هندسة الديكور هوسه وشغفه منذ الصغر، يتميّز بذوقه الراقي الذي يجسّده خير تجسيد في أعماله وتصاميمه. بدأ عمله في لبنان في نهاية التسعينات حتى أصبح اليوم إسم حبيب وهبه من الأسماء المعروفة في عالم الديكور وقد كسب خلال هذه السنوات سمعة طيبة وثقة الزبائن به. معه هذا اللقاء...

    أين يبدأ عمل مهندس الديكور وأين ينتهي؟ وما الفرق بين مصمم ومهندس الديكور؟    

يبدأ من تنفيذ خرائط الديكور كاملة وتسليمها لتنفيذ المشروع برمته، فتتضمن التقطيع والكهرباء وغيرها من التفاصيل، أما تصميم الديكور فلا يتوجّب على المصمم الدخول بتفاصيل الخرائط التنفيذية ككل بل يستلم المشروع جاهزاً من ناحية التقطيع والهندسة ويعمل هو على تجهيزه بالمفروشات وغيرها من الإضافات.

 

    اسم المصمم حبيب وهبه لامع في عالم هندسة الديكور. عرّفنا عن نفسك وما الذي يمثله هذا العالم  بالنسبة لك؟    

هندسة الديكور هوايتي وشغفي منذ الصغر. تابعت تطوّر هذا المجال بشكل دائم من لندن، حيث أمضيت فترة الطفولة والشباب وتخصّصت في هذا المجال. في نهاية التسعينات بدأ قطاع التصميم الداخلي بالتطوّر في لبنان فقمت بدراسة السوق ومتطلباته وقرّرت أن أبدأ مسيرتي حينها وما زالت مستمرة وناجحة حتى يومنا هذا، رغم أن البدايات كانت صعبة جداً.

 

    ما هو المشروع الذي أطلقك في عالم هندسة الديكور؟    

منزل في منطقة فردان قرّرت صاحبته أن تستخدمني لتصميم ديكوره، رغم أنني لم أكن من الأسماء المعروفة حينها. فنسّقنا سوياً وتعاونّا ونفذنا تصميماً مميَّزاً. عرض المشروع في العديد من وسائل الإعلام وخصوصاً المجلات ولاقى صدى جميلاً، حتى هي، أي صاحبة المنزل، شعرت بأن أسلوب حياتها تغيّر. أما بالنسبة لي فشكّل هذا المشروع نقطة إنطلاق نحو النجاح.

 

    من هنا نستنتج أن ديكور المنزل يؤثّر كثيراً على نفسية قاطنيه    

طبعاً، ومثالاً على ذلك أن بعض الناس أو الزبائن كانوا يخجلون بمنزلهم وتصميمه، حتى أنهم كانوا يتجنبون أن يستضيفوا به أصدقاءهم وأقاربهم وبعد إعادة تصميمه ترى أنهم أكثروا من دعواتهم واستضافتهم للناس وكأنهم يتباهون بالتحولات التي شهدها منزلهم. من هنا راحة المرء كما هو معروف  تتأثر كثيراً بديكور منزله ومدى انسجام هذا الديكور مع نفسيته. بدوري أؤمن بالبساطة في التصميم لأن في نهاية الامر المرء لا ينشد إلا الراحة في منزله وليس التعقيد والتصنّع.

    هل هناك توجه من قبل الناس على استشارة مختصي ديكور؟ ومتى بدأت شخصياً تلمس هذا الشيء؟    

في السنوات الأخيرة أصبح هذا القطاع مهماً جداً بالنسبة للمواطن اللبناني، خصوصاً فئة الشباب المتزوجين حديثاً. فبمعظمهم يستشيرون مهندس ديكور ويؤمنون بضرورة وجوده ليضفي من ذوقه على منزلهم، وليصبح مكان سكنهم الدائم مناسباً لتطلاعتهم وأسلوب حياتهم. لكن في مكان ما تجد بعض التردد عند بعض الناس وسببه الخوف من كلفة مشروع مماثل. من هذه الناحية أؤكد لهم أن الكلفة ليست كما يتوقعون، فهي ليست مرتفعة أبداً وخصوصاً أن مهندسي الديكور الذين يملكون ذوقاً رفيعاً أصبحوا كُثراً، والمنافسة تفرض أن تكون الأسعار منطقية.

