ضيفتنا في هذا العدد من أُطلق عليها لقب المرأة الحديدية ، ليس مجاملة لتاريخ عائلتها الثرية وإنما لإمتلاكها أرادة حديدية استطاعت بها أن تتغلب على أقسى الظروف التي مرت بها سواء الصحية أو العملية، مما مكنها في نهاية المطاف من تحقيق النجاح تلو النجاح ، حتى أصبحت إسماً معروفاً يشار إليها بالبنان .. إنها سيدة الأعمال وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بجدة د.لمى عبدالعزيز السليمان .. فإلى نص الحوار :
بداية نبارك لكِ ثقة وزير التجارة في تعيينك في مجلس إدارة الغرفة التجارية بجدة .. لتكوني في ثالث مرة على التوالي عضوة في المجلس ؟الله يبارك فيك، وهذه ثقة غالية من وزير التجارة د.توفيق الربيعة، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع وتحقيق التطلعات.
لكن لماذا لم تخوضِ غمار الإنتخابات في الدورة الجديدة ؟أرتأيت عدم المشاركة في دورة إنتخابات غرفة جدة هذه المرة، لأني كنت متوقعة أن المراة ستحقق الفوز وكنت متفائلة بان هذا الأمر سيتحقق، تاركة الفرصة لشابات الاعمال لأن يحقق ذاتهن . لكن في الأخير تفاجأت بعدم فوز أي سيدة أعمال، بسبب أن بيئة الانتخابات كانت جداً صعبة هذه السنة وكان التحدي أكبر بكثير من الفترات التي خضت فيها الانتخابات.
إذن لن تفوز أي سيدة أعمال طالما كل دورة ستكون أصعبها من سابقتها ؟لازالت الفرصة أمام سيدات الأعمال تحقيق الفوز في الدورات المقبلة، لكن هذا لا يعني أنهن لا يتواجدن في مجلس الإدارة سواء بالفوز في الانتخابات أو بالتعيين من قبل وزير التجارة. ونحن كسيدات أعمال استبشرنا خيراً بما حينما أصدر خادم الحرمين الشريفين قرارات بتعيين سيدات في مجلس الشورى، ولا حرج في أن تسير القطاعات الحكومية على هذه بتعيين سيدتين في كل مجلس جديد. وأتمنى تحقيق هذه الخطوة في انتخابات غرفة الرياض مثلما حدث في انتخابات المنطقة الشرقية، عندما لم يستطعن سيدات الأعمال من الفوز بالرغم من أنهن من بيوت خبرة كبيرة، لكن حسناً فعل الوزير حينما عّين سيدتين.
بلاشك ستكون لكِ أهداف تودين تحقيقها مع المجلس الجديد .. ماهي أبرزها ؟في الحقيقة لا اسعى في هذه الدورة ان احقق اهداف وفق اجندة مسبقة، بقدر ما أحرص على تذليل كافة العقبات والتحديات التي تواجه القطاع الخاص في تواصله مع الجهات الحكومية، بخلاف الدورات السابقة والتي كنت فيها أضع أهداف محددة قبل إنتهاء أعمال مجلس الإدارة.
وماهي ابرز هذه التحديات ؟الهاجس الذي لديّ أن القطاع العام يتطور ويطور انظمته بسرعة غريبة وهذه السرعة لا تتماشى مع سرعة القطاع الخاص لأن يواكب هذه التطورات. وصحيح أن الجميع سعيد بالتطور من ناحية التقنية ورفع مستوى الانظمة، لكن استجابة القطاع الخاص لا يوجد فيه تلائم. واذا استمرت الفجوة بهذه الطريقة سوف تستمر فقط الشركات الكبيرة دون المنشأت الصغيرة والمتوسطة وهي الأهم في إقتصاد أي دولة في العالم!!
كسيدة تمثل صوت سيدات قطاع الأعمال في جدة .. ماهي أبرز المطالب التي تسعين إلى تحقيقها لهن مع المجلس الجديد ؟المطالب والتحديات التي تواجه سيدات الأعمال لم تتغير منذ الدورات الماضية، لكن أكثر شيء أحرص عليه أن تتواجدن السيدات بمشاركة وفعالية في كافة المحافل والمنتديات .
قبل أربع سنوات أوضحتِ بأن الوصول إلى منصب نائب رئيس غرفة جدة ليس بالأمر المستغرب أو الكبير .. وطالبتِ بأن تصل المرأة إلى منصب وزيرة تجارة .. إلى أي مدى سيتحقق هذا الحلم للمرأة السعودية ؟ أو الحلم الآخر برئاسة مجلس إدارة غرفة جدة ؟لازال هذا الطموح موجود لديّ ، واليوم في المملكة لدينا فقط نائبة وزيرة التربية والتعليم وهي د. نورة الفايز. كما أن وصول المرأة إلى هذه المناصب ليس سهل واذا وصلت سيدة فصعب جداً وصول غيرها! وفي بعض الاحيان تسمح الظروف بأن يسمح الرجل للمرأة بالوصول الى تحقيق حلمها، وتجدني أتضايق كثيراً عندما دائماً ما اسمع من قبل الرجال أنفسهم: أكتفين فقط بما تحقق لكن في الوقت الحالي !
وهل سترضخون لمزاجية الرجل ؟المرأة السعودية ليس لديها الاستعداد لأن يلعب الرجل بمشاعرها. وشابات الأعمال السعوديات تحديداً ليس لديهن رغبة في التراجع، بل تجد لديهم المقدرة على الاستمرار والمثابرة في تحقيق مطالبهن. ولابد أن تتحقق للمرأة السعودية المشاركة في صنع القرار في كافة مدن المملكة وليس فقط في مدينة جدة.
في بداياتك عملتِ فنية مختبر .. والآن عضو مجلس إدارة غرفة جدة .. ماهي الرسالة التي تودين ايصالها للشباب السعودي ؟دائماً يكون مشوار الأف ميل يبدأ بخطوة، وهذا ما حصل معي في حياتي العملية. وقد أكسبني العمل كفنية مختبر على مدى أكثر من اربعة عشر سنة الكثير من المزايا، ومنها تقدير قيمة العمل مهما كان صغيراً أو كبيراً. الأمر الذي أنعكس على شخصيتي العملية في كيفية تكوين ذاتي من جميع النواحي الوظيفية.
في شهر فبراير القادم سيتم تنظيم معرض شباب الأعمال السادس .. ماهي نصائحكِ التي تقولينها إلى شابات الأعمال ؟من الأشياء التي أحب اقولها للشباب: قبل أن نسأل ماذا اعطانا الآخر علينا أن نسأل أنفسنا ماذا نحن قصرنا في ذاتنا؟. واذا يوجد هناك أي مشروع لم ينجح وفق ما هو مرسوم له، لا يصح أن يلقي الشاب أسباب الفشل على الاطراف الاخرى، لأنه وبإحتمال كبير أن يكون الخطأ نابع من ذات الشاب ذاته. وعن تجربة شخصية اود ان أوضح لك أمر حدث معي وفشلت في أحدى مشاريع الخاصة، وذلك عندما خطرت ليّ فكرة انشاء مشروع، في أول الأمر لم أعتمد على ذاتي في البحث عن موقع ملائم بل أنتظرت من الآخرين القيام بهذه المهمة، وعندما فشلت، أصريت على الاعتماد على نفسي في البحث، وتفرغت لهذا الأمر لمدة ثلاثة اسابيع حتى وجدته.
