على الرغم أنه كان شغوفاً بتصميم الإعلانات بعد تخرجه من هذا المجال، إلا أن والدته «سيسيليا تشانغز» هي من غيّرت نظرته وميوله، وجعلته يدير ويمتلك أوسع مجموعة مطاعم تقدم الأطباق الصينية الشعبية في كثير من دول العالم، بعد أن أسست هي مطعمين في منتصف الستينات والسبعينات في سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم، وهكذا بدأ ابنها يدير هو بنفسه أحد المطعم، وفي منتصف الثمانينات افتتح مطعمه الخاص به في لوس أنجلوس أيضاً، ليصبح بعدها صاحب أكبر مجموعة مطاعم صينية .. إنه «فيليب تشانغز» الذي كان معه هذا الحوار حول بداياته في هذا المجال وامتلاكه لهذه المجموعة العالمية من المطاعم:

أين ومتى تم تأسيس بي. أف تشانغز؟

في منتصف الثمانينيات كنت أملك مطعمين في لوس انجلوس تحت اسم المندرين ومانداريت. وتعود الفكرة إلى والدتي «سيسيليا تشانغز» التي أسّست مطعماً صينياً في منتصف الستينات  في سان فرانسيسكو يقدّم ابتكارات المطبخ الصيني للمرّة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية.  نشأت والدتي  في عائلة أرستقراطية في الصين واشتاقت للأطباق الصينية التي اعتادت عليها في بكين، لذلك قرّرَت أن تفتح مطعماً في «سان فرانسيسكو» يقدّم أطباقاً إقليمية  متنوّعة كانت تتذوّقها في بكين. وفي ذلك الوقت، كان كانتوناس المطعم الوحيد الموجود في الولايات المتحد، وبذلك غيّرت هذه النظرة، ونظراً للنجاح الذي حقّقه مطعم ماندرين الأول، افتتحت مطعماً ثانياً في بيفرلي هيلز في لوس انجلوس حيث كنت آنذاك أعيش وأعمل في تصميم الإعلانات عام 1975. وكنت قد قرّرت تعلّم مهنة تصميم الإعلانات بالمعهد الفني في لوس أنجلوس، وبعد تخرّجي بدأت العمل في هذا المجال من خلال شركة متخصّصة في تصميم الجاكيتات والرسومات المختلفة.

وفي ذلك الوقت، بدأت هذه الشركات تتحوّل في مجال عملها وتعتمد على مصادر خارجية للحصول على التصاميم، بينما كانت والدتي تريد الذهاب إلى الصين لزيارة عائلتها، فطلبت منّي مراقبة مطعم ماندرين في بيفرلي هيلز وسافرت لعدّة أشهر. ولأنّني مصمّم إعلانات عنيد، فقد قبلت طلبها على مضض، وكنت أفكّر دائماً بأني سأعود إلى تصميم الإعلانات قريباً جداً.

لكن ذلك استلزمني 20 عاماً! وخلال هذه السنوات افتتحت مطعمي الخاص في لوس أنجلوس تحت اسم مانداريت عام 1984. مانداريت كان مطعماً صينياً «فنيّاً» شعبياً، يقدّم الطعام الصيني الشعبي بحسب وصفات مستوحاة من زياراتي إلى تايوان، وكان معظم الأطباق صغيراً، وكنت أطلق عليها اسم المذاقات الصغيرة، بينما الإعلام يسميها (الأسلوب البلدي).

مطعم مانداريت جذب حشوداً كبيرة ومشاهير من هوليوود مثل بول فيلمينغ «بي. إف». ويعتبر بول مشهوراً أيضاً في مجال الطعام حيث افتتح مطعم الستيك الخاص به في بيفرلي هيلز وأصبح زبوناً دائماً لدى مطعمنا وانتقل بعد ذلك إلى سكوتسدايل في أريزونا لافتتاح فروع جديدة لمطعم الستيك الخاص به، وكان يحرص دائماً على زيارتنا عند قدومه إلى لوس أنجلوس. في عام 1992، طلب مني أن أساعده لافتتاح مطعم صيني في أريزونا نظراً لخبرتي في هذا المجال. وافتتحنا (بي إف تشانغز بيسترو) في يوليو 1993 في سكوتسدايل في أريزونا منذ عشرين عاماً!

حقّقت سلسلة مطاعمك في الكويت والإمارات العربية المتحدة نجاحاً غير مسبوق، ما هي توقعاتك بالنسبة لافتتاح فرع جديد في البحرين؟

 لقد أحب الناس حول العالم (بي إف تشانغز) ولا سيما في الشرق الأوسط حيث أقبل الجمهور بشكل كبير على مطعمنا، لذلك فإنّ قدومنا إلى البحرين يعتبر خطوة طبيعية في هذا السياق، ونأمل أن يستمتّع المجتمع المحلي في البحرين بأطباقنا وخدمتنا وأجوائنا.

 

كيف يمكن لك أن تتأكّد من أن الخدمة التي يقدّمها طاقم المطعم  تتلائم مع توقعات الزبائن؟

يخضع  أفراد طاقم المطبخ لدينا لتدريب مكثّف يستمر أشهراً «ويسافر بعضهم إلى الولايات المتحدة الأميركية» سعياً لضمان تجربة متكاملة وعالية الجودة لزبائننا بغض النظر عن موقع المطعم.

إنّ سر تميّز أطباقنا هو بساطتها، ونحن نحرص على تقديم أغلب أطباقنا بطريقة بسيطة للغاية دون اللجوء لاستخدام مكوّنات  غريبة. وتحضّر جميع الأطباق تحت الطلب لتقديمها طازجة ولذيذة.

 

أخبرنا عن تجربتك في تحضير الأطباق بنفسك في (بي إف تشانغز)؟

إنّ الطعام الذي يقدّمه (بي إف تشانغز) هو صيني أصيل، ولكنه يقدّم بطريقة حديثة وغير تقليدية. إنّ مصدر الوصفات التي نستخدمها يعود إلى عائلتي وزياراتي إلى الصين وشرق آسيا. أطباق القائمة مثل البيف المونغولي هي نسختي الحديثة المعدّلة للأطباق التقليدية في منطقة منغوليا في الصين.  إنّ الهدف من تذوّق أية وجبة لدى (بي إف تشانغز) هو الحفاظ على تناغم المذاق والإحساس واللّون والرائحة عبر توازن صيني لا مثيل له بين الطعم والشكل. الأطباق المفضّلة لدينا تتضمّن الأرز، النودلز، الحبوب، الكفتة. بينما تعتبر الخضراوات، واللحوم والدواجن أطباقاً آسيوية.

كما أن مطعم  (بي إف تشانغز) يعكس المطبخ الصيني المتطوّر الذي يمزج المطبخ الصيني الحديث مع لمسة من الابتكارات الآتية من جنوب شرق آسيا.  اليوم، أنا أقوم بدور مستشار المطبخ في الشركة لضمان الحفاظ على الجودة والتجربة الأصيلة من (بي إف تشانغز) التي لا يمكن للزبائن أن يحصلوا عليها في أي مكان آخر. كما أشرف على ابتكار أطباق جديدة وأتحمّل مسؤولية متابعة تصميم القائمة الحالية..

 

يشتهر مطعمك بطبق ديناميت الروبيان.. أخبرنا أكثر عن الأطباق الأخرى التي ابتكرتها بنفسك؟

يقدّم (بي إف تشانغز) طعاماً صينياً من مختلف المناطق في الصين وجنوب شرق آسيا مع لمسة من الحداثة في بعض الأحيان، ومع التركيز على كل التفاصيل في إعداد الأطباق. نحن نحضّر أطباقنا بالووك التقليدي «القدر الكبير للطهي» ومعظم ابتكاراتنا مقطّعة بواسطة السواطير الصينية التقليدية.  نحن نهيّىء أطباقنا كل يوم لضمان جودتها ونستخدم أفضل المكوّنات المتوفّرة للحفاظ على أعلى معايير الجودة التي جعلتنا أحد أفضل المطاعم التي يفضّلها الناس منذ انطلاقتنا.

