هي اختارت أن تختصر فيلمها بـ"حبّة لولو". انطلقت من معضلة اجتماعية تتمحور حول أطفال غير شرعيين، من دون هويّة.
صحيحٌ أنّ المجتمع المحليّ يتخبط في تلك المشكلة، إلا أنّ القانون ينصّ على حقّ إعطاء المرأة الجنسية لطفلها في حال كان الأب مجهول الهويّة. فالقصّة قد تكون حقيقيّة، فهذه المادّة لم تذكر قط ضمن الحبكة، حيث كان من المفترض تسليط الضوء عليها، ليس بهدف تشريع تلك الحالات، إنما أقله بهدف الوقوف الى جانب من اعتدي عليه.
فتحت السينما المحليّة شبابيكها على فيلمٍ لبنانيّ بتوقيع المخرجة ليال م. راجحة وهو أوّل فيلم طويل لها بعد تصويرها عدداً من الكليبات، من بطولة تقلا شمعون، لورين قديح، زينة مكي، نزيه يوسف وإيلي متري.
الفيلم مقتبسٌ عن رواية حقيقيّة، ويتحدث عن ثلاث نساء لكلّ منهنّ ظروفها الخاصّة، فيسرد مشاكل عدّة ويمرّ سريعاً على بعضها فيما يتوقّف عند البعض الآخر منغمساً في تفاصيله وعوائقه، بقالبٍ كوميديّ دراميّ، نجحت بعض مشاهده في ترك ابتسامة لدى الحضور، فيما البعض الآخر وقع ضحيّة النصّ غير المتّزن والمتماسك.
لا شكّ أنّ أضخم الأعمال تقع في فخّ بعض الأخطاء، فكيف بعملٍ يحمل لمسات هي الأولى للمخرجة من حيث الحبكة والصورة.
بداية، من الناحية التمثيلية، حلّقت وكعادتها الممثلة تقلا شمعون (فاتن) في فضاء الإبداع الأدائي، فشكلت "حبّة" إنقاذ للفيلم. يليها الشاب إيلي متري الذي أدّى دوره باحترافية، كذلك الأمر بالنسبة الى الممثل نزيه يوسف (المعلم فارس) الذي ترجم خبرته في دور مضحك، فشكّل مع تقلا وإيلي ثلاثياً ناجحاً ساهم في رفع العمل ولو جزئياً.
بالنسبة الى لورين قديح التي تأرجح أداؤها بين الواقعية الكوميدية حيناً والتصنّع أحياناً أخرى، قد يكون هذا التأرجح مطلوباً منها استجابة مع طبيعة دورها، ولكنه بدا مبالغاً فيه في بعض المشاهد.
في المقلب الآخر، لم تحقق زينة مكي (ليال) علامة نوعية في تمثيلها حيث بدت في أكثر من مشهدٍ بعيدة عن المعايير الأساسية للعمل التمثيلي فكان التزيف حليفاً لها في أكثر من لقطة.
أما لناحية النصّ الذي احتاج للكثير من التماسك، يستغرب المشاهد أحياناً كيف أن بطلة الفيلم ليال والتي يتمحور دورها حول رفض المجتمع لها كونها لا تملك هوية، فرُفضت من المدارس ونبذت من أهل المجتمع، تتقن اللغة الإنكليزية بلكنةٍ ممتازة وتتسم بثقافة عالية، ناهيك عن أنها تتمتع بمعرفة لامتناهية عن التطور التكنولوجي وما يحتويه من مواقع تواصل اجتماعي.
صحيحٌ أن الحبكة لم تكن مثالية إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه في الآونة الأخيرة يتركز حول توجّه الأفلام نحو استعمال بعض الألفاظ المبتذلة، وآخرها مع تقلا شمعون في "حبّة لولو" حين تفقد صوابها.
إذاً حبّة لولو لم يكن حبة لولو تمامًا كما تحمل المقتطفات التي بُثّت قبل عرض العمل من تشويق وإثارة، ولكن العمل وإن سقط في فخ بعض الكليشيهات المجتمعية التي تندرج في خانة الإثارة إلا انه يبقى محاولة لبنانية جيدة في زمنٍ تتوق فيه السينما المحلية الى مجرّد محاولات لا بد أن تنضج ذات يوم وتصل الى العالمية والسوابق كثيرة.
شاهد النجوم والمشاهير في حفل افتتاح فيلم حبة لولو
كادر
الفيلم صوّر العام الفائت على مدى شهر كامل على نفقة ليال راجحة الخاصّة، وبمساعدة ودعم والدها الذي وجّهت له تحيّة خاصّة ، واشترك في الإنتاج Shadoof Productions مع Kolja Digital Works وGamma Engineering. ويبدأ عرضه في صالات السينما المحلية ابتداء من اليوم.
أعجبك هذا المقال؟ للمزيد من أخبار الافلام على بريدك اشتركي بنشرة ليالينا الإلكترونية