومتقبلة . كانت لنا مشاركات في «هلا فبراير» في الكويت, ومهرجانات أخرى في الإمارات و قطر و عمان و الأردن و لبنان واليمن, وهذا يعد - بطبيعة الحال - إضافة لنا كفنانين, وتشريف لبلدنا كونه استحدث هذه الثقافة واستطاع تقديمها خارجياً بالصورة المتقبلة والمطلوبة.
هل عرض عليك المشاركة في مسلسلات تلفزيونية ؟ وإذا عرض عليك مثل هذه الأعمال هل ستتقبلها ؟
بصراحة هناك ثمة عروض كثيرة عرضت عليَّ, ولكني أرجأت البتَّ والموافقة عليها انتظاراً للدور والنص المناسبين. الإشكالية في هذا الموضوع كله تتلخص في «اختلاف الجيلين», غالباً ما يكون لدينا نحن الشباب تعليق على طبيعة النص والظهور بشكل معين, إذا ما سنحت لنا الفرصة أن نظهر كما نحن بشخصياتنا الطبيعية, وأنا بالعكس أتشرف ولي عظيم الشرف في الظهور على الشاشة الفضية وتقديم ما يمثل قناعاتنا ويرضي ذائقة الفئات المستهدفة ويلبي طموحاتهم.
هل تعتقد بأن عروض “الستاند اب” قريبة من المسرح والمسرحيات ؟
إلى حد ما, لأنها تنفذ عروضها بنفس المكان و على خشبة المسرح, ويكمن الاختلاف في أن «الستاند اب كوميدي» يكون وحيداً في المسرح ويعتمد اعتماداً كبيراً على تفاعل الجمهور والارتجال المسرحي. «الستاند اب كوميدي» قريب من المونولوجات نوعاً ما والحكواتي أو كما كان يسميه العرب سابقاً.
ماهي مشاركاتكم القادمة , و ماذا تحضرون للقادم ؟
سيبدأ الموسم الجديد الأسبوع القادم في «لكجيري ايفينت» من خلال فعاليات «جنون الشوارع» و«مهرجان الرياض الكوميدي» و باقي المهرجانات, وبإمكان الجمهور أن يتابع كل شيء جديد من خلال شبكات التواصل الاجتماعي على قنوات الشركة. وأنا عن نفسي لا ما نع لدي في تقديم عرض كل أسبوع, إضافة لما ذكرته سابقاً فإنني أحضر حالياً لبرنامجي على أمل أن نحصل على دور على الشاشة الفضية.
كلمة أخيرة تقدمها لقراء مجلة “ليالينا” ؟
أنا أحب مجلة «ليالينا» وأحب قراءها, و هي مثال رائع للنجاح والاستمرارية و كلي فخر بمتابعتها, وقد شرفتني بهذه المقابلة, و«الحين بروح أهايط على أصحابي أني بكون على مجله ليالينا» يعطيكم العافية.