ونطهو الطعام بأقل قدر ممكن من الزيوت والنشاء ونحرص على عدم تغميس جميع أطباقنا بالصلصة الصينية البنيّة التقليدية كالتي تجدها في كل المطاعم الصينية، لذلك فإنّ أغلب أطباقنا تعتبر بسيطة وطازجة ومحضّرة تحت الطلب لجودة أفضل. وبالنسبة لطبق ديناميت الروبيان، فهو بلا شك أحد الأطباق المفضّلة لدى جمهورنا في الشرق الأوسط. أطباقنا المتميّزة الأخرى هي، راب الخس بدجاج تشانغز، روبيان أورانج بيل، البيف المونغولي، تشانغز الدجاج الحار، نودلز دان دان وروبيان سيشوان والاسكالوب.
 

ما هو مصدر الإلهام في تصميم المطعم الداخلي؟

يتميّز تصميم المطعم بألوانه الغنية والخشبية والحجرية، ما يمنح الزائرين شعوراً بالدفء والهدوء. هذه الألوان الدافئة تمتزج بتصاميم معدنية  قديمة لتضفي على المطعم مزيداً من الأناقة والتميّز. لكنّ الأهم في المطعم هو التماثيل الصينية القديمة ومحاربي التاراكوتا الذين  يجذبون الانتباه وتمكن مشاهدتهم من طاولات الزبائن. إنّ هدفنا هو تقديم أجواء مريحة وحديثة تتلاءم مع خدمتنا المتميّزة، وبالطبع مع طعامنا اللّذيذ.

 

يمتلك (بي إف تشانغز) حالياً أكثر من 200 فرعاً في الولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى 40 فرعاُ حول العالم، ما هي الخطط المستقبلية للشركة حالياً؟

لدينا حالياً 240 فرعاً حول العالم، ونحن نتوسّع بشكل سريع نحو الأسواق العالمية. إنّ نجاح علامتنا التجارية في الأسواق العالمية يعني وجودنا في كل من كندا، المكسيك، التشيلي، البورتيريكو، الأرجنتين، كولومبيا، تركيا، لبنان، الكويت، دبي، البحرين، الأردن والفلبين. وبالنسبة لقائمة أطباقنا، فسنستمر في تقديم نكهات جديدة ومكوّنات أفضل تحاكي آخر ابتكارات الطعام وأجود النكهات.

 

تمّ تصنيف (بي إف تشانغز) على أنه (المطعم  الصيني الأكثر شعبية  في الولايات المتحدة الأمريكية) بحسب إحصائية زاغات لعام 2011، وأفضل مطعم في دبي بواسطة مجلة (أهلاً)، وتم اختياره «كأفضل مطعم صيني» بواسطة (بي بي سي فود دبي)، برأيك ما هو السبب وراء هذا النجاح؟

وصفة النجاح الذي نتمتّع به هي المحافظة على تقديم الأفضل. أنا أعتقد أنه من الأهمية بمكان بالنسبة للزبائن أن يعلموا أنهم سيحصلون على طعام جيّد وخدمة رائعة وأجواء فريدة  في كل مرّة يزورون فيها مطعمنا، ما يجعل من (بي إف تشانغز) تجربة فريدة لا تتكرّر.

 

 كيف تقيّم نجاحكم في البحرين حتى الآن؟

زبائننا في البحرين أقبلوا على (بي إف تشانغز) وجعلوا منه خيارهم الأول إنطلاقاً من تقديرهم لوصفاتنا العالية الجودة. نحن ممتنّون لهم للنجاح الذي نحقّقه ونتطلّع إلى المزيد من النجاحات في السنوات المقبلة وخدمة زبائننا في الشرق الأوسط.

‎روبيرتو كفالي يكشف سر إبداعاته في مقابلة حصرية مع ليالينا

‎هل أعجبتك هذه المقابلة؟ لكي تصلك آخر المقابلات على بريدك الإلكتروني اشتركي في نشرة ليالينا الإلكترونية.