الإصرار والطموح يشعان من عينيها.... تتكلم عن مشروعها الذي استطاع الوصول إلى العالمية وكأنه وليد هذه اللحظة، تمنحه ذات الاهتمام دون أن تغفل عن أدق التفاصيل، استطاعت أن تؤسس مفهوماً جديداً في عالم المقاهي الراقية. التقينا سيدة الأعمال الإماراتية رشا الظنحاني رئيس مجلس إدارة ومالكة «باباروتي كافيه «، لنتعرف منها كيف خاضت هذا المجال الذي لم تختبره من قبلها النساء وذلك من خلال سلسلة مقاهٍ عالمية، استطاعت كسب إعجاب المتذوقين من مختلف أنحاءالعالم.
حوار: هالة باليكي
بداية حياتك المهنية كانت في مجال قطاع البنوك ومن ثم العقارات، إلى أي مدى ساعدتك هذه المجالات في اكتساب خبرة عملية لتأسيس مشروعك الشخصي «باباروتي كافيه»؟?كل قطاع عملت به زودني بخبرة عملية جديدة، البداية كانت في قطاع البنوك حيث تعلمت كيفية إدارة الحسابات، ودراسة الجدوى الإقتصادية والميزانية لأي مشروع، وأصبح لدي معرفة دقيقة بكل التفاصيل المتعلقة بالمحاسبة والتقارير المالية وغيرها من الأمور، من ثم انتقلت إلى مجال العقارات، حيث تعرفت على أداء السوق العقاري جيداً وكيفية إدارة العقارات، وملاحظة أدق التفاصيل.?هذ الخبرة التي اكتسبتها من هذين المجالين ساعدتني في التأسيس الصحيح لمشروعي الخاص بمجال قطاع الأغذية والمشروبات، حيث بدأت بمحل واحد واليوم حققنا انتشاراً على مستوى الوطن العربي وآسيا وأفريقيا.
تعدين المرأة الإماراتية الأولى التي تتولى إدارة مشروع كهذا؟ كيف كانت البدايات؟ وعلى ماذا اعتمدت كأساس لضمان نجاح المشروع؟?منذ البداية أدركت نظرة الناس المستغربة لعمل المرأة في مجال المطاعم وبيع الأغذية، لكونه أمراً غريباً، حيث اعتدنا إقبال المرأة للعمل في مجال تجارة قطاع الأزياء أو الإكسسوارات والعطور، واعتبر أن أي بداية في مجال الأعمال لابد أن تكون مرهونة بفكرة جديدة مختلفة، فسافرت إلى عدة دول للبحث عما هو جديد بهذا المجال، فكان هذا المشروع الذي يحمل فكرة مقهى زرته في ماليزيا يقدم خبز الكعك الطازج الـ «Bun».?ولقد أدركت أن صعوبة هذا المنتج تكمن في أنه يتناسب مع ذوق البلدان الآسيوية، ولكن فكرت أن المذاق الذي أعجبني لابد أنه سيعجب الناس في الإمارات، فاقتنعت بهذه الفكرة وقررت تنفيذها، فكان افتتاح أول متجر لـ «باباروتي» في دبي مول عام 2009، حيث تملكني الخوف عندما ندعو الناس لتجربته، ولكن مع ردات الفعل الإيجابية من قبلهم كنت أشعر بالراحة مجدداً.?وعلى الرغم من حصولي على حقوق افتتاحه في الشرق الأوسط وأفريقيا ولكن سعيت في البداية إلى التأكد من نجاح هذا المنتج ومدى ربحيته قبل منح حقوق الإمتياز التجاري لعلامة «باباروتي» للآخرين.
ماهي التحديات التي واجهتك وبالأخص أنك بدأت هذا المشروع خلال الأزمة المالية العالمية؟عندما بدأت هذا المشروع كنت متخوفة بعض الشيء، وبالأخص أنه كان بتمويل شخصي فقط، ولكن كان لا بد أن أتجرأ وأخطو هذه الخطوة، لذلك قمت بدراسة وافية للسوق، فتبين بأن هناك قطاعات عديدة كالخدمات مثلاً ستتأثر بهذه الأزمة ولكن هنالك قطاع لا يمكن أن يتأثر، وهو قطاع الأغذية، لأن حاجة الإنسان للغذاء مستمرة. ?وقد حرصت على إجراء دراسة الجدوى الاقتصادية الصحيحة للمشروع، وخضعت لدورة شاملة عن كيفية العمل في قطاع الأغذية، إعداد المشروبات المختلفة وأصبحت على إلمام بأدق التفاصيل في مجال بيع الأغذية، وأحببت المجال، وأول عمل قمت به عند افتتاح أول محل، شاركت فريق العمل في إعداد القهوة والمشروبات، وكان ذلك يثير استغراب الناس كيف أعمل مع موظفيِّ وأنا صاحبة المحل.
