محيطها الأسري المليء بالمبدعين والفنانين، وخصوصاً والدها الذي يعد من أبرز الفنانين التشكيليين، ونظراً لما تتمتع به من موهبة بدأت ملامحها تتكشف منذ صغرها، كل ذلك قادها لأن تكون فنانة تشكيلة تسير بطموحها وإرادتها في التطوير إلى قمة الإبداع، حيث لا يحد من طموحها وأهدفها شيء، رغم كل المعوقات والصعوبات التي تواجه الفنانين عموماً في مسيرتهم الفنية والإبداعية، فكانت كما تمنت هي فنانة تشكيلية تعشق الإبداع بمختلف أنواعه، وتتناول القضايا الاجتماعية المختلفة التي تهم الناس والإنسان عموما تعبيراً عن مكنونات ذاتها وما تعايشه في واقعها الحياتي وتتفاعل معه، ويكتنز في داخلها ليشكل فكرة عامة تُترجمها في إطار مبدع يتحدث عما تخبئه من انفعالات وأحاسيس تجاه مختلف ما يدور حولها .. إنها الفنانة التشكيلة البحرينية نادين الشيخ التي كانت لها بصماتها في هذا الفن، والتي رعته واحتضنته عبر افتتاحها «نادين جاليري» الذي يحتضن المعارض ومختلف الفعاليات التشكيلية والفنية .. فكان لـ»ليالينا» معها هذا الحوار:
 

منذ متى بدأتْ موهبة الرسم تظهر ملامحها لديك؟ ومَنْ اكتشف هذا الميول عندك واحتضنك في بداياتك؟
منذ كنت طفلة صغيرة كانت الموهبة لدي في مجال الرسم، فالفنان يولد بهذه الموهبة، أما بشأن سؤالك عن الذي اكتشف موهبتي، طبعا هو والدي العزيز من أكتشف موهبة الفن لدي بما أنه فنان تشكيلي. وعمل بعد ذلك على تطويرها و لازال يقدم النصائح لي لأبدع في لوحاتي. فلا أنسى فضل والدي عليَّ أبداً، فهو الذي رسم لي درب التطوير والإبداع والاستمرار.

لا شك أن محيطك الأسري ساهم في تغدية وبروز موهبتك أكثر كونك ابنة الفنان التشكيلي علي الشيخ؟ أليس كذلك؟
بلا شك، نشأتي ضمن عائلة فنية ساعدني وإخوتي على تطوير موهبتنا و ابرازها، و اكتشاف آفاق فنية جديدة. فالمحيط الأسري وما يتمتع به الجميع من حس فني يساهم بشكل أو آخر في تغذية هذه الموهبة وتناميها، وهكذا كان فعلاً.

لماذا اخترت هذا المجال دون سواه من المجالات؟ هل لحاجتك للتعبير عن مكنونات ذاتك؟ أم هناك أمر آخر؟
بالطبع، منذ صغري وأنا أعشق الفن، وأشعر أن التعبير بالألوان و الرسم هي وسيلة التعبير التي أمتلكها وبإمكاني أن أبدع فيها.

من الذي وقف إلى جانبك في بداية مشوارك الفني في هذا المجال غير والدك الفنان التشكيلي؟
عائلتي بمجملها بالطبع كان لها الدور البارز في ذلك. والدي و والدتي كانا ولازالا مصدر تشجيع و دعم لي في كل ما أعمل، وفي كل خطوة أخطوها نحو الإبداع والتجديد والتطوير، فلهما مني كل التقدير والثناء على ما قدماه لي في مسيرتي الفنية.

في رأيك، هل يتوجب على الرسام أن تكون له نظرة مختلفة للأشياء عن الآخرين، ويكون مرهف الإحساس والخيال حتى يتمكن من الرسم أم لا؟
لا شك أن الفنان بطبعه ينظر الى كل شيء بنظرة مختلفة عن الآخرين كونه فناناً وكثيراً ما يفكر في كل شيء متميز ومتجدد وجميل ومختلف. فمزاجيته و خياله ونظرته المختلفة هي التي تنتج الأعمال المتميزة، وتميز أعماله الفنية عن أعمال الفنانين التشكيلين.

هل واجهتك معوقات أو صعوبات بداية انطلاقتك في هذا الفن؟ وما هي طبيعتها؟
أغلب المعوقات والصعوبات التي تواجه أي فنان في أي مجال من المجالات هي عرض الأعمال الفنية على الجمهور. لكن الصعوبات التي واجهتني كانت في افتتاح و تشغيل الجاليري الخاص بي.

أي الموضوعات التي تحبين أن تعبري عنها من خلال الرسم؟
موضوعاتي جميعها تترجم مشاعر مختلفة و مواقف و قضايا مختلفة من حياتنا الاجتماعية.

 الى أي مدى يرتبط فنك ورسمك بالواقع الحياتي ؟
إلى مدى كبير، بما أن أعمالي تترجم مشاعر وقضايا مختلفة فالمشاهد سيشعر بارتباطه لهذه اللوحات وبالواقع الحياتي في مختلف مفاصله وجوانبه، وهذا سر الإبداع، نظراً لأهمية ارتباط الفنان بواقع وبيئته وقضايا ومشاعر الناس المختلفة.

كيف تستحضرين الفكرة وتبلورينها في صيغة الرسم؟
بما أن لوحاتي الفنية تعبر عن مشاعر مختلفة. فإن جميع لوحاتي تبدأ بفكرة، و هذه الفكرة  تظل في بالي لفترة حتى تتحول إلى لوحة، واللوحة لابد أن تتناول قضايا يقرأها المشاهد بنظرته للأشياء وما ترجمه الفنان من إبداع وفكرة كانت تختلج داخله.

