بدأ والتر باركس ولوري ماكدونالد العمل معاً في مجال إنتاج الأفلام منذ عام 1997، ونجاحهما في العمل قادهما إلى الزواج والعيش معاً لينتجا الأفلام ذاتها منذ 12 عاماً حتى الآن، ومن أهم إنتاجاتهما أفلام Gladiator وMen in Black وCatch Me if you Can وThe Terminal وTwister وDeep Impact وThe Mask of Zorro والعديد من الأفلام الأخرى.

كان لنا لقاء حصري مع المنتج والتر باركس خلال فعاليات الدورة السادسة لمهرجان أبوظبي السينمائي مشاركاً بفيلم Flight، ودار بيننا الحوار التالي:

منذ عام 2002 بدأتما أنت وزوجتك لوري بإنتاج الأفلام نفسها، هل تتفقان دائماً على اختيار نفس الأفلام؟
لقد بدأت أنا ولوري بمجال إنتاج الأفلام قبل زواجنا، فأول فيلم أنتجناه معاً كان Men in Black عام 1997، في عام 2002 بدأنا بإنتاج الأفلام لشركة DreamWorks، وبهذا نكون قد عملنا معاً  حوالي 15 عاماً، وأنا في الفترة الأولى اكتشفت أنني ولوري نتشارك الأفكار نفسها ومتفقان تماماً، وأعتقد أن هذا سبب زواجنا السعيد الذي قادنا إلى العمل الناجح، ولن أقول أن نسبة النجاح 100%، فنحن دائماً ينضم إلينا شركاء وكثيراً ما نتنافس.

كيف خططتما لإنتاج فيلم Flight؟
هناك الكثير ليخطط له، فبالنسبة لنا تبدأ الخطة دائماً بالنص، هنالك مقولة مشهورة من فيلم Field of Dreams لـكيفين كوستنر تقول: "إن بنيتها ستكتمل"، وهذا تماماً ما أشعر به عندما يتعلق الموضوع بالنص، فإن بنيت القصة الصحيحة ستكون العناصر ضرورية لتجعله فيلماً جيداً. ففيلم Flight أخذ وقتاً طويلاً ليتم إنتاجه، إذ بدأنا العمل منذ عام 2005، عندما قرأنا أول 40 صفحة من نص جون جاتينز الذي لم ينتهي بعد، لم يكن سوى حادث تحطم الطائرة، كان عظيماً، وحالما انتهينا من قراءته علمنا أنه سيكون فيلماً رائعاً، فكرة البطل الذي كان يخفي خطيئته الشخصية. أخذت هذه القصة ثلاثة أعوام من العمل وثلاثة أعوام لإيجاد العناصر التي تسمح للفيلم أن يتحقق إنتاجه، فلن أقول أننا كنا نخطط لإنتاج Flight في ذلك الوقت، بل كنا نتمنى أن ننتجه، أحاول جمع كل ما احتاجه لإنجاح العمل، ولم نبدأ العمل حقاً حتى سمعنا موافقة دانزيل واشنطون بالانضمام إليه.

هل واجهتم أي صعوبات أثناء عملكم في Flight؟
نعم، كان هناك صعوبة رئيسية، فمن الوقت الذي بدأنا فيه إلى وقت إنتاجه تغيرت طريقة العمل في هوليوود، في السنوات السبعة الأخيرة سيطرت على هوليوود الأفلام ذات الميزانيات الضخمة مثل The Avengers وSpiderman وBatman وفيلمنا Men in Black، وكل استوديو أصبح يعتمد على واحد من هذه الأفلام ذات الإنتاج الضخم والمؤثرات الخاصة لتنقذهم من خسارات الأفلام الأخرى، وهذا ما كوّن صعوبة في إنتاج الأفلام الدرامية، ومع فيلم كـFlight تجد صعوبة، لأنه لا يوجد خطة عمل واضحة لصناعة فيلم كهذا، خطط العمل تركز على الأفلام الأخرى، أي كالتخطيط لصناعة جزء آخر من فيلم Spiderman في العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة. فهنا مع Flight نجحنا في جمع عناصر مهمة وممثل موهوب ومخرج ناجح...

