رفعت الشيخة الشابة بشاير نايف جابر الأحمد الجابر الصباح شعار الإصرار والعزيمة وعدم اليأس أو الالتفات إلى الأصوات النشاز، بل المضي قدماً نحو تحقيق الأمل والطموح، فكان لها ما أرادت، عاشت طفولتها ومراهقتها في لبنان ومارست هوايات مختلفة، لكنها عندما قررت أن تعمل اختارت الكويت لاغيرها، فأطلقت مشروعها مؤسسة "دليسيوسو للحلويات".. فمن هي بشاير ؟ تجدون الإجابة في الحوار التالي:
لننطلق من بداية فكرة المشروع ...كيف جاءت؟
عندما فكرت في عمل بيزنس خاص بي وضعت في عين الإعتبار استهداف الفئة الأكثر في المجتمع، فوجدت نفسي أمام خيارين، الأول يتجه نحو ما يخص المرأة كونها تشكل النسبة الأعلى من المجتمع الكويتي، أما الخيار الثاني، فكان نحو "الأكل" ، فاخترت الفكرة الثانية وكان التحدي هو ماذا يمكن أن أقدم في مجال الأكل؟ ما هو مختلف وغير مسبوق؟، فقررت تنفيذ مشروع حلويات يضم أصنافاً من بلدان العالمين العربي والغربي.
لكنه مغامرة غير آمنة، فهل كنت تملكين خلفية عن أشهر الحلويات في تلك البلدان؟
الحمدلله، كانت فكرة صائبة وفي محلها. وهنا كان التحدي الحقيقي بالنسبة لي وأثبت على أرض الواقع بأنني " قدها وقدود "، بعدما قدمت 25 نوعاً من الحلويات من 25 دولة عربية وأجنبية في حفل الافتتاح قبل عامين الذي حضره 16 سفيراً وتم برعاية والدي " أطال الله عمره " الشيخ نايف جابر الأحمد الجابر الصباح. واليوم أصبح لدينا أكثر من 50 صنفاً من أنواع الحلويات.
دعينا نتوقف عند هذه النقطة...هل تسافرين إلى كل بلد من أجل التعرف على الصنف الأكثر شهرة فيها؟
ليست كل البلدان تحتاج مني إلى قطع تذكرة سفر من أجلها، أعتقد أن وسيلة الإنترنت اختصرت اليوم آلاف الأميال والمسافات ولم يعد من الصعب جداً التعرف على كل ما ذاع صيته في أي بلد. بداية لجأت إلى المواقع الرسمية التي تمثل تلك البلدان ومن ثم جاءت الخطوة الثانية في اختيار صنف الحلويات الأشهر فيها ويتناسب مع طبيعة المجتمع الكويتي، ومن ثم تنفيذ الحلويات والتوجه إلى سفير هذه الدولة في الكويت ومعرفة رأيه بما قمنا به، كما حرصت على تقديم نتاج عملي إلى بعض أسر وأهالي السفراء الذين تربطني بهم علاقة خاصة لمعرفة رأيهم، فعندما أعمل، لا بد أن أتقن عملي بشهادة أهل " البلد".
إذن نستطيع القول بأنه لم يعد أمامك أي معوقات حالياً؟
الإختبار الحقيقي الذي أعتقد بأنني تجاوزته هو كيفية الوصول إلى إتقان عمل صنف نوع الحلويات بنفس المقادير والطعم الأصلي لبلد المنشأ، هذا الأمر من مسؤوليتي المباشرة وأنا من يقوم بوضع المقادير اللازمة وأصنعه بيدي شخصياً دون مساعدة من الآخرين ومن ثم التأكد من الوصول إلى المذاق الرئيسي، بعدها يأتي دور العاملين في المؤسسة لصنع كميات أكبر.
في بداية تنفيذ المشروع، كيف كانت ردود فعل المحيطين بك؟
لا أخفيك أنا كتومة جداً وأحب تنفيذ أفكاري بسرية تامة حتى لا أتأثر بآرائهم، فقط يوجد شخص آسيوي كان يرأسني في العمل وطرحت عليه فكرة المشروع وشجعني على تنفيذها، وفي مناسبة ما تلقيت اتصالاً هاتفياً منه دفعني للإسراع في تنفيذ مشروعي، لأنه كان حاضراً لمسابقة أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية وفاز بها رجل إيراني مشروعه اعتمد على عمل ساندويشات من بلدان العالم.
عندما شرعت في وضع اللبنة الأولى في مشروعك، هل واجهتك أي اتقادات ؟
نعم ... واجهت بعض الإنتقادات من أصوات نشاز، بعضها انتقدت المشروع من دون إبداء أسباب مقنعة وبعضهم لم يعجبهم موقع المحل في مول غاليريا 2000 وآخرون عارضوا الفكرة بشكل عام، وهؤلاء لم ألتفت إليهم، بل كنت على قناعة تامة بكل خطوة أقدمت عليها وبكل قرار اتخذته ولو كنت قد استنعت بهم لما احتلفنا بمرور عامين على إطلاق المشروع.
