روبيرتو كافالي اسم غني عن التعريف تمكّن من تحقيق شهرة منقطعة النظير في عالم الموضة والجمال بفضل تصاميم استثنائية تعكس الرقي والأناقة ومستوحاة من الطبيعة ومن سحر فلورانس المدينة الإيطالية الرائعة. ولأنه يؤمن أن الضيافة هي امتداد طبيعي لاسمه التجاري العريق وسّع كافالي دائرة نشاطاته لتشمل مجال الضيافة من خلال مطاعم حملت اسمه الى أكثر من دولة في العالم، مطاعم فريدة تعكس إبداعاته المختلفة أراد المصمِّم من خلالها أن يختبر زبائنه التمتع بأفخر وأجود أنواع المأكولات الإيطالية التي لم تغب عنها لمسته الشخصية الساحرة. روبيرتو كافالي الذي يعبّر دوماً عن عشقه لبيروت وللشعب اللبناني أحب التعبير عن امتنانه للبنانيين من خلال افتتاح "كافالي كافيه" في وسط بيروت حيث تلتقي عراقة الماضي بأصالة الحاضر وحيث يمكنك أن تلمس نظرة كافالي الخاصة بالموضة ضمن مفهوم أراده المصمم أن يحمل في طياته فلسفة خاصة. زيارته الأخيرة والخاطفة الى لبنان حملت معها معنى خاصاً وكان لـ "ليالينا" حصة الأسد في محاورة صاحب الإبداعات المختلفة ضمن لقاء حصري أحب روبيرتو كافالي أن يهديه الى عشاقه والى قراء المجلة.
• كيف تصف زيارتك الأخيرة الى بيروت وما هو الأثر الذي تركته لديك؟
الأثر الذي تركته كان أكثر من رائع... الناس، الضجيج، الأضواء والجوّ العام الذي تقدّمه مدينة بيروت كان مدهشاً ومثيراً كالعادة. بيروت فعلاً من أفضل المدن التي أزورها والتي أمضي فيها أفضل الأوقات. ولا شك أنني سأقصدها من جديد حين تسنح لي الفرصة وفي أقرب وقت ممكن !
• الهدف من الزيارة كان للإشراف شخصياً على مقهى ومطعم " كافالي كافيه" في بيروت. أخبرنا عن انطباعاتك الشخصية ؟
بكل بساطة شعرت بالدهشة والذهول ! خصوصاً أن المقهى يعكس تماماً شخصيتي، سحري الخاص وإحساسي الداخلي. لا شك أن "كافالي كافيه" هو موقع ممتاز لكل اللبنانيين الرائعين، وأنا على ثقة تامة أنهم سيشكلون أفضل زبائني !
• بالمناسبة لماذا وقع اختيارك على العاصمة بيروت لافتتاح مقهاك الخاص. هل يعود السبب الى العلاقة المميَّزة التي تجمعك بالشعب اللبناني أم مجرد هدف تجاري بحت؟
لطالما أحببت لبنان وخصوصاً مدينة بيروت، حيث تمّ افتتاح بوتيك "روبيرتو كافالي" منذ بضع سنوات... أعشق الشعب اللبناني، ويلفتني كثيراً ستايل اللبنانيين الخاص، فضلاً عن اهتمامهم وشغفهم الكبيرَين بتصاميمي... لذا أحببت أن أعبّر عن تقديري وامتناني لهم من خلال افتتاح "كافالي كافيه" في بيروت.
• كيف تحدّد المفهوم الخاص لـ "كافالي كافيه"؟
تعود جذور "كافالي كافيه" الى المقهى التاريخي والعريق " Cavalli CaffèGiacosa" الذي أنشئ عام 1815 في مدينة "فيا تورنابيوني" في فلورانس، مقهى يتميّز بطرازه القديم وكان يشكل ملتقى الفلورانسيين النبلاء والأرستقراطيين. أحببت أن يختبر زبائني فرح التمتّع بأفخر وأجود المأكولات وإمضاء أوقات ممتعة مع الأصدقاء، ارتشاف القهوة الإيطالية اللذيذة... باختصار، كل هذه الأمور تختصر فلسفة "كافالي كافيه" !