هل ندمت على أي فيلم أنتجته؟
أنا سعيد لأقول لا، إنه سؤال جيد، ولكن لا أستطيع أن أنظر نظرة ندم لأي منها رغم أن بعضها لم تحقق النجاح الذي أردته، ولكن هنالك شيء يتعلق بكل فيلم شاركت فيه، ويجعلني أقول: "كان لابد من هذه التجربة"، إذ تبدأ بعلاقة عمل بين كاتب ومخرج وتنتهي بفيلم عظيم، فمن الممكن أن لا تحقق هذه الأفلام النجاح المتوقع في شباك التذاكر، ولكن الجميع أحبها واستمتع بمشاهدتها.

هل تزور مواقع التصوير عند إنتاج الأفلام؟
ليس دائماً، يعتمد ذلك على الفيلم وبالتالي على المخرج إن كان قادراً على تحمّل المسؤولية، فعندما أنتجنا فيلم الجريمة الغنائي سويني تود كان تيم بورتون فناناً بكل معنى الكلمة، عندما أنهينا النص وأعطيناه لـتيم أصبح الفيلم ملكاً له، لم نشعر بالقلق أبداً، والشعور ذاته مع المخرج روبرت زيميكس، ولكن هذا يختلف مع المخرجين الأصغر سناً، فقد يتطلب الأمر التواجد بشكل يومي في موقع التصوير. وفيلم ضخم كـGladiator تطلب مني التواجد بشكل شبه دائم في الموقع، وهذا ليس لأن ريدلي سكوت بحاجتي، بل لأن صعوبة هذا العمل يتطلب جميع العاملين أن يكونوا موجودين، فأنا أنظر إلى المنتج من هذا المنظار: أتدري حينما يكون المنتج قائد فريق سباق ومسؤولية هذا الفريق تقع جميعها على عاتقه؟ هكذا الأمر بالنسبة لهذا المنتج الذي يمسك بزمام الأمور ويتولاها منذ البداية خاصةً وهو ذاك الشخص الذي يبتكر الفكرة ويؤلف النص ويبحث عن كاتب يصوغ هذه الفكرة وثم يتعامل مع هذا الكاتب الذي بدوره يتحمل هذه المسؤولية ويصيغ الفكرة التي أعطاها إياه المنتج على طريقته الخاصة. بعد ذلك، يجتمع الإثنان سوياً لمراجعة وتصحيح وقراءة النص عدة مرات قبل إعتماده. وهنا يأتي مرة أخرى دور المنتج في البحث عن مخرج يحوّل هذا النص إلى فيلم، بالإضافة إلى البحث عن ممثلين ومموّل.
بعد الانتهاء من هذه الأولويات، تقع الآن المسؤولية على عاتق المخرج الذي يبذل جهده في إخراج الفيلم على أكمل وجه. فأفضل شيء على الإطلاق خلال تصوير المشاهد هو ترك مسافة بيني وبين لوري. فبينما يكون جميع الممثلين منهمكين بإنجاز أعمالهم اليومية الصعبة، يوجد هناك شخص يذكرهم بين الحين والآخر عن موضوع الفيلم الرئيسي ودورهم فيه والهدف من ورائه. فهذا أفضل جزء أقوم به في عملي.

إلى أين وصلتم في إنتاج مسلسل Crossbones؟
لقد وصلنا إلى نقطة التنفيذ بشكل جيد حسب الخطة، وكنت أتمنى لو حصل بيننا هذا اللقاء بعد أسبوع لأننا في نقاش مع ممثل مميز لا أستطيع ذكر اسمه الآن، وأصبحنا قريبين جداً لإنتاجه، سيكون تقريباً في منتصف شهر مايو المقبل، ونعمل فيه مع الكاتب المذهل نيل كروس الذي ألّف مسلسل Luther لقناة BBC. سيكون المسلسل مميز، وتعود أحداثه إلى عام 1700 وتدور حول القراصنة، وبيئته قريبة من بيئة مسلسل Game of Thrones.

ماذا عن الجزء الرابع لفيلم Men in Black؟
أصبحنا قريبين من تسمية الكاتب، وسيكون الفيلم موجهاً للجيل الجديد، في البداية لم نرد أن ننتج جزءاً ثالثاً، ولكن عندما عُرضت علينا فكرة العلاقة القديمة بين شخصية K التي يلعبها ويل سميث  وJ التي يلعبها تومي لي جونز وضعنا الجزئين الثالث والرابع في الخطة. أنا ولوري نعشق عالم Men in Black لأنه السبب في لقائنا.