تحملين عضوية الوفد السعودي لمنظمة العمل الدولية لتمثيل القطاع الخاص. كيف ترين حالياً قدرات الشباب السعودي في تحمل أعباءه الوظيفية ؟ وهل تحسنت عن ذي قبل ؟الشباب السعودي مثل اي شباب في دول العالم، وفق على ماتعلمه في المدرسة والجامعة سيكون هو حصيلة العملية التعليمية. ولذلك يجب أن نحسن من مستوى ونوعية التعليم. وعلى ما أعتقد ان الشباب الجامعي هو الأنسب في سرعة الاستجابة لمقومات الوظيفة والاستمرار فيها. كما لا أغفل دور التشجيع والتحفيز من قبل الشركات ذاتها في تحقيق نتائج رائعة للشباب السعودي الناجح والواعد.
كيف ترين مستقبل المرأة السعودية في المستقبل القريب في كافة المجالات ؟المرأة السعودية من ناحية التعليم منذ فترة طويلة حققت ذاتها وفي كافة المجالات، ماعدا في مجالات الهندسة أو القانون. وهي بحاجة فقط إلى اعطائها الفرصة لتحقق مع الرجل الكثير من الانجازات لصالح هذا الوطن المعطاء. وعن شخصياً اتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ابن عبدالعزيز على الدعم اللامحدود الذي تجده المرأة السعودية في عهده الزاهر.
للأسف تزايدت حالة أعداد المصابات بمرض السرطان .. كمريضة سابقة استطاعات التغلب على هذا المرض ماذا تودين أن تقولين لهم ؟من واقع تجربتي الشخصية في التعامل مع مرض السرطان أقول من خلال مجلة ليالينا الحكمة التي تعجبني وهي: « لا تسأل عن الشخص كيف مات، ولكن أسأل كيف عاش». الإيمان بقضاء الله تعالى بخيره وشره هو أحد أساسيات المؤمن الصادق مع ربه ثم مع نفسه وأقاربه في مواجهة أي عائق يواجهه. ولابد من التفكير في الحياة في كيفية أن أعيشها وأحياناً أشعر بالندم عندما تمر عليّ سنة وأنا لم أحقق فيها ذاتي أو بعضاً من أحلامي وإنجازاتي. وعدم التفكير نهائياً في الموت والتمسك بالأمل هو الدافع بعد الله سبحانه وتعالى في أن يستطيع الإنسان التغلب على هذا المرض.
ماهي أبرز المكتسبات التي تعلمتيها من الوالد عبدالعزيز السليمان ؟تعلمت من والدي الابتعاد عن الاختلافات واقناع الاخرين بوجهات النظر مع البحث عن طرق أخرى في الاستمرار والتأقلم مع الآخرين. كذلك زرع الوالد فينا ايمانه بالبساطة وعدم التكلف وحب المظاهر. واتذكر عندما كنار صغار أننا غضبنا كثيراً من الوالد نتيجة عدم شراء سيارات جديدة بالرغم من القدرة المالية له، وعندما كبرنا عرفنا قيمة ومعنى حديثه. وطبقنا نفس هذه المفاهيم الرائعة عند تربينا أبناءنا. وطالما تحدثت عن والديّ فلا يمكن أن اغفل ما تعلمته من والدتي اللبنانية حب الدراسة والتحصيل العلمي لأعلى الدرجات الأكاديمية. ولا أخفيك سراً أن حصولي على درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية كان بسبب تشجعيها وإلحاحها المستمر حتى بعد أن تزوجت وأنجبت الأبناء. وإلى وقتنا الحاضر لا تستغرب أن قلت لك أن والديّ ووالدتي يقضون وقتاً طويلاً في قراءة الكتب والمراجع في مختلف الثقافات والحضارات.
لكل فرد منا آماله وطموحاته .. بعد كل هذه السنين ماذا تبقى لكِ من طموحات تسعين إلى تحقيقها على المستوى العملي والإنساني ؟طموحاتي أن أسير إلى الأمام وليس الأعلى وتحقيق أحلامي الواحد تلو الآخر.
بعيداً عن أجواء العمل .. ماهي هواياتك ولمن تقرأين ؟لا زالت هواية ركوب الدراجات النارية برفقة زوجي العزيز عند السفر في خارج المملكة وتحديداً أوروبا من أكثر الهوايات التي أعشقها.