• الى أي حدّ "كافالي كافيه" يعكس برقيه شخصيتك الفريدة وخبرتك الطويلة في الموضة؟
رغبتي الأساسية كانت في تسخير شغفي العميق تجاه الجمال ومختلف الأحاسيس في مشروع خاص بالضيافة... أنا على ثقة بل أؤمن أن "كافالي كافيه- بيروت" سيصبح وبسرعة من أفضل الأمكنة التي يلتقي فيها الناس.
• اذاً بعد خبرة طويلة في مجال الموضة ما الذي جذبك الى عالم الضيافة؟
أؤمن أن الضيافة هي امتداد طبيعي لاسمي التجاري. أردت وبعد سنوات عدة من خبرتي في مجال الموضة، أن يكون اسمي مرتبطاً بكل ما له علاقة بنظام حياتنا، وهو من الأمور المهمة والرئيسية التي أخذتها على عاتقي... ماذا تأكل، أين تتناول طعام العشاء وأين تحب أن تمضي أوقاتاً ممتعة، هي أمور أساسية تعبّر عن نمط حياتك اليومي. وفي حالتي هو نظام حياة مرتبط بالتألق والأناقة والأحاسيس، يمكن للمرء أن يلمسها ويشعر بها من خلال أطباق فاخرة، مشروبات استثنائية، وجوّ لطيف. كل هذه الأمور وغيرها يقدّمها مكان رائع ألا وهو "كافالي كافيه".
• غالباً ما نلمس في تصاميمك نقشة " النمر الأرقط" التي لم تغب أيضاً عن الديكور الذي يطغى على "كافالي كافيه". هل ترى في اختيارك لهذه النقشة موضة كلاسيكية خالدة؟!
النقوش الحيوانية حين تمتزج مع الأناقة والرقي، تكمّل فعلاً إطلالة المرأة وتجعلها شخصاً لا يقاوَم وتساعدها على إبراز جمالها وإحساسها الداخلي... وإبراز " الهرّة المخبأة داخل كل امرأة "! "لطالما قلت إن الله هو أفضل مصمِّم في الكون وأنا ببساطة أستوحي من تصاميمه"... لا شك أن كل تصميم يحمل نقوشاً حيوانية هو لكل امرأة تريد أن تشعر بالثقة بالنفس ولصاحبة الإحساس المرهف، وهي نقوش خالدة لا تبطل موضتها.
• حدّثنا عن المأكولات التي يقدمها كافالي كافيه وأين يكمن الجانب المميَّز منها؟
يكمن طبعاً في نوعية المكوّنات التي تتألف منها الأطباق، والوصفات التي ابتُكرت بعناية فائقة لتتناسب مع مفهوم كافالي كافيه في بيروت... كافالي كافيه يمثل باختصار المطبخ الراقي الذي يمكنك من خلاله تذوّق أفضل المأكولات، وذلك في أروع مكان يمكن أن تزوره وتتناول العشاء فيه ... ولا أعتقد أنه يوجد أفضل من ذلك!
• تضم لائحة الطعام مجموعة منوّعة من الأطباق الإيطالية الشهيّة. ماذا تخبرنا عن الأطباق التي يقدّمها كافالي كافيه لعشاق المأكولات الإيطالية؟
لائحة الطعام هي طبعاً لعشاق المأكولات الإيطالية. تبدأ بالوجبة الأولى الرئيسية وتمرّ بالوجبة الثانية الإستثنائية وتنتهي بطبق الحلوى الشهي... حاولت قدر الإمكان تصوّر أفضل الاختيارات الممكنة وإحضارها الى كافالي كافيه، وبالتالي إتاحة الفرصة لزبائني بتذوّق أشهى الوصفات الإيطالية.