من ماليزيا إلى الإمارات، كيف أكسبت هذا المشروع نكهة إماراتية؟?في البداية عملت على إضافة القهوة العربية إلى قائمة المشروبات لدينا، كما أضفنا التمر على الـ «Bun» الكعك الخفيفة المغلفة بمزيج الكراميل التي نختص بها، وبذلك حاولنا مخاطبة الذوق الإماراتي. ?بشكل عام نبحث عن النكهات الجديدة التي تلبي مختلف الأذواق وبالأخص أن الإمارات حاضنة للعديد من الجنسيات.«Bun» الكعكة الخفيفة المغلفة بمزيج الكراميل هو ما ميز علامة «باباروتي» حتى أصبحت تشكل نقطة جذب أساسية في عالم المقاهي الراقية، ما هي إضافاتكم لها؟?تعتبر الـ «Bun» المنتج الأساسي لدينا، وقد أبدى ممن حولي تخوفاً من أن منتجاً واحداً لن يحقق النجاح للمتجر، ولكني كنت أمتلك رؤية مختلفة، كونه المنتج الذي سيميزنا عن الآخرين، فاستطعنا أن نكون الأوائل في السوق، حيث تتواجد لدينا النكهة الأصلية لـ «Bun» بالإضافة إلى نكهات جديدة من العسل، الفريز، الشوكولا والمكسرات، ففي كل فترة ندرس متطلبات الزبائن ونعمل على تلبيتها لإرضاء كافة الأذواق.
كيف تتعاملين مع المنافسة وبالأخص اعتمادك يرتكز على صنف واحد؟?طبعاًالمنافسة موجودة، ولكن كما ذكرت سابقاً نحن متميزون بهذا الصنف، وهناك من بدأ يقلدنا، وبشكل عام نواجه هذه المنافسة من خلال تطوير وتعديل بقائمة المشروبات لدينا إلى جانب الـ «Bun» الذي نتميز به، فهناك مجموعة كبيرة من نكهات القهوة والشاي، فبالنسبة لحبوب القهوة نتعامل مع شركة عريقة تاريخها منذ 1836 في أوروبا، أما بالنسبة للشاي فلدينا ما يسمى «Signature Tea»، حيث يتمكن الزبون من الاطلاع على كافة انواع الشاي والشرح التفصيلي عنها قبل الاختيار.
نشاطاتكم تعدت حدود الإمارات كيف خرجت بهذا الاسم من المحلية إلى العالمية؟ الفكرة لدينا تختلف عن ماليزيا، فهناك فقط يقدمون الـ «Bun»، أما بالنسبة لي فأسست مفهوماً جديداً في عالم المقاهي الراقية، وقد لجأت إلى شركات كبرى تعنى بجودة المطاعم، لأني أردت أن تكون خدماتنا المقدمة ذات مستوى عالمي.?الحمد لله تمكنا من الاستحواذ على إعجاب الكثيرين بشكل متزايد، مما زاد من رقعة انتشار اسم «باباروتي» في الخليج والشرق الأوسط وأفريقيا وقريباً في أوروبا.
نلاحظ وتيرة النمو لـ «باباروتي كافيه» تخطو بخطوات سريعة، هل السوق بحاجة ذلك، أم أن هناك خطط توسيعية ثابتة تعملون وفقها؟?من ضمن خططنا افتتاح ثلاثة فروع على أقل تقدير في أي بلد نتواجد فيه، ومن ثم حسب حركة السوق نقوم بزيادة عدد الفروع، كما أن وتيرة التوسع هي دليل على نجاح هذه العلامة التجارية في المنطقة ما أثبت قدرة الشركة في الوقت نفسه على دخول عدد من الأسواق الجديدة.
ماهو شعورك تجاه فوز دبي باستضافة «إكسبو 2020»، وكيف سينعكس ذلك على مجال الأعمال بشكل عام؟?أشعر بفرحة كبيرة لإنجازات دولتي وهذا المستوى الكبير من النجاح الذي نحققه، ولا يسعني في هذه المناسبة سوى الإعراب عن بالغ التهاني والتبريكات لمقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإلى إخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات. أن معرض إكسبو 2020 سيعود بالنفع الكبير على قطاع الضيافة في جميع أنحاء دولة الإمارات، إذ ستشمل الاستثمارات جميع القطاعات، وإن هذا الحدث يعتبر الفرصة الأهم في هذه المرحلة، والتي ستفتح آفاقاً واسعة للنهوض الاقتصادي في المنطقة.