 

    كيف توفّق بين ذوق صاحب أو صاحبة المنزل وخطك المتبع لتنفيذ ديكور المنزل؟    

عليك أن تلعب دور الموفّق بين ذوقهم وذوقك وأن تتحلى ببعد النظر والذكاء كي تتمكّن من دمج رؤيتك وخبرتك برؤيتهم، وتلمس ذلك عند تنفيذ المشروع وانتهائه، إذ ترى بصمتك واضحة فيه ورؤيتهم منفّذة أيضاً وبأدق تفاصيلها.

 

    المرأة الشرقية تفضّل الأثاث الكلاسيكي على المودرن وتحرص على اقتناء صالون كلاسيكي على الأقل في منزلها فما سبب تعلق المرأة بهذا الطراز برأيك؟    

لا أعتقد أن هذا المنطق يصح اليوم في مجتمعنا، وشخصياً لا أؤمن باتباع أسلوب معيّن في الديكور، بل أعتمد كثيراً على الذوق وما يناسب شخصية أصحاب المنزل. من يطلب خدماتي يكون طامحاً إلى التغيير. ربما البعض منهم يكون متعلّقاً بقطع معيّنة في منزله، فأحاول دائماً أن أدخلها بالتصميم لتخدمه بطريقة عصرية وجميلة. باختصار القضية ليست قضية كلاسيكي أو مودرن بقدر ما هي قضية ذوق.

    هل من ديكور تبطل موضته كما في عالم تصميم الأزياء؟    

في مجال الديكور ما من موضة جديدة بقدر ما هناك أفكار جديدة وبالطبع أتابعها وأطلع عليها باستمرار. طبعاً أزور معارض دولية في ميلانو وغيرها وأقصد الكثير من صالات العرض المختصة في مجال المفروشات وغيرها للإطلاع على الأفكار الجديدة. مجال تصميم الديكور هو أفكار وذوق أكثر مما هو موضة رائجة أو باطلة كما في عالم تصميم الأزياء.

 

    هل هنالك أي نصائح تقدمها للمرأة التي تود تأثيث منزلها؟ وما هي الطرق المتّبعة لتأثيث المنزل بطريقة عملية؟    

أهم شيء هو تقسيم المساحة في المنزل وتوزيع المفروشات وغيرها من قطع الأثاث بطريقة مدروسة لنتمكن من استهلاك المساحة بأكبر وأنفع طريقة ممكنة، وبعد ذلك نعمل على الإضاءة والتبليط والجفصين وغيرها من الأمور.

 

    ما الذي يميّز حبيب وهبه عن غيره من مهندسي الديكور؟    

بالدرجة الأولى سمعتي الطيبة في هذا المجال وثقة الزبائن بي. طبعاً إضافة إلى ذوقي الخاص الذي يصفه الكثيرون بالراقي، كما أنني لست لجوجاً في التعاطي مع الزبائن ولا أفرض عليهم وجهة نظري، بل أناقش وإياهم نظرتهم ورؤيتهم فأريحهم بطريقتي في التعاطي معهم.

 

بعيداً عن العمل أين     تجد راحتك؟

أرتاح في منزلي كثيراً. طبيعة عملي تفرض علي السفر، لكن أشعر بالراحة كثيراً عندما أسافر إلى ميلانو ولندن حتى ولو بهدف العمل. أستمع إلى فيروز كثيراً كما أسمع موسيقى الجاز، أمارس رياضة المشي إن سمح لي وقتي بذلك. وأحياناً خلال أوقات فراغي أقوم ببعض الأبحاث المتعلقة بعملي لأبقى دائماً بأجواء كل ما هو جديد، فيمكنك أن تجدني صباح كل يوم أحد في  الـ Virgin في قسم الكتب أبحث وأقراً.

 

متى تشعر بأنك مذنب وأنك قمت بأمر ما كان يجب أن تقوم به؟

(يضحك) عندما أفرط في تناول الطعام، وعندما أتذكر فترة المراهقة وأسلوب العيش الذي اتبعته حينها. وأعتقد أن كلمة جنون لا تفي تلك المرحلة حقها، لكنه من جهة أخرى أتذكرها وأبتسم لأنها كانت جميلة، خصوصاً أن مسؤوليات العمل اليوم وضغوطات الحياة ما عادت تسمح لي حتى بالخروج مع رفقة الأصدقاء في معظم الأحيان.

أعجبتك هذه المقابلة؟ للمزيد من المقابلات الشيقة والحصرية على بريدك اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية