كم هو جميل أن تلتقي بفتاة كويتية شابة تنظر إلى الأمام دوماً ولا تلتفت خلفها، تتقدم بخطوات متأنية ومدروسة، لم تأبه بالأصوات التي تعالت تطالبها بعدم التفكير في المضي والإقبال على تحقيق حلم طفولتها، وضعت قدمها الأولى خلف خط التماس، ثم أطلقت لإصرارها العنان، فالطموح المسيطر عليها كان جامحاً لا يرد له غبار. بدأت من الخطوة الأولى حتى أصبحت حالياً أول كويتية تعمل على تصميم وتنفيذ وتشكيل الشموع في الكويت، هي باختصار ألطاف العوضي صاحبة فكرة ومشروع kwic التي تصحبنا معها في رحلة إلى عالمها الخاص...
مشروع kwic لتصميم وتنفيذ وتشكيل الشموع...أول مشروع من نوعه في الكويت، كيف جاءت الفكرة؟
بالتأكيد هو عشق بدأ معي في سن العاشرة، كنت أقف مشدوهة أمام الشموع أتأملها وأسبح في عالم من الخيال في تشكيلها وتطويعها لتكون الأفضل والأجمل. كبرت وكبرت هذه الهواية بداخلي، كان الجميع يعرف العلاقة الحميمية التي تجمعنا من الطفولة مروراً بالمراهقة، فتحولت الهواية إلى احتراف.
دعينا نتوقف عند محطة الإحتراف هذه، وتحويل مشروع الحلم إلى واقع، هل واجهتك أي معوقات؟
نعم، وفي مقدمتها الإتفاق شبه الجماعي بين المقربين مني بأن تأسيس مشروع للشموع اختيار غير موفق ولن ينجح .
ولماذا أطلقوا أحكامهم المسبقة؟...
لأنه مشروع غريب وجديد لم يألفوه، يدفعهم إلى ذلك حبهم لي وشعورهم بالمسؤولية اتجاهي، فيقومون بإسداء النصيحة لي، لكن صوتاً واحداً كان يرن في أذني، إنها إحدى صديقاتي التي كانت تؤمن بأفكاري وتشاطرني طموحي، لن أنسى إصرارها على أن أخطو خطوتي الأولى، وفعلاً إعتبرت تشجيعها دعماً معنوياً لي وقررت أن أمضي في مشروعي، فكانت أول خطوة هي تقديم استقالتي من الوظيفة الحكومية والتفرغ للمشروع.
كيف كانت ردود فعل الآخرين بعد أن أبصر مشروعك النور؟..
كانوا يترقبون ذلك بحذر شديد، لكن بعدما عايشوا شغفي وولعي بهذا المجال تغيرت فكرتهم رويداً رويداً، خاصة وأنهم تيقنوا من نجاح المشروع من خلال إقبال الناس على اقتناء وشراء الشموع بالشكل والستايل والديزاين الذي ابتدعته في التصميم .طبعاً هذا النجاح كان مصدر سعادة لوالدي الذي لم ينفك عن دعم مشروعي .
حدثينا عن تفاصيل مشروعك وهل يشمل كافة أنواع الشموع؟
تخصصت في شموع "الصويا" فقط، كونها تتميز بصفات عديدة تجعلها صديقة للبيئة، فهي إلى جانب اللمسة الجمالية التي تتميز بها ألوانها، تعتبر من الشموع التي لا تصدر رائحة أو دخان، كما أنها تحترق لفترة زمنية أطول ويخصص لها قالب خاص ويأتي دوري في وضع لمساتي الإبداعية في التشكيل والتزيين واستخدام القطع القماشية وتطريزها والكتابة عليها ومهما تعددت المنتوجات تظل " شمعة الصويا " هي الأساس ويجب تواجدها.
من أين تقومين باستيراد شموع "الصويا"؟
للأسف طبيعة عملي تضطرني إلى استيراد الشموع من الولايات المتحدة الأمريكية بكميات كبيرة لعدم توفرها في السوق المحلية، في حين أنني أتي ببعض القطع القماشية من تركيا.
حدثينا عن المعارض التي شاركت بها؟
أول معرض شاركت فيه احتضنه مجمع الصالحية وكانت ردود الفعل على منتجاتي تفاعلية ورائعة جداً واستقبلت مشغولاتي بإقبال كبير من قبل الجمهور، وهذا يدفعني إلى انتقاء مشاركاتي في المعارض التي تتوافر فيها مقومات النجاح.
ماذا عن المنافسة في السوق المحلية؟
بعد أن أطلقت مشروعي وحقق النجاح المرجو منه، عرفت بأن هناك مشاريع مماثلة، لكنها تشمل نوعيات أخرى من الشموع وليست شموع "الصويا" التي أستوردها من أمريكا.
كيف تعملين على تسويق مشروعك؟
بلا شك، إن مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة من تويتر وفيسبوك وإنستغرام ساهمت إلى حد كبير في تعريف المجتمع بتصاميمي وعملي، إلى جانب قيام بعض الجهات بعرض أعمالي، منها على سبيل المثال محل pretty sheep وكافيه "لافيجكا" في برج جاسم .
بصراحة، هل المقابل المادي الذي تحصلين عليه يوازي الكلفة المادية والمجهود البدني والذهني الذي تبذلينه؟
ما يجب قوله قبل الماديات، هو أنني حققت حلماً كان يراودني منذ الطفولة ومارست هواية أعشقها بشغف. أضف إلى ذلك أن المقابل المادي جيد وراضية عنه تماماً.
هل تتذكرين أول تجربة لك ؟وكيف تستقبلين طلبات الزبائن؟
أعترف أن التجربة الأولى شهدت بعض الأخطاء ومع تكرار التجارب أصبحت أكثر نضجاً وحرفية وأتذكر أنني خصصت جزءاً من ريع أول دفعة ابتعتها للأعمال الخيرية.
لو سألتك عن سر نجاحك وانتشارك الكبير خلال أقل من عام ونصف عمر مشروعك في السوق المحلية، ماذا تقولين؟
سر نجاحي ينبع أولاً من إصراري وخبرتي في المجال ومعرفتي بذائقة الآخرين والتطوير المستمر ومواكبة كل ماهو جديد. وهذه نصيحتي إلى كل من تحمل في عقلها فكرة خاصة بها وهواية تريد تحويلها إلى مشروع، لكنها مترددة وتخشى ردة فعل المحيطين بها، أقول لها ألا تلتفت إلى هذه الأصوات وتضع هدفها نصب عينيها وتمضي نحوه بقوة.
تعرفوا على العديد من الشخصيات الفنية والمجتمعية على موقعنا والتي اخترنا لكم منها:
منيرة الشرهان: تصاميمي تحمل روح الغرب مع التراث الكويتي
مقابلة حصرية مع المصممة دينا طحان: "ديياس" .. حقائب عصرية بلمسة فنية
اشتركوا بنشرة ليالينا الإلكترونية لتصلكم آخر المقابلات الحصرية على بيريدكم الإلكتروني