شغفه بالموضة والفن يتجسد في تصاميم تمزج سحرها بين الروح الشرقية والغربية... خط الأزياء الخاص به يتسم بالأناقة والعصرية، ليمنح المرأة الإطلالة المميزة والخاصة بها، لتغدو أسطورة تشد أناقتها الكاملة أنظار من حولها، وتصبح صاحبة الحضور المميَّز في أيِّ مناسبة.
للموسم الخامس على التوالي يعود مصمم الأزياء الراقية رامي العلي إلى العاصمة الفرنسية ليقدم مجموعته الجديدة لربيع وصيف 2014، «ليالينا» التقت المصمم رامي لنتعرف منه على تفاصيل هذه المجموعة، وعن بصمته الخاصة وإبداعه المميز في مجال التصميم.
مبروك عرض مجموعتك الجديدة لربيع وصيف 2014 في باريس، من أين استوحيت فكرة هذه المجموعة ؟
الفكرة جاءت من لوحة «أوفيليا» للرسام الشهير «جون إيفريت ميليه» والتي تمثّل إحدى بطلات شيكسبير ذات المصير المأساوي، وعلى الرغم أن اللوحة تعكس الحزن والسواد ولكنها في الوقت ذاته تعكس الرومانسية، فهي مزيجٌ من التناقضات بين القوة والضعف، الحب وانكسار القلب، الحقيقة والسراب. الطريقة التي تظهر بها مستلقية وأمامها النبع والورود والضوء العاكس على وجهها شكلوا الشرارة الأولى لخلق فكرة المجموعة حيث تجسد بعض التصاميم فيها الترجمة الحرفية للمشهد والبعض الآخر يعكس ما يوحي إليه المشهد.
ماذا عن القصات والألوان التي اعتمدتها في المجموعة؟
تتضمن المجموعة 15 تصميماً مصنوعين بدقة عالية، القصات كانت أكثر اتساعاً والأقمشة متطايرة، مع وجود التطريز الذي استخدمته ليس بطريقة تزينية وإنما جاء ليقدم نوع قماش جديد، أما الدانتيل فرسخ فكرة الرومانسية الحزينة في حين الخامات الشفافة الأثيرية تذكرنا بتموجات المياه التي احتضنت جسد أوفيليا ومصيرها المأساوي.
وبالنسبة للألوان فكانت الباستيلية كالنعناعي والقمحيّ والليلكي والوردي، مع وجود بعض الألوان الأقوى كالأصفر ووالمرجاني.
ماهي صيحات هذا الموسم بشكل عام والى أي مدى تتقيد بها؟
إن وجود أي توجه معين في الموضة يأتي نتيجة حاجة الناس لرؤيتها، فمثلاً عندما يكون فصل الشتاء، تصبح الناس بحاجة إلى رؤية ألوان بنسبة أقل، مع الميل إلى الألوان الداكنة. بشكل عام في كل موسم أحاول فهم الخطوط الأساسية السائدة مع إضافة ما أشعر أنه سيكون مناسباً، فبرأيي هذا الموسم سنشاهد القصات الفضفاضة، والألوان الزاهية والمنعشة، وكذلك الميل إلى ألوان الفضي والرمادي فهما يمنحان الشعور بالبرودة أكثر من الذهبي والبيج.
ما سر العلاقة بين تصاميمك واللوحات الفنية؟
برأيي الموضة هي امتداد آخر للفن وتسمح لي أن أكون مبدعاً، فالفن هو انعكاس للحياة، سواء الرسم أو الموسيقى أو الشعر، فهي تمثل فترة معينة من وجهة نظر الفنان، فنشاهد أحياناً بعض المبالغة الدراماتيكية أو الرومانسية، وهذا الأمر يجذبني كثيراً كونه يشكل انعكاساً للواقع ولكن بصيغة مسرحية.
بشكل دائم نلمس تمازج اللمسة الشرقية مع الغربية، هل لمدينة دبي أثرها كونها تحتضن العديد من الثقافات؟ وماهي فلسفتك الخاصة بالتصميم؟
تستمد تصاميمي سحرها من التشويق والغموض، وأهتم بأدق التفاصيل وأوليها الاهتمام اللازم ليكسب كل تصميم تأثيره الساحر.
