وضعت صاحبة مدرسة الاتيكيت والبروتوكول هنادي خزعل هدفاً نصب عينيها وقررت أن تسعى من أجل تحقيقه، ونجحت في ذلك، توجهت إلى المدارس الغربية التي تعنى بذلك وقامت بجلب هذه النماذج الراقية والرفيعة المستوى وقدمتها في مجتمعها، فكانت ردود الفعل إيجابية بدرجة تفوق التصور. هنادي تملك شخصية متفتحة وعقلانية وحكيمة وأيضاً ذات نظرة مستقبلية..   

كيف تكونت شخصية هنادي خزعل الناجحة في مجالات عديدة؟

إن الحياة تتطلب منا السعي والإجتهاد من أجل تحقيق الذات والطموح، فمنذ الصغر تجد الإنسان يسأل نفسه ما الذي أبحث عنه؟ وكلما تقدم بنا العمر نصبح أكثر نضوجاً في طريقة التفكير وأيضاً التنفيذ، لكن تبقى فكرة هي المسيطرة علينا أو أنها تشكل هاجساً نسعى من أجل إزالته بتحقيقه، شخصياً تعلمت من تجاربي أن تكون هناك خطة طويلة الأمد أعمل على تقييمها كل ستة شهور وأدرس ماذا أنجزت وما حققت وأعمل على تطويرها.

 

مجال الاتيكيت والبروتوكول مجال لم يكن يحظى بالإهتمام، فكيف جاء اختيارك لدراسته؟

في الغرب كان يشدني هذا المجال، نعم اليوم سيطرت علينا التكنولوجيا الحديثة وسرعة الحياة وتطورها، إلا أن هناك بعض الأمور تغيب عنا، مثل القراءة والإطلاع وتطوير أنفسنا. في المدارس الغربية يعلموننا كيف يستطيع المرء تعريف الآخرين به في ثلاث كلمات موجزة تمنح الآخر انطباعاً عنك لا ينسى مدى الحياة بحيث تترك توقيعاً يمثلك في ذاكرة أي شخص يلتقيك. هذا الأمر دفعني للتبحر والتعمق في المجال، فوجدت أن الغرب لم يتوقفوا عند الإرث الذي بقي لهم من أسلافهم، بل أخذوا على عاتقهم تجميل المبادئ بطرق بسيطة تدفع الإنسان للإستفادة منها والمحافظة عليها كذلك. دعنا نضرب مثالاً في مجال الإتصال، حيث كانوا يعتمدون على الوسائل المكتوبة من مقدمات طويلة وغيرها، فقاموا بتطوير ذلك حتى وصلوا إلى كتابة مختصرة عن طريق جهاز الحاسوب ومن ثم ابتدعوا الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي حتى تكونت ثقافة جديدة وفق مناهج لا تتقادم مع مرور الوقت، من هنا حاولت قدر المستطاع اتباع أسلوبهم في تطوير نفسي ومواكبة كل ماهو جديد في مدرسة الاتيكيت والبروتوكول التي أنشأتها.

 

كيف كانت ردة فعل الآخرين وأنت تقدمين على التعريف بنفسك من خلال مجال غير مسبوق محلياً؟

ما لا يعرفه البعض أنني أنشأت المدرسة بطلب من مجتمعي المدني، عندما بدأ يراقب تصرفاتي، فكانت الأسئلة توجه لي من هنا وهناك، علامات إستفهام كثيرة كانت تدور في عقول البعض... كيف تعلمت ذلك؟ لماذا لا يكون في الكويت أمر مماثل؟ لماذا لا تسخرين خبرتك في مجال خدمة مجتمعك؟ أسئلة فرضت نفسها منهم بقوة، ما دفعني لأخذ الأمنيات في عين الإعتبار، فكانت بالنسبة لي كرماً غير مسبوق في أن  تتعلم بناتنا هذا النموذج الراقي كسلوك وتصرف ومفهوم ينعكس على المجتمع، وكذلك  تكون لكل فتاة سيرة شخصية مستحقة، فالتواصل لم يكن مقصوراً فقط على الفتيات، بل الأمهات وحتى الجدات وغيرهن. التحدي الذي يسيطر علي دوماً هو عندما أشرع في أي عمل من أجل الآخرين، فيجب أن أعمل على الوصول وتحقيق توقعاتهم.