هل من تحضيرات وخطط معينة ستقوم بها علامة «باباروتي» لمواكبة هذا الحدث؟?إن فوز دبي باستضافة معرض «إكسبو 2020» يضع على كاهلنا تحديات كبيرة، ونحن واثقون تماماً من قدرتنا على مواجهتها بعزيمة واقتدار. وبما أن الاستعداد لهذا الحدث سيؤدي إلى ظهور المشاريع والتجمعات الجديدة، فإننا في «باباروتي» لن نألو جهداً للوصول إلى عشاق منتجاتنا أينما كانوا، وذلك من خلال افتتاح الفروع الجديدة في كافة المراكز التجارية والمناطق الحيوية في مدينة دبي ومدننا الأخرى. ويأتي ذلك أيضاً في نطاق خطط التوسع الطموحة التي شرعنا بها منذ اليوم الأول لظهور علامتنا في المنطقة، ومن المؤكد أننا سنضاعف جهودنا لمواكبة هذا الحدث وزيادة إمكاناتنا لتلبية متطلبات الأعداد المتزايدة المرتقبة من العملاء الذين سيقصدون دولة الإمارات.
هل استطاعت المرأة الإماراتية كسر كل القيود وأن تصبح نداً للرجل في كافة المجالات؟?الحمد لله لقد استطاعت المرأة الإماراتية تحقيق النجاح على كل الصعد بفضل القيادة الرشيدة للدولة، التي تدعم المرأة وتسهل لها طرق النجاح والتميز، فنراها تخوض كافة المجالات وتساهم في تعزيز مسيرة التنمية، وأصبحنا نمتلك قاعدة قوية من نساء قادرات على الإبداع والتميز في مجالهن.
ماهي النصائح التي تقدميها لضمان نجاح أي مشروع؟?أنصح دائماً أن تكون الفكرة جديدة لأنها هي التي تنجح المشروع، فالتقليد لا ينفع أبداً، كما أن دراسة الجدوى الاقتصادية تعتبر أمراً مهماً لتحقيق النجاح، فهناك بعض السيدات أوقفن مشروعاتهن قبل أن تستكمل بسبب عدم احتساب التكاليف المفاجئة التي تواجه أي مستثمر في وسط المشروع، وبالتأكيد اختيار الموقع الجيد لإطلاق المشروع.
حصدت العديد من الجوائز، ماهي المسؤولية التي تحملك إياها؟?في كل مرة يزداد الطموح لدي بشكل أكبر، فطموحي لن يتوقف عند مشروع محدد، كما أنني أسعد كثيراً بهذه الجوائز كونها تعبر عن تقدير الآخرين للمجهود الذي أبذله.
هل هناك مشاريع جديدة على الأجندة الخاصة بك وفي أي مجال ستكون؟في مجال الأغذية والمشروبات، نقوم بدراسة أكثر من منتج، وان شاء الله قريباً سنبدأ بالعمل عليها، ومن ناحية أخرى بما أنه تم التوسعة بالمتاجر في العديد من البلدان قمت بإنشاء شركة تسويق تحت مظلة أعمالنا لتدير كل ما يتعلق بذلك.?كما أن للأزياء حصة خاصة بها، فنعمل على الدخول بهذا المجال ولكن بطريقة مختلفة عما هو موجود حالياً، وما سنقدمه سيضيف الكثير للسيدة، فهو لا يقتصر فقط على ملابس فاخرة، وبدأنا بتجربة ميدانية وقريباً سنقوم بإطلاق هذه العلامة الخاصة بالأزياء.
ما هي الخطط المستقبلية بالنسبة لـ «باباروتي كافيه»، وهل ستكون أوروبا على خارطة توسعاتكم؟?بالتأكيد سنتوجه أكثر للتوسع حول العالم، وان شاء الله قريباً سنتواجد في باريس بفرنسا كأول بلد أوروبي.
إلى أي مدى تعتبرين نفسك ناجحة في أسرتك كما أنت في عملك؟?أرى أن عمل المرأة لا يؤثر على حياتها العائلية مطلقاً، فبإمكانها أن تقسم الوقت لتكون ناجحة في كليهما معاً، فيجب فقط أن تمتلك المرأة حافزاً لتستطيع أن تبدع في أي مجال، كما أن العمل يغير من طريقة التفكير لدى المرأة ويوسع مداركها مما ينعكس إيجابياً على تربية الأولاد.
* السيرة الذاتية• حاصلة على بكالوريوس إدارة أعمال تجارية مع مرتبة الشرف الأولى، من الكلية التقنية العليا بدبي.• حاصلة على تكريم من جائزة الشيخ زايد على تفوقها العلمي.• حصدت جائزة رائدة أعمال العام لجوائز المرأة العربية 2013.• عام 2012 حصلت على جائزتين من جوائز محمد بن راشد كأفضل سيدة أعمال وأفضل مشروع متوسط.• تمتلك مؤسسة «براندنويز» ومؤسسة «الرشا» للإستثمار.