• هل من السهل أن نلمس لمستك السحرية في الأطباق التي يقدّمها كافالي كافيه خصوصاً أن تصاميم " روبرتو كافالي" يمكن أن يميّزها المرء عن بعد ميل؟!
بالتأكيد، وأعتقد أن هذا الأمر هو أحد الأسباب التي جعلت الأطباق التي نقدّمها فريدة واستثنائية !
• ما الذي يميّز نبيذ كافالي وما هو الجانب الأكثر خصوصية حوله؟
نبيذي الخاص يتم تصنيعه في " Tenutadegli Dei estate" الواقعة في بانزانو في شيانتي، وهي قطعة أرض اشتريتها منذ ثلاثين عاماً بهدف الهروب من الضغوطات والتحديات التي نواجهها في حياتنا اليومية. في البدء كان مجرد هروب، ثم قرر ابني "توماسو" تحويل بيتنا الريفي الى مشروع مثمر سخّرناه بداية لتربية خيول السباق، وفي عام 2000 أضفنا اليه صناعة النبيذ.
القيام بأشياء مختلفة وفي الوقت نفسه هو أمر موجود في "أجنة العائلة الوراثية"، وهو أحد العوامل التي حضّتنا على اتخاذ قرار مهم في حياتنا: ألا نسعى الى إنتاج نبيذ Chiante Classico أو نلجأ الى زرع عنب الـ Sangiovese. اتخذنا قراراً مماثلاً يشير من جهة الى احترامنا لمنتجي نبيذ Chiante Classico وهم كثر، خصوصاً أنهم أعطوا للنبيذ معنى رائعاً. أما من جهة ثانية، فأعترف أننا اردنا أن ينطبق على كرومنا الصفة العالمية ونقدّم للذوّاقة هبة استثنائية عبارة عن مزيج من العطور، العبير، والنكهات الفريدة بكل ما للكلمة من معنى. لا علاقة للموضة بكل هذا، ولا بالـ "الستايل العالمي"، إنما سعينا الى جعل نبيذنا يتسم بشخصية فريدة !
• يشكل النبيذ اللبناني واحداً من أجود أنواع النبيذ في العالم. هل لديك نية في تأسيس علامتك التجارية الخاصة بالنبيذ في لبنان؟
لست واثقاً من هذا الأمر في الوقت الحالي... أحب فعلاً لبنان، إنما أعتقد أنه يجب علينا الانتظار وسنرى الى أين ستؤول إليه الأمور !
• لا بدّ أنك من عشاق الشوكولا لتبتكر مزيجاً جريئاً ولذيذاً من الشوكالاتة.
بالفعل، فأنا أعشق الشوكولاتة! إذ أشعر بمتعة كبيرة حين أضفي عليها الطابع الذي يميّزني ألا وهو النقوش الحيوانية.
• ما الذي يعجبك في ابتكار الشوكولا الخاص بك؟
القدرة على إعادة خلق نقوشاتي الخاصة وإضافتها الى الشوكولاتة... والنتيجة ستكون شهية بكل بساطة. باختصار، هي الهدية المناسبة لمختلف المناسبات.
• الى أي حدّ لعبت نظرتك الخاصة للموضة دوراً أساسياً في كل ما له علاقة بـ كافالي كافيه؟
لا شك أن نظرتي تجاه الموضة لعبت دوراً واضحاً في كل جانب من كافالي كافيه، من المفهوم الذي يحمله، الى كل قطعة أثاث موجودة فيه، الى الديكور، وصولاً الى كافة الأطباق والمشروبات.
• هل تعتقد أنّ كونك مصمماً اكتسب شهرة عالمية وثقة الناس كان له تأثير مباشر على نجاح كافالي كافيه؟
ربما كان له هذا التأثير، ولكن بغض النظر عن ذلك أؤمن أن كافالي كافيه هو ناجح لأنه مذهل والنوعية التي يقدّمها ممتازة من دون أدنى شك !