 

كيف استطعت تنفيذ مشروعك الغربي في مجتمع شرقي، فهل هذه المدارس كانت موجودة من قبل؟

نعم المدارس كانت موجودة عند الملوك والأمراء والمنتمين إلى الطبقات الارستقراطية، من هنا بدأ المجتمع يراقب ويتساءل لماذا يكون هذا حق للأغنياء فقط؟، لقد عملت دراسة للسوق الكويتية وبدأوا يعملون نماذج تتناسب مع طبيعة المجتمعات الشرقية والخليجية، على سبيل المثال في بروتوكول آداب المائدة علم واسع لأن في بعض المناسبات المهمة توجد تفاصيل لا تتناسب مع قيمنا وعاداتنا وتتعارض مع ديننا الإسلامي، فقامت هذه المدارس بقراءة تاريخ مجتمعاتنا من أجل تغطية هذا القصور في التفاصيل والعمل على تطويرها، فالمدارس الفرنسية لم تكن تعترف بالأكل بالعيدان الخشبية، مثلما يفعل الصينيون واليابانيون واليوم من يرفض الأكل الصيني أو الياباني، أيضاً من آداب المائدة كيف تخرج بحوار مثري وجمالية مجلس.

 

إذن تحملين في عقلك وفكرك أهدافاً محددة؟

نعم وفي مقدمتها أن نكون خير سفراء لمجتمعاتنا في الخارج وأيضاً أن تكون مجتمعاتنا مختلفة ومتطورة تفرض مكانتها.

 

ما طبيعة ما يدرس في مدرسة الاتيكيت والبروتوكول؟.

سعينا أن تشمل الفئات العمرية بداية من ست سنوات إلى كل إنسان يرغب في تطوير ذاته ونفسه في مختلف المجالات التي تعطي صورة حسنة وجيدة وملفتة للشخص، خاصة في مجال الأعمال. فئة المرحلة العمرية لمرحلة الثانوية نعمل على تأهيلها لمعرفة ما تريد مستقبلاً، أيضاً الأطفال نعمل على غرس مفاهيم أخلاقية وسلوكيات ومبادئ تقويم فيهم حتى تكون الخطوة الأولى في حياتهم..

 

هل تقتصر المدرسة فقط على الاتيكيت والبروتوكول؟

بداية كانت المدرسة تعنى بالاتيكيت والبروتوكول ومن ثم الخطوة التي وصلنا إليها بأن نصبح أكاديمية تسعى من أجل التأهيل وفق مناهج الاتيكيت والبروتوكول.

 

فيما يتعلق بالمدربين والهيئة التدريسية التعليمية في المدرسة؟

في أي مجال من مجال الأعمال يجب التأكد من وجود موارد بشرية تستطيع إيصال المعلومة بالشكل الصحيح والسليم وفق مهارات علمية جيدة، قادرة على تأهيل مخرجات الأكاديمية ليقودوا المرحلة المقبلة.

 

في ظل تجربتك في مشروعك التربوي، كيف تنظرين إلى اهتمام الجهات المعنية بالمشاريع الصغيرة؟

مثلما ورد إلى مسامعي فكرة وجود إدارة تشمل رعاية أصحاب المشاريع الصغيرة وأنا على استعداد أن أكون من ضمن لجان تطوعية تبحث عن المعوقات وتوجد الحلول لها، من خلال منهج مدروس بعناية وحرفية يسير عليه المقبلون على المشاريع الصغيرة.

 

لماذا ينسب نشاط المدرسة وكأنه مخصص للفتيات؟

عادة التفاصيل تنسب للمرأة وتوقعنا أن تكون نسبة إقبال الإناث 70 بالمائة، لكن فوجئت أن نسبة إقبال الذكورعلى بعض المجالات يفوق نسبة الإناث، أعترف أنه في البداية نسبت إلى النساء، لكن في الواقع كلاهما معاً.

 

حدثينا عن الاتيكيت الذي يجب أن تتبعه المرأة في تصرفاتها وسلوكياتها؟

اليوم كل امرأة أصبحت مهمة ومراقبة ومحط أنظار الجميع، أي خطأ هي محاسبة عنه، هذه المناهج تعزز عندها القدرة والثقة في النفس، لذا يجب أن تتبع هذه المدارس كنمط حياة.

 

هل تعتقدين أن المرأة على استعداد لتعلم أسس الاتيكيت؟

المرأة مستعدة دوماً لتعلم كل ما هو جديد في حياتها وفي مقدمتها الاتيكيت. هذه المدارس لا تعني أن من ينتسب لها أقل شأناً، بل تجعلهم أشخاصاً مختلفين.

 

هل أعجبك الحوار؟ يمكنك التعرف أيضاً على آداب وإتيكيت الفيسبوك لعروسين سعيدين

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل

 للمزيد من مواضيع الاتيكيت وغيرها على بريدك الإلكتروني يمكنك الإشتراك بنشرة ليالينا الإلكترونية ليصلك كل جديد