بالتأكيد الوسط الذي نعيشه فيه له تأثيره، ويستهويني المزج بين الطابعين الشرقي والغربي، نتيجة معرفتي العميقة بالمرأة الشرقية ومتطلباتها، هذه المرأة التي أصبحت على إطلاع واسع لآخر صيحات الموضة الغربية، وتغير توجهها في اختيار الملابس، فيستهويني كثيراً هذا التضاد بين الأصول الشرقية والتطلع الغربي، لذلك أسعى إلى المزج بينهما فيما أقدمه.
هل من بصمة معينة تحاول إبرازها في التصاميم؟ وهل من قسم معين تحاول التركيز عليه؟
يختلف الأمر من مجموعة إلى أخرى، ولكن أحاول التركيز على دراسة القماش ومزجه مع بعضه البعض، وفي المجمل أحب العمل على المنطقة الواقعة من الخصر حتى أول الأرداف، فهي تمنح الأنوثة للفستان، وعلى قدر أهمية هذه المنطقة ولكن يجب عدم المغالاة والمبالغة فيها لأن الأمر قد ينعكس بشكل سلبي.
إلى أي مدى القصة عند منطقة الخصر تتناسب مع كافة الأجسام؟
يتعلق الأمر هنا بنوعية القماش المستخدم وموقع هذه القصة، فأحياناً لا نركزها تماماً عند الخصر وإنما نرفعها قليلاً فتعطي إيحاءاً بطول القدمين
ونحافة الجسم، فهي تشكل توازناً لتصميم الفستان في حال تم دراستها وتنفيذها بشكل صحيح.
ما هي الأقمشة الرئيسية التي تفضل استخدامها، وماذا عن الألوان أيضاً؟
أحب استخدام القماش المطواع كالشيفون والتول والاورغانزا لما فيها من رقي وفخامة، كما أن هذه الأقمشة تجسد الروح الرقيقة والأنثوية الرومانسية، كما أن الفضاء للإبداع من خلالها يكون واسعاً عكس الأقمشة القاسية التي تكون نتائجها محددوة.
بالنسبة للألوان أحب الباستيلية منها، كون وقعها أخف وألطف على العين وبالأخص أننا نعمل على الـ Couture، وبشكل دائم يتناسب مع مختلف القياسات وألوان البشرة، ويشكل خلفية مفضلة للمجوهرات.
من هي المرأة التي ترتدي من عند رامي العلي وما الذي يميزك عن باقي المصممين؟
هي إمرأة تمتلك إطلاعاً كبيراً على الموضة ولديها الرغبة والحب لتتميز بالطلة الخاصة بها فهي انتقائية وتهتم بالتفاصيل، لتكون لها بصمتها المميزة، والقطع التي تأخذهم تكون لوقت طويل.
وأعتقد ما يميز تصاميمي المزج بين الحضارتين الشرقية والغربية، وفي الوقت ذاته أسعى إلى إبراز جمالية الفستان وشخصية المرأة بذات السوية دون أن يضغى أحدهم على الآخر.
ظهرت للمرة الأولى في أسبوع الموضة بباريس عام 2012، منذ تلك الفترة حتى الآن ما الذي تغير، ومالذي قدمته لك باريس يختلف عن العرض في روما؟
أعتقد أن «باريس» شكلت نقطة تحوّل محورية في مسيرتي المهنية، حيث كبرت المسؤولية والتحدي وأصبح العمل أكثر نضوجاًُ، فلا يوجد أي مجال للخطأ وبالأخص أن النقد يزداد بشكل أكبر مع وجود أسماء دور عالمية التي تشكل في الوقت ذاته حافزاً للابداع، وتقديم مجموعات تتميز ببصمتنا وتنافس أسماء عالمية، وقد استطعت تحقيق مكانة مميزة في عالم تصميم الأزياء الراقية في باريس.
أما في روما قدمت فيها 6 مجموعات، وبالنسبة لي التواجد فيها مميّز كونها العاصمة التي شكّلت إنطلاق تصاميمي في أوروبا، ولكن المشكلة أن قراءة الموضة هناك مازالت في إطار الكلاسيكية.
تألقت الكثيرات من الفنانات بتصاميمك، ماذا تخبرنا عن هذه التجربة؟
إنها تجربة رائعة أن أرى أسماء كبيرة ومشهورة ترتدي من تصاميمي، والعمل مع المشاهير يشكل للمصمم استفادة مهمة، حيث تكون التغطية الإعلامية أكبر، وفي الوقت ذاته في حال كان للفنانة حضورها في عالم الموضة فهذا الأمر يضيف للمصمم.
