منذ طفولتها ترفض ان يتدخل الاخرون في اختيار ملابسها تمتلك مصممة الأزياء الكويتية هيا الحوطي فكراً ابداعياً خاصة بها، فهي لها طقووسها في التعامل مع التصاميم وخلق كل ما هو جديد ولافت للإنتباه، تكره التقليدية في تصاميمها وترى أن حواء تمتلك فكراً خلاقاً في البحث عن التصاميم لكن كل شسخصية تختلف باختلاف البيئة التي تعيش بها، وتصحبنا الحوطي في رحلة من الهدوء والسكينة والأجواء الهادئة وتقول: إن ذلك يجعل الفتاة أكثر تركيزا فيما تريده ويناسبها،اما العروس عندها فلا بد ان تكون الملكة بلا منازع.

لكل مشوار بداية ... هل تعرفيننا كيف كانت بدايتك مع عالم الأزياء؟

للإزياء معي حكاية وقصة، بدأت منذ الصغر وتحديداً في مرحلة الطفولة حيث كنت مولعة وشغوفة بمتابعة البرامج التي تهتم بهذا الجانب، وهو الأمر الذي لفت انتباه بعض أفراد أسرتي خاصة وهم يتابعونني ويستغربون من تدخلي الكبير في ما أرتديه، فقد كنت أرفض أن أرتدي بدل جاهزة و"خلاص" ، دون أن أضع بصمتي ولمساتي   فقد كنت عنيدة وأشعر بأنني الوحيدة التي تعرف ما يناسبني.

 

إذن نستطيع القول أنه حلم طفولة؟

فعلاً والحمدلله بالإصرار والمثابرة والإجتهاد والسعي نحو تحقيق الهدف هو من حول الحلم إلى حقيقة ومن أجله تخليت عن وظيفتي الحكومية وتفرغت  لتصميم الأزياء.

مشروع مثل هذا يحتاج إلى دعم كبير  ؟

نعم والحمدلله أمتلك الإصرار على المضي في تحقيق ما أصبو له والدليل الاستمرارية والمكانة والنجاح الذي وصلت إليهما، وهنا أدين بالفضل لأسرتي التي وقفت الى جانبي وساندتني في خطواتي.

 

على ذكر الخطوة الأولى اليوم نزورك في الإتليه الجديد وكلمة حق تقال بأنه في قمة الروعة؟

وفقت في اختيار موقع جيد للفرع الجديد اتليه هيا الحوطي في منطقة الجابرية وحرصت على توفير كافة سبل الراحة والمتعة البصرية للضيوف خاصة الزبائن،  لأني على ثقة أن الراحة النفسية والهدوء الروحاني يساعدان المرأة في التركيز واختيارها للتصميم الذي يناسبها،لذا حرصت على توفير الديكورات المناسبة والأفكار المبتكرة في الفرع الجديد والأجواء المفعمة بالتفاؤل.

..هل يعني ذلك بأنك تخضعين لرغبتها في اختيار التصميم الذي ترغب به؟

هذا السؤال يواجهه أي مصمم محترف وكأن الطرفين في معركة ومن منهما الغالب، هذا الكلام في غير محلة، لأنني أراها شراكة في البحث عن تصميم يعبر عن إبداع المصمم ويظهر الفتاة في أجمل طلة.

إذن هو الحديث عن مقومات خاصة تحتاجها المصممة؟

تحديداً في اختيار تصميم الفستان هناك عدة أمور لا بد من توافرها ومنها أن الزبونة عندما اختارت سين أو صاد من المصممين فإنها هي جاءت تنشد ما يناسبها وهذا في محل تقدير مني وأرى من مسؤليتي أن أحقق لها ما تريده، بالطبع يجب الاستماع جيداً لما يدور في فكرها ومحاولة التوصل إلى التصميم الذي تريده، ومن ثم يبدأ دوري بعد اختيار التصميم والاتفاق عليه هل يناسبها أم لا، هل يتناسب مع قوامها أم لا، الامانة تفرض علي إسداء النصيحة الصادقة لا غيرها وبالتالي فهي عندما ترتدي أي قطعة من تصميمي فهي تمثلني.

 

لكن ذائقة المرأة تختلف باختلاف شخصيتها؟

سؤال جميل، يجب التوصل إلى داخلها ومعرفة ما تحبه وتعشقة وإقناعها بطريقة جيدة ولبقة بما يجب أن ترتديه أو لاترتديه ويظهرها في أجمل إطلالة.

 

هل الكلام يقتصر على فستاين المناسبات أم العرائس؟

بلا شك،  كل مناسبة لها روحها الخاصة التي تستوحيها من طبيعة الأجواء، أما العروس هيا الحوطي فهي الملكة التي يجب أن لا تشبهها أي فتاة في الحفل، يجب أن تكون الأكثر أناقة وإطلالة بهية تسحر الألباب، عروسي لابد أن تكون متكاملة في ليلة عمرها والكمال لله سبحانه.

