جميل أن يحتفي مصمم الأزياء بهويته وثقافته لتشكل مصدر إلهام فيما يقدمه من تصاميم تزين عروض الأزياء وأسابيع الموضة العالمية. وهذا ما حاولت أن تجسده مصممة الأزياء الأمريكية توري بيرتش "Tory Burch" في مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2013، والتي استعرضتها مؤخراً في أسبوع نيويورك للموضة، حيث تمازجت ألوان الربيع الزاهية والأقمشة الصيفية الرقيقة مع كلاسيكية الزي التقليدي لتخرج المجموعة أنيقة وبسيطة ومريحة وسهلة الارتداء وهو الطابع العام والمميز في تصاميمها للملابس الجاهزة والاكسسوارات. فبعد مرور سنوات قليلة على إطلاق توري بيرتش لعلامتها التجارية في عام 2004، استطاعت أن تحصد النجاح وتصنف ضمن أفضل مصممي الأزياء في العالم.
ليالينا التقت توري بيرتش أثناء مشاركتها في فعاليات أسبوع نيويورك للموضة، وأجرت معها الحوار التالي:
هل تحرصين عادة على المشاركة في أسبوع نيويورك للموضة؟
بالطبع، لأن أسبوع الموضة في نيويورك له نكهة خاصة ومميزة عن غيره من أسابيع الموضة أو عروض الأزياء على اختلافها، ويشكل فرصة رائعة لتجمع عدد كبير من مصممي الأزياء من مختلف أنحاء العالم وتبادل الأفكار والخبرات المتنوعة. والإلتقاء بالأصدقاء والتفاعل مع الصحفيين والجمهور من محبي ومتتبعي خطوط الموضة العالمية، ومن الممتع أن نحظى باستحسانهم وتشجيعهم خاصة بعد عام من بذل الجهد والوقت مع فريق عمل علامة توري بيرتش للخروج بمجموعة جديدة والمشاركة بها ضمن فعاليات أسبوع الموضة.
ما مصدر إلهامك في عرض أزياء مجموعتك الجديدة لربيع وصيف 2013؟
استلهمت من موسم الحصاد عدة تصميمات برسومات سنابل القمح، ويبدو ذلك جلياً عبر تسريحات شعر العارضات التي كانت معظمها مجدلة عشوائياً لتشبه السنابل المتشابكة، أما المكياج فكان خفيفاً جداً إلى حد الشحوب. اتسمت الأزياء بالكلاسيكية القريبة إلى اللباس الأمريكي التقليدي وتأثير ثقافة الهنود الحمر. وزُينت باكسسوارات ذات هويّات منوّعة وكأنها استحضرت من بلاد متفرقة عن طريق رحالة ذي نظرة ثاقبة وشغف بالقطع التزيينية. حاولت الحفاظ على الطابع العام لأزياء توري بيرتش الأمريكية وفي الوقت نفسه أن تحمل الصفة العالمية والانفتاح على مختلف الثقافات.
ما أبرز الملامح المميزة في مجموعتك الجديدة؟
اتسمت الأزياء بألوانها المتنوعة المبهجة التي تناسب فصل الربيع والصيف والتصميمات الصيفية الخفيفة من القمصان قصيرة الأكمام والتنانير والسراويل القصيرة والفساتين مكشوفة الكتفين أو الفضفاضة من الأسفل، إلى جانب التطريز الخفيف والذي يضفي مظهراً من الأناقة على الملابس النهارية أو الكاجوال. كما لجأت في بعض القطع إلى قماش صبغته يدوياً سيدات حرفيات من أفريقيا وهو جزء من الأعمال التي تقوم عليها مؤسستي الخيرية بهدف دعم المرأة في مختلف المجالات العملية وتعليم الفتيات. بالإضافة إلى القطع البيضاء والذي طبع على جزء منها الأزهار التي أوحت بإطلالة نيويوركية ديناميكية. أما الاكسسوارات فجاءت كبيرة وبالأخص القلادات المصنوعة من المواد الملونة السميكة والجلد والسلاسل المعدنية.
كيف تصفين العلامة التجارية العالمية لـ " Tory Burch" لمن لم يتعرف عليها بعد في منطقة الشرق الأوسط؟
بسيطة ومريحة وسهلة الارتداء، رقيقة وكلاسيكية مفعمة بالألوان المفرحة وحس الموضة، مثالية للمرأة العملية التي تسابق الزمن وللفتاة التي تجمع بين حب الأناقة وحس الأنوثة العالي. وتعطي للمرأة فرصة ليكون لها أسلوب خاص بها ونظرة عميقة لما يلائمها فتبقى معلقة بصفة مستمرة بأزياء توري بيرتش ولفترة طويلة.
