تنطلق في الثاني من الشهر القادم الدورة الـ13 من مهرجان بيروت الدولي للسينما، كما أعلنت مديرته كوليت نوفل أمس الاول في مؤتمر صحافي عُقد في فندق "لو غراي". على الرغم من أن البرنامج العام الذي يتألف من 77 فيلماً يتضمن بعض الاعمال اللافتة التي برزت في مهرجانات دولية، فلن يستقبل اي ضيوف من الخارج لتقديم أعمالهم.
تشبَّه الظروف التي أُقيم خلالها المهرجان العام الماضي بالوضع الحالي. ففي حين كان أعلن المنظمون في الدورة السابقة عن قدوم عدد من الضيوف واستقبال أعمال مهمة، جرى إلغاء الكثير مما كان مقرراً في الاصل بسبب الظروف الامنية. هذا العام، قد يكون تأثير هذه الظروف أكثر قسوة بعد على الحدث إذ إن المهرجان يكتفي بعرض الافلام من دون استضافة أي من أصحابها هنا. وكانت نوفل أكّدت في المؤتمر الصحافي امس ان التقنية الرقمية هي التي أتاحت للمهرجان الاستمرار رغم الاوضاع غير المستقرة.
ينقسم المهرجان الى 8 فئات، تماماً مثل السنوات السابقة: قسم بانوراما الذي يتضمن أفلاماً روائية طويلة دولية، ومسابقتين، إحداهما للافلام الوثائقية والثانية للافلام القصيرة، وركن للافلام اللبنانية، علماً أن الافلام الروائية اللبنانية غائبة تماماً عن برنامج هذه الدورة. تأتي فئة أفلام المطبخ وتلك المخصصة للاولاد إضافة الى فئة حقوق الانسان لتندرج مجدداً هذا العام في المهرجان.
بعد أقل من شهر على عرضه في افتتاحية مهرجان البندقية الاخير، يفتتح "غرافيتي" لألفونسو كوارون أيضاً مهرجان بيروت الدولي للسينما. الفيلم يصوّر كارثة فضائية تحصل خلال رحلة مهندسة لامعة (ساندرا بولوك) ورائد فضاء (جورج كلوني) يعلقان في الفضاء متروكين لقدرهما بعد تحطّم مركبتهما. العمل تلقّته الصحافة العالمية بالترحيب علماً أنه لم يكن مدرجاً في المسابقة الرسمية.
من ناحية أخرى، ثلاثة أفلام تضمنتها فئة "نظرة ما" في مهرجان كان الاخير استقطبها المهرجان ("مييلي" لفاليريا غولينو، و"واكولدا" للوسيا بوينزو و"غريب البحيرة" لآلان غيرودي"). والاكيد أن "غريب البحيرة" يعتبر من أكثر الافلام ترقباً، وخطوة جريئة، علماً ان العمل يتمحور حول علاقة غرامية مثلية بين رجلين وانه أحدث فضيحة كبرى لدى عرضه في كان في أيار الماضي، تماماً كما كان تأثير فيلم "حياة أديل" الذي يتناول قصة حب مثلية بين امرأتين. والعمل الذي يتمتع بجمالية كبيرة، والذي شبهه البعض بفيلم بوليسي ذات ميل "هيتشكوكي" نال إعجاباً ساحقاً من قبل الصحافة الاوروبية كما حاز عنه غيرودي جائزة أفضل مخرج.
اختارت ادراة المهرجان أيضاً فيلم "جيمي بي" لأرنو ديبليشان الذي كان ضمن لائحة الافلام المتسابقة على السعفة الذهبية في "كان". يخبر عن صداقة ولقاء بين احد المحاربين في الحرب العالمية الثانية ومحلل نفسي متخصص بحضارة الهنود الاميركيين التي ينتمي اليها المحارب السابق. القصة مستوحاة من كتاب جورج دوفورو المبني على وقائع حقيقية وقد نُشر للمرة الاولى في الولايات المتحدة العام 1951 ويلقي نظرة على التشابك بين الانتروبولوجيا والتحليل النفسي.
"المهاجر" فيلم جايمس غراي الجديد سيختتم دورة المهرجان هذه في 10 تشرين الاول، وكان كذلك ضمن الافلام المدرجة في مهرجان كان هذا العام. وفيه، تؤدي ماريون كوتيار دور مهاجرة بولندية الى الولايات المتحدة تضطر الى أن تصبح عاهرة من أجل انقاذ شقيقتها. غراي كان اعتبر العمل شخصياً جداً ومرتبطاً بقصة عائلته، إذ إن جدّيه مهاجران من روسيا أتوا الى الولايات المتحدة في مطلع عشرينات القرن المنصرم.
كان فيلم "كل شيء ضاع" لجاي سي شاندور مع روبرت ريدفورد من الافلام المرتقبة خلال عرضها خارج المسابقة الرسمية كذلك في مهرجان كان، ويصوّر رحلة رجل تائه في البحار يواجه خطر الموت بعد غرق مركبه.
تضمّ فئة "بانوراما" فيلماً عربياً سورياً واحداً بعنوان "في خبر كان" الذي يلقي الضوء على يوميات المهاجرين الذين يعيشون في لبنان من خلال عائلة صغيرة مؤلفة من أب وأم وابنتهما ويتطرق الى تأثير الحرب الإعلامية عليهم.
في ما يتعلق بفئة المسابقات، غابت هذا العام عنها الافلام الروائية، وستكتفي لجنة التحكيم باختيار فائزين من مخرجي الافلام الوثائقية والتي تضمّ 7 أعمال، ومخرجي الافلام القصيرة الاوسطية التي تضم 16 فيلماً، علماً أن فئة ثالثة خُصصت كذلك للمخرجين اللبنانيين الشباب لعرض أعمالهم القصيرة في "ركن الافلام اللبنانية"، ولكن خارج المسابقة. في هذه الفئة الاخيرة، لاحظنا العام الماضي عدداً من الاعمال التي كان يجدر أن تُضاف الى فئة المسابقة، وأن تكون لها الفرصة بالتنافس مع أعمال المسابقة الاخرى، والعكس صحيح.
في فئة "حقوق الانسان"، يقترح المهرجان للسنة الثانية على التوالي مجموعة أفلام تتناول قضايا انسانية بالتعاون مع قسم منظمة "هيومن رايتس ووتش" لعلّ أبرزها هذا العام "خمس كاميرات محطمة" للفلسطيني عماد برناط والذي كان مرشحاً لنيل جائزة أوسكار العام 2013 لأفضل فيلم وثائقي.
أخيراً، وكالعادة، يقدّم المهرجان تحية لأحد المخرجين الكبار بعرض مجموعة من أفلامهم، وهذا العام وقع الاختيار على ألسكندر سوكوروف وأربعة من أفلامه ضمنها "فاوست" الذي نال الاسد الذهبي في مهرجان البندقية العام 2011، إضافة الى "مولوش" و"توروس" و"الشمس".
اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية لتصلك اخر مقالات الأفلام والسينما والمهرجانات السينمائية على بريدك