بدأ هذا المشروع من باريس، وكان صداه جيداً، وهناك شركة تمثلنا في هيوليوود، والمشاهير يهتمون كثيراً بالصورة ففي اللحظة الأخيرة قد تقوم الفنانة بتبديل الفستان في حال رؤية فنانة أخرى سبقتها وأطلت بفستان من اللون ذاته على السجادة الحمراء، لذلك النقاش مع المشاهير يحتاج إلى المزيد من الوقت كما أن الموافقة على الفستان لا نتأكد منها حتى نرى إطلالتها على السجادة الحمراء.
ولبناء علاقة طويلة الأمد مع المشاهير يجب أن تكون علاقة واضحة ودقيقة وطموحة مما يعلي من منصب المصمم لديهم، ومنذ سنة بدأنا التعاون مع بييونسي حيث اختارت من مجموعة ربيع وصيف 2012 في تصوير كتاب رحلتها، ونعمل مع المستشار الخاص بإطلالتها حيث تم اختيار أكثر من قطعة لجولتها، ومازال التعاون مستمراً.
كيف ستتألق العروس هذا العام لدى رامي، وما هي الخطوط الرئيسية لموديلات الفساتين؟ وهل ستكون ديالا مكي الوجه الإعلاني الذي سيمثلها كالمجموعة السابقة؟
ديالا من الأصدقاء المقربين، وتمتلك الإطلالة المهمة وهي إنسانة محبوبة في المنطقة، وتمثل الجمال الشرق أوسطي، وكانت ديالا الوجه الإعلاني لمجموعة الأعراس 2012، وحاولنا تكرار التجربة هذا العام، ولكن شاءت الظروف عكس ذلك.
منذ شهرين أطلقت مجموعة الأعراس 2013، حاولت من خلالها كسر النهج الذي أسير عليه فابتعدت قليلاً عن الكلاسيكية سواء بالقصات أو أنواع الأقمشة.
برأيك ما هو الخطأ الشائع الذي ترتكبه النساء فيما يتعلق بإطلالاتهن؟
التكلف والمبالغة، فيجب أن تتمكن المرأة من التعبير عن شخصيتها فيما ترتديه، فالخطأ الأكبر عندما تبتعد عن ذاتها وتتبع البرامج والمجلات وغيرها، لذلك الطبيعية تعطي جمالاً أكثر من المبالغة.
ما المرادف لتصاميم رامي العلي؟
السهل الممتنع.
هل يمكن أن نرى في المستقبل رجالاً يتأنقون بتصاميمك؟
لا يغريني هذا المجال أبداً، أرى أن مساحته محدودة ومائلة أكثر إلى الرياضيات، فلا أعتقد أنني سأتمكن من العطاء كما الآن.
بماذا سيتميز عام 2014 وما الخطط المستقبلية؟
بعد عرض مجموعة ربيع وصيف 2014 في باريس، سنركز على تثبيت خط الـ Couture بشكل أكبر عالمياً، وقريباً سنطلق مجموعة جديدة من الملابس الجاهزة المستوحاة من روح الـ Couture ولكن مقدمة بشكل بسيط وعملي، ومتوفرة بقياسات متعددة، وخط الملابس الجاهزة يُسهل لزبائننا الحصول عليها من أي مكان.
السيرة الذاتية:
- عام 1991 دخل كلية الفنون الجميلة لدراسة الإتصالات البصرية.
- انتقل إلى الإمارات، و في سنة 2000 تمكن من إطلاق «رامي العلي كوتور».
- احتلّت تصاميمه أغلفة مجلات الموضة البارزة والإحتفالات الرسمية، فشارك في عدد كبير من حفلات توزيع الجوائز.
- في عام 2006 اختارت وكالة لا مود انيماج رامي العلي كوتور للمشاركة إلى جانب عدد من المصممين العالمين البارزين في الألعاب الاولمبية الآسيوية التي أقيمت في قطر سنة 2006.
- اختارته شركة «شواروفسكي» ليكون جزءاً من كتابه Unbridaled، إلى جانب أسماء رائدة في عالم الموضة مثل جورجيو آرماني، فيفيان ويستوود وجون غاليانو وغيرهم.
- في العام 2009، كان رامي العلي في المرتبة 17 من ضمن العرب الأكثر تأثيراً في مجلة الشرق الأوسط.
- في يناير 2012، ظهر العلي للمرة الأولى في أسبوع الموضة بباريس حيث عرض مجموعة ربيع وصيف 2012، وسط نخبة الأسماء في عالم الموضة.
شاهد المزيد:
أسبوع باريس للموضة: مجموعة أزياء رامي العلي لخريف وشتاء 2013-2014