ما الأمور التي تراعينها مع بداية تصميمك لأي مجموعة جديدة؟
أن تكون منوّعة تلائم مختلف الأعمار ولجميع الأجيال، وبات هذا الأمر واضحاً وجلياً في تصاميمي تبعاً لتنوع فريق العمل والقائمين على تصاميم توري بيرتش من حيث الأعمار والثقافات والخبرة، وأحاول أن تتوافق تصاميمي مع متطلبات السوق والقطع الأكثر مبيعاً والتي لاقت رواجاً كبيراً لدى الزبائن.
كيف تفسرين حصولك على جوائز عديدة في مجال تصميمك للاكسسورات مقارنة بالملابس الجاهزة؟
تصميم الاكسسوارات والحقائب والأحذية له حيز كبير جداً ومهم في تصاميمي، وكيف نلائمها مع الملابس لنحصل على طلة مثالية ومتكاملة، وقد يعود السبب إلى أن الاكسسوارات يمكن اقتناؤها وشراؤها بأسعار مناسبة للجميع في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة، وتجديد المظهر دون الحاجة لشراء ملابس جديدة، فيكون الإقبال عليها كبيراً مما ساهم في حصولي على التقدير والجوائز كأفضل مصممة اكسسوارات.
هل لديك النية للتوسع في منطقة الشرق الأوسط والتوجه في تصاميمك لملابس الرجال والأطفال؟
بدأنا في افتتاح بوتيكات جديدة في الإمارات والبحرين وبيروت والكويت كخطوة أولية للإنتشار والتوسع في منطقة الشرق الأوسط. وفيما يخص التصميم للرجل هي خطة مستقبلية لابد منها مؤجلة حالياً لأن لدينا الكثير من الأعمال والمشاريع الجديدة التي تتطلب منا بذل جهد مضاعف لإنجازها، والإقدام على مرحلة جديدة من العمل يحتاج إلى دراسة وتخطيط وحذر في اتخاذ القرارات، بعكس التصميم للأطفال هي تجربة خضناها ولم نكررها، لأن هذه النوعية من الاستثمارات تتطلب مصانعاً ومعدات مختلفة وليس لدينا القدرة على التركيز في هذا العمل في الوقت الراهن.
ماذا عن العطور وأدوات التجميل هل تعتزمين إطلاق منتجات تحمل توقيعك؟
بدأنا بالفعل التعاون مع شركة إستي لودر لانتقاء العطر المناسب لعلامة توري بيرتش، ونحن في حيرة من أمرنا للاختيار بين عطرين أحدهما برائحة الزهور والآخر برائحة الحمضيات والبرتقال، وسيخضع اتخاذ القرار للبحث والدراسة تبعاً لمتطلبات السوق. كما سيتبع هذه الخطوة إطلاق مجموعة تلائم العطر من مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة.
بدأت عملك في مجال تصميم الأزياء وأنت أم لثلاثة أطفال كيف استطعت التوفيق بين حياتك الشخصية والعملية؟
هو تحدي يواجه كل امرأة عاملة، أذكر أنني توقفت عن العمل تماماً ولفترة زمنية ليست بقصيرة عندما أنجبت طفلي الثالث. وهذا الأمر يتطلب من المرأة العاملة تنظيم وقتها وتحديد أولوياتها، أولادها أولاً ثم عملها، ستواجه في بادئ الأمر صعوبة بالغة في الموازنة بين حياتها العائلية والعملية ولكنها مع مرور الوقت ستنجح في ذلك.
من ينافس توري بيرتش ومن المصمم الذي تعجبك أزياؤه؟
بالنسبة للمنافسة هو سؤال محير لأننا نصمم لمختلف الفئات العمرية، ولدينا خط خاص ومميز بالإكسسوارات والحقائب والأحذية والملابس الجاهزة، قد يكون المنافسون هم الذين اتخذوا نفس خطة العمل وأسلوبنا في طرح تصاميم توري بيرتش وبنفس الأسعار، مثل "ماركس جاكوبس" وغيرهم. أما ما يعجبني من المصممين فهم كثر مثل "سلين برادا".
أزياؤك حظيت باستحسان عدد كبير من الفنانات والمشاهير فهل من شخصية معينة ترغبين في انتقائها شيئاً من تصاميمك؟ وما النصيحة التي توجهينها للمرأة لتكون أنيقة وعلى الموضة؟
الممثلة الرائعة والجميلة "كيت بلانشت". ونصيحتي للمرأة هي أن ترتدي ما يشعرها بالأمان والراحة ويعكس شخصيتها، وما يلائمها من حيث لون البشرة وشكل الجسم، وليس بالضرورة أن تتبع كل ما تعرضه دور الأزياء العالمية. وأن يكون لديها أسلوبها الخاص والمميز دون تكلف ومبالغة، ولا تخاف من تكرار نفس النمط في انتقائها لأزيائها إذا كانت ناجحة وموفقة فيها.