هل هناك أجواء معينة لابد للرسام والفنان إيجادها وخلقها لنفسه ليتمكن من الرسم؟
بطبيعة الحال، فإن كل فنان لديه أجواؤه وطقوسه الخاصة التي بدونها لا يمكن أن يبدع. أنا شخصياً لا يمكن أن أبدع إلا اذا كنت أرسم بمفردي، لا أستطيع إنتاج أي عمل فني وهناك ما يشتت تفكيري. الهدوء و الموسيقى و عدم الإزعاج هم أجوائي الفنية.

في اعتقادك، هل الرسم يعتبر «وحياً» وإلهاماً كما الشعر أم يختلف؟
بالتأكيد، الوحي والإلهام يعتبران منبع الابداع. والفنان التشكيلي كما الشاعر في رأيي، حيث أن الفنان يأتيه الوحي الالهام للإبداع في أوقات غريبة. وفي أوقات يشعر بأن أفكاره توقفت ولا جديد لديه ليقدم، حتى يأتيه الالهام و تنهمر أفكاره متتالية.

من يلفت نظرك من الفنانين سواء المحليين أو العالميين؟
أنا شخصياً أعشق الفن بكل أشكاله. وكل عمل فني يستوقفني، و ليس الفنان بذاته. أنا أؤمن بأن الأعمال الفنية هي نتاج تجارب ومشاعر الفنان لذلك كل فنان له أسلوبه.

ما هي مشاريعك المستقبلية بعد الجاليري الذي قمت بافتتاحه وأصبحت سيدة أعمال أيضاً بجانب كونك فنانة؟
تطوير « نادين جاليري» أول هدف على قائمة أهدافي، بحيث أسعى أن أقوم – بجانب المعارض التشكيلة – إقامة معرض آخر يختص بالتصوير بمشاركة أصحاب هذا الفن في التصوير، حيث بدأت فعلاً بالتحضير لذلك ومخاطبة الجمعيات المختصة في هذا الشأن وأصحاب المواهب، وربما يكون ذلك خلال العام الجاري،  بالإضافة إلى ذلك، أسعى ضمن قائمة أهدافي المستقبلية إقامة معارض فنية خارج البحرين لفنانات وفنانين بحرينيين أو القيام بعرض أفضل الأعمال لهؤلاء الفنانين في معارض تشكيلة خاصة.
وأيضا، أود أن ألفت إلى أنه خلال هذا العام أيضا سيتم الافتتاح الرسمي للموقع الجديد لـ»نادين جاليري» في شارع الكويت.

حدثينا عن آخر المعارض التي شاركت فيها، أو قمت بتنظيمها؟
في شهر نوفمبر الماضي، نظم «نادين جاليري» معرضه السنوي الثالث للفنانات التشكيليات البحرينيات بعنوان «فوضى بداخلي»، في مركز الفنون التابع لوزارة الثقافة، بالتعاون مع شركة «ألبا»، وسفارة الجمهورية الفرنسية، وصندوق العمل «تمكين»، حيث شارك في هذا المعرض 36 فنانة تشكيلية بحرينية سعين بإظهار طاقتهن الإبداعية في أكثر من 60 لوحة تعكس فكرة انطباعية ورؤية وجدانية تعيشها كل فنانة بمشاعر وانفعالات وأحاسيس ذات رسالة موجهة منهن إلى الجماهير. كما أن استضفنا في هذا المعرض الفنانة التشكيلية لورنس بوست من الجمهورية الفرنسية، والفنان التشكيلية جفلي غابريلا مولينا من جمهورية فنزويلا، حيث اشتمل هذا المعرض جانبين هما الجانب المحلي والجانب الدولي، مما شكل فرصة كبيرة للفنانات المشاركات فيه نظراً لتواجد حس الفن التشكيلي الفنزويلي والفرنسي، الأمر الذي يساهم في تبادل الثقافات فيما بينهم وتسليط الضوء على ما وصلت إليه البحرين من تطور وازدهار في حركة الفن التشكيلي.
وعلى هامش هذا المعرض،  عقد «نادين جاليري» ورشة عمل بعنوان «تبادل إبداعي» من تقديم الفنانة التشكيلية الفنزويلية جفلي غابريلا مولينا، والفنانة التشكيلية الفرنسية لورنس بوست، حيث تم تقديم ورشة لاستعراض المشوار الفني لهاتين الفنانتين لتبادل الخبرات في عالم الفنون التشكيلية والاستفادة من تجربتهما والتعرف على اسرار ابداع الفن التشكيلي، كما تناولت الورشة أنواع ممارسة العمل التشكيلي وكيفية اعتماده على الرسالة البصرية في أدواته وتقنياته المختلفة، إضافة الى التعرف على أنواع الفن التشكيلي الحديث.

أخيراً، ما هو طموحك كفنانة ورسامة؟
كأي فنان، أطمح أن أعرض أعمالي في معارض ومتاحف عالمية، و أن تُقتنى أعمالي من قبل من يقدر هذه الأعمال من مقتنني الأعمال الفنية، ومن لديهم ذوق في تقدير الفن والإبداع.

‎اقرأ أيضا:
 

‎مريم أنور أحمد: يشرفني أن أعيش في جلباب أبي!!

‎حنان رضا لليالينا: أنا أسد عذراء وأؤمن بالأبراج