• لننتقل الى الموضة... كيف تصف المرأة اللبنانية وما هو رأيك بأسلوبها الخاص في الموضة؟
المرأة اللبنانية هي امرأة أنيقة بالدرجة الأولى وتتسم بالفضيلة والرقي... وهي من أكثر النساء جاذبية في العالم. تعشق الألوان والنقوش، وهي باختصار الشخص المناسب لإبراز ستايلي الخاص!
• تصاميمك المميَّزة والاستثنائية لفتت العديد من نجمات العالم. أخبرنا عن هذا الجانب من نمط حياتك وما هو الأثر الذي تتركه تصاميمك على المشاهير؟
أحب أن أصمم لكل النساء... وبالتأكيد صديقاتي النجمات هنّ جزء من هؤلاء النساء. أعشق رؤيتهن يترجمن تصاميمي من خلال شخصيتهن وصفاتهن التي تختلف بين الواحدة والأخرى. أشعر بفخر كبير حين ألمس رؤيتي للموضة وابتكاراتي الخاصة "تعود الى الحياة بواسطة كل واحدة منهن".
• أخبرنا عن بعض مصادر الوحي الذي ساعدتك على ابتكار مجموعتك الأخيرة؟
هي قطعاً الفن الفلورانسي الذي أستوحي منه معظم تصاميمي. هي مجموعة سخيّة مصقولة بطاقة قوية من الإغراء، وقد صُمِّمت انطلاقاً من حب الفن والمهنة. مجموعة استثنائية تمزج بين الإيحاءات الخلاقة الى الذكريات المشهدية، وتكشف النقاب عن انعكاس واضح لتاريخي المهني وميولي الخاصة. حبي للأقمشة والمنسوجات هو شعور يسري في دمي وقد ولد معي، وابتكاراتي الأخيرة ما هي إلا عودة الى المعايير الأصلية والى الفن اليدوي الأصيل: النسيج، التصاميم، الألوان والزينة المصنوعة يدوياً، كلها أمور نُفذت بالطريقة التقليدية على غرار الطريقة التي كانت تتبع في ورش العمل خلال عصر النهضة.
• أدخلت الى بيروت عالماً من الرقي والرفاهية من خلال الموضة وصولاً الى كافالي كافيه، كيف تصف مساهمتك في المجالين أي الضيافة والموضة؟
أنا فخور ومتحمّس جداً لإحضار خبرتي في الموضة والضيافة الى بيروت... أنا على ثقة أن النجاح الكبير سيكون سيد الموقف، الأمر الذي يشعرني بفخر كبير !
• اسم كافالي يجسّد البريق والرقي، من هي امرأة كافالي بالنسبة لروبيرتو كافالي؟
تصاميمي ليست موجهة الى امرأة محدَّدة... أنا أعشق النساء بشكل عام ومعجب بشخصية كل امرأة ترتدي من تصاميمي... معجب بقدرتهن على الإغراء وبسحرهن الفطري، الأمر الذي يجعلهن مصدراً أساسياً للوحي والتأمل.
• أخيراً ما هي النصيحة التي تسديها للمصمم الناشئ؟
لا تقلّد غيرك، ودوماً كن ذاتك وابتكر انطلاقاً من أسلوبك الخاص والفريد... والأهم ألا تقفد الأمل ولا تستسلم ! !
تابع أيضاً:
روبيرتو كفالي: المرأة العربية متميزة بقوة شخصيتها
عشاء على شرف روبيرتو كفالي في Cavalli Club
هل أعجبتك هذه المقابلة؟ لكي تصلك آخر المقابلات ومجموعات الأزياء من أشهر المصممين العالمين على بريدك الإلكتروني اشتركي في نشرة ليالينا الإلكترونية.