يعتبر The Conjuring (الشعوذة) من أفلام الرعب المنتظرة لهذا الموسم. الفيلم الذي سجّل أرقاماً كبيرة في شبابيك التذاكر الاميركية تمكّن أيضاً من حصد آراء نقدية إيجابية. المخرج جايمس وان ليس غريباً على هذا النوع من الافلام، إذ كانت انطلاقته الفعلية في عالم الرعب العام 2004 مع "سو". هذه المرّة، انطلق من سيناريو مبني على وقائع لينجز فيلمه الروائي الطويل السابع.
شاهدوا صور وفيديو الفيلم هنا
اسما إيد ولورين وورن (في دوريهما باتريك ويسلون وفيرا فارميغا) ليسا غريبين عن عالم أفلام الرعب. فالثنائي أسس العام 1952 شركة للابحاث حول المظاهر التي تفوق الطبيعة، وظهرت شخصيتاهما في اقتباسات عدة لقضية "أميتيفيل" الشهيرة التي عملا عليها. عندما تلاحظ عائلة "بيرون" حدوث أمور مخيفة في المنزل الذي انتقلت اليه حديثاً تلجأ الى الاختصاصي في طرد الارواح الشريرة وزوجته الوسيط لمساعدتهما.
بدءاً من مقدمة The Conjuring، يحرص المخرج على إدخالنا مباشرة في جو الذعر، مع لقطة أولى قريبة لوجه الدمية "أنابيل" المشوّه. ولكن تلك الدمية لن تتحرك أو ترتكب الجرائم، بل هي مجرّد أداة شعوذة وعنصر رعب إضافي في الفيلم. يتخيّل لنا في البداية أننا أمام شريط رعب تقليدي مشابه للأفلام التي تنتمي الى هذا النوع من السينما والتي باتت تملأ الشاشات في السنوات الماضية، مع الكثير من الدماء. فالقصة، المستوحاة من أحداث حقيقية تتعلّق مرّة جديدة بمنزل مسكون لعنته منذ زمن ساحرة. عناصر الرعب التقليدية كلها مجتمعة، من أبواب تفتح وحدها، وأصوات ضحك، وكلب يموت، شاشة تلفزيون مشوشة، لعبة غمّيضة...
أما انعكاسات المرايا فمستبدلة هنا بعلبة موسيقى. ولكن الرعب الحقيقي سيكون التلاعب بأعصاب المشاهد. مستخدماً عناصر الرعب هذه، يترك المخرج فسحة لخيال المشاهد بطريقة ذكية. اللجوء الى السكون في بعض المشاهد سيكون دوره مفاقمة نسبة التوتر التي تصعد وتهبط طوال العمل حابسة الانفاس. وننتقل مراراً بين منزل العائلة المسكون ومنزل المحققين الذين تولّوا القضية. العائلة التي انتقلت حديثاً الى المنزل بعيدة كل البعد عن كل ما هو روحاني وديني، أما الثنائي فخبير في المظاهر غير الطبيعية ونراه يعطي المحاضرات حول الموضوع. رغم أجواء الرعب المسيطرة، يحرص المخرج على إحاطتنا بنوع من الطمأنينة الى أن العائلة في أياد أمينة مع اجتماع فريق عمل المحققين في المنزل وانطلاقه في ما يشبه القضية البوليسية.
من أجل الحصول على حركات سلسة وحرّة، لجأ المخرج بشكل كبير الى التصوير بحمل الكامير على الكتف. وشرح في إحدى المقابلات أن الهدف من ذلك كان إعطاء الكاميرا دور شاهد يسجّل كل ما يحصل في المنزل كما لو كانت فرداً من العائلة. في بعض المشاهد، ترى الكاميرا وتجعلنا نرى أكثر من الشخصيات المعنية. ولكنها تكتفي بإعطائنا نوعاً من الاشارات فحسب، وسرعان ما يتركنا المخرج مجدداً في الغموض والظلام تماماً مثل الشخصيات الاخرى. كما اراد وان أن تتبع الكاميرا الشخصية عن كثب لدى مرورها في الرواق مثلاً، لكي يضع المشاهد نفسه مكان تلك الشخصية تماماً ولا يتوقع ما يحصل من حوله. أما اللجوء الى الـ"زوم" البطيء، فكان حسب مدير التصوير جون ليو بمثابة غمزة الى سبعينات القرن المنصرم، وهي المرحلة التي تجري خلالها أحداث الفيلم.
براعة وان في الحفاظ على جو الذعر في الفيلم من دون اللجوء الى المبالغة من أجل التأثير في المشاهد، سرعان ما يأخذ الفيلم منحى مخيّباً في الجزء الاخير، مفسداً لعبة التوتر التي أدخلنا فيها طوال الفيلم.
المزيد من أفلام الرعب:
شاهدوا صور وفيديو فيلم The Conjuring
الجرائم تصبح قانونية في فيلم The Purge ... شاهدوا الصور والفيديو
اشتركوا في نشرة ليالينا الإلكترونية لتصلكم آخر أخبار الأفلام والسينما على البريد الإلكتروني.