ما سر إصرارك الشديد للمضي قدماً بتنفيذ المشروع في نفس الموقع؟
أولاً، الموقع يعتبر استراتيجياً في منطقة تجارية حيوية، كما أن مول غاليريا 2000 يضم أشهر مصممي الأزياء في الكويت وبالنسبة للديكور كان ملفتاً وجذاباً. واليوم أصبح للمؤسسة مكانة وشهرة وزبائن من مختلف محافظات الكويت من الشمال إلى الجنوب.
كيف تتعاملين مع مواقع التواصل الإجتماعي؟
أعتبرها طفرة آنية ستنتهي يوماً ما، فمثلما بدأنا بالفيسبوك ومن ثم سيطرة تويتر واليوم الإنستغرام وربما غداً تقتحمنا وسيلة جديدة، نعم مواقع التواصل الاجتماعي أفادتني في الإنتشار كثيراً، لكنني أعمل على خطوات مستقبلية في الإنتشار، منها على سبيل المثال عمل نقاط ومواقع لبوثات أو ركن خاص في المناطق السياحية والترفيهية والمولات لتقديم الحلويات والتذوق فقط والطلب يتم عن طريق المحل.
خلال تواجدنا في المحل، لاحظنا أن غالبية الطلبات هي لمناسبات كبيرة؟
هذا ما يميزنا، فالحمدلله استطعنا الحصول على ثقة المجتمع الكويتي وأيضاً المجتمعات العربية والخليجية ولدينا الرغبة بوجود فروع مماثلة في تلك الدول. طلبات المناسبات، مثل حفلات الأعراس والخطوبة والملجة والإستقبال هي التي تستحوذ على عملنا، لكن في المحل بمقدور أي زبون شراء وتذوق ما يحلو له، فالخدمة متوفرة وبكل رحابة صدر.
يقال بأن استمرارية المشروع سببه أنك من أسرة ميسورة الحال وبالتالي لا تبالين للخسارة؟
أولاً الله لا يجيب الخسارة...ثانياً لن أنكر دعم المرحوم والدي لي، لكنه كان دعماً معنوياً فقط وتنفيذ المشروع تم بتمويل من البنك الصناعي الذي يدعم المشاريع الصغيرة للشباب الكويتي، ولعل اعتمادي على نفسي هو من جعلني أدير مشروعي إدارة مباشرة وأعمل بيدي، الأمر الذي تحمس له الزبائن وتشجعوا على أن يكونوا جزءاً من نجاح المشروع. فالمسألة لا علاقة لها بالحالة المادية، إنما بالإصرار والتعب من أجل بلوغ الهدف.
إذن حدثينا عن " التعب" قبل الراحة ؟
بصراحة، ربما ساهمت شخصيتي الإجتماعية والطيبة الزائدة في عدم التفرغ لإدارة المشروع وهذا جعلني أواجه صعوبات مختلفة وأعترف بأنني لا أصلح للإدارة، لذا بحثت عن مدير فذ تحمل هذه المسؤولية وتفرغت أنا لوضع خطط التطوير.
حدثينا عن الديكور الملفت للإنتباه؟
بصراحة، لم تعجبني أي من الأفكار، فعملت الفكرة في مخيلتي ولجأت إلى شركة متخصصة عملت على تنفيذها، إلى جانب لمسة أحد الأصدقاء رغم معارضتي وتخوفي من فكرته، إلا أنها جاءت مكملة للديكور، وبطبيعتي أميل إلى الألوان الملفته للإنتباه والمحدودة .
ماذا عن قائمة الحلويات الخاصة في المحل؟
لا توجد قائمة معينة والسبب كثرة الأصناف الموجودة، فلجأنا إلى طرح بروشور يتضمن أرقاماً لكافة منتوجاتنا من الموالح والأصناف العالمية والكوب كيك حتى يتسنى للزبائن طلب ما يريدونه، إلى جانب أننا نقدم خدمة للنساء اللواتي يتعذر عليهن الخروج من المنزل .
ما أشهر الأصناف المطلوبة من الزبائن؟
توجد أشكال للحلويات مختلفة ومتنوعة، سواء لشخصيات مشهورة أو لشخصيات كارتونية يشرف على تنفيذها نحات متخصص، إلى جانب بعض الأصناف، مثل بقلاوة بالشوكولاته، حلوى ليمون بالكارميل، رهش بالفول السوداني وحلوى برازيلية، كما أن أسعارنا في متناول الجميع ونقدم الخدمة وزيادة من أجل الزبائن.
هل تقدم المؤسسة خدمات أخرى؟
نعم، نقدم مجموعة أخرى من الخدمات. إلى جانب الحلويات، نقدم كافة خدمات الضيافة، فضلاً عن عروض وحسومات كبيرة.
بعيداً عن البيزنس ...من هي بشاير الصباح؟
إنسانة عادية بسيطة ... لدي ثلاثة أصدقاء مقربين مني، منهم ياسمين القطامي التي استفدت من تخصصها المالي في مشروعي وحياتي اليومية.
حدثينا عن هواياتك؟
أنا رياضية في الجري وحاصلة على مجموعة من الجوائز.
تابعوا لقاءات مشاهير العالم على موقعنا اخترنا لكم:
فلاح الجماز وحنان أبوالنعاج: مايميز عملنا الإتقان والرقي في التنفيذ والتواصل مع العملاء
الشيف عمر الملا: "فابوكا" المطعم الوحيد الذي يقدم المأكولات البلقانية المثالية