ماذا عن فساتين العرائس؟

تختلف باختلاف الجهد والمتعوب فيه ، فهناك فتيات يفضلن التصاميم الضخمة بالشك والتطريز والكرستال واخريات يفضلن الفستان العادي والأنيق معا، كما أن قوام العروس نفسها يحدد طبيعة ما يناسبها. شخصياً تميزت بفساتين العرائس والحمدلله حققت نجاحاً كبيراً في هذا المجال لأني حريصة على مواكبة الموضة وصيحاتها وتقديمها للفتاة الشرقية بروح يافعة.

 

وهل تحرصين على مسكة العروس؟

مسكة العروس جزء رئيس من الفستان وهي تكملة، ولأنها بسيطة يجب أن تظهر بشكل لافت وجذاب من خلال تطعيمها بحبات الكرستال والألماس والورد الطبيعي وغيرها،

لماذا نحن كشرقيين نستورد الموضة من الخارج ولا نصدرها؟

باختصار لأن أوربيين هم أسياد الموضة ، ونحن نتتلمذ على أيديهم رغم أن العرب فيهم الكثير من المصممين والمصممات المشاهير وصلوا إلى العالمية وصنعوا لهم إسما لا يستهان به.

 

أفهم من كلامك أن الوصول إلى العالمية سهل؟

العالمية من وجهة نظري لا تعني أن تقدم فاشن شو في عاصمة أوربية وأن يكون الحفل مدفوع الأجر من قبل المصمم ، إنما ما يمكن أن يقدمه المصمم من تفتيحات وتصاميم تعبر عن إبداعه والفكر الذي يمتلكه حتى تكون تصاميمه حديث الآخرين، وعندما أتلقى دعوة لتقديم عرض أزياء في الولايات المتحدة الاميركية فهذا فخر أشعر به ويعطيني دافعاً لمواصلة العطاء.

 

لو سألتك عن السر الذي في تصاميك؟

تصامي تعكس روحي ومشاعر وما بداخلي، تعبر عني وأحاول من خلالها بلوغ ما يدور في عقل حواء.

 

وهل تواجهين صعوبة في إرضاء ذائقة المرأة؟

لقد تعاملت مع حواء الغربية والشرقية والخليجية، كل واحدة منهن لها طابع خاص لا يشبه الأخرى سواء في التفكير أو الألوان أو حتى التصميم ، من هنا أعمل على ملامسة ما بداخلهن والتقرب منه حتى أعطي كل شخصية منهن ما تستحقة.

 

تطرقنا إلى فساتين الأعراس والعرائس ونسينا الكاجوال؟

أنا بعيدة عن هذا المجال ولم أجربه ، لا أريد أن أشتت أفكاري وأعتقد التركيز في مجال عرفت وتخصصت سيكون في صالحي. مع العلم أن الأزياء كعالم يرتبط بعضه ببعض.

 

كثر الحديث عن معاناة مصمم الأزياء الكويتي.. ماذا تقولين في هذا الجانب؟

المعاناة موجودة منذ فترة طويلة لكن كل مصمم يتعامل مع الظروف التي تحيط به بالطريقة التي يراها تناسبه، شخصياً واجهتني الكثير من الصعوبات تغلبت عليها بكل حزم يدفعني إلى ذلك الاصرار بداخلي الذي ينظر إلى الأمام دوما.

 

قبل فترة سمعت أنك تسيرين في مشروع ما يزال طي الكتمان؟

فعلا بالنسبة لنا كمصممين كويتيين يجمعنا قاسم مشترك وهو ضياع الحقوق الأدبية والمادية والمعنوية لأننا نعمل تحت " لا مظلة" فالمصمم هو من يتحمل مسؤوليات عديدة، من هنا طرأت لي فكرة دعوة المصممين والمصممات إلى التفكير جدياً بمشروع تأسيس جمعية أو اتحاد أو نقابة خاصة بمصممي الأزياء يعملون تحت مظلتها ويلجأون لها عندما تواجههم المشاكل. وسوف أبدأ خلال الفترة المقبلة الخطوات الأولى في تحويل الأمل إلى واقع.

 

هل فعلاً تواجهين أو يواجه المصمم الكويتي مشكلة في تقديم فاشن شو؟

شخصياً قدمت الكثير من عروض الأزياء في الكويت وخارجها، لكن ذلك لا يمنع عدم وجود بعض العراقيل التي يجب التعاطي معها من أجل تقديم هذا الإبداع ، فالمصمم الكويتي محل ترحيب عربي وعالمي وتصاميمه تحظى بإقبال كبير من الجميع.

 

درست الأزياء بعد الاحتراف هل الدراسة ضرورية؟

يجب أن يكون لدى المصمم ثقافة في المجال الذي يعمل فيه وهذا ما نتعلمه عندما نذهب إلى اوروبا والغرب.

 

أخيرا ماذا تقولين عن الفتاة الكويتية؟

الفتاة الكويتية صاحبة ذوق رفيع ومزاج أصعب، تعرف ماذا تريد وما ترتدي، تواكب الموضة لكن ليس بجنون ، إنما بعقلانية متزنة تجعلها الأكثر تميزاً بين النساء العربيات.

اعجبك الحوار؟ اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية لتصلك أخر الحوارات الحصرية لمجلة ليالينا على بريدك