اسكتلندا على الخارطة
تعرف اسكتلندا باسم أيقوسية أو إسقوسية أو سقوسية وتسميتها اللاتينية القديمة "كاليدونيا" ولا علاقة لذلك مباشرة باسم "كاليدونيا الجديدة". دولة في شمال غرب أوروبا، تعتبر جزءاً من الدول الأربع المكونة المملكة المتحدة. تحتل الثلث الشمالي من جزيرة بريطانيا العظمى وتحدها جنوباً إنجلترا ويحدها شرقاً بحر الشمال وغرباً المحيط الأطلسي. عاصمتها أدنبرة، وأهم مدنها وأكبرها مدينة غلاسكو. كانت اسكتلندا مملكة مستقلة حتى 1 مايو 1707 حين تم إقرار قانون الوحدة لعام 1707 والذي اتحدت بموجبه مملكتي إنجلترا واسكتلندا فيما يعرف اليوم بمملكة بريطانيا العظمى.
تغطي ثلث مجموع منطقة بريطانيا العظمى، كما تتكون من أكثر من 790 جزيرة. يشكل نهر تويد وتلال اسكتلندا الشفيوت الحدود الجنوبية مع إنجلترا وتفصل القناة الشمالية الغربية جنوب غرب اسكتلندا عن إيرلندا الشمالية والساحل الشمالي الغربي يطل على المحيط الأطلسي ويواجه الشرق بحر الشمال ويواجه الساحل الشرقي لبحر الشمال، والذي يفصل بين اسكتلندا من البر الرئيسي لأوروبا.
سريلانكا...أرض الأحلام والأساطير
التاريخ
اشتهرت بقلعتها الشامخة المعمرة منذ آلاف السنين على الشاطئ والتي تعني لسكان المدينة الكثير من الذكريات التاريخية في نضالهم المعروف مع الانجليز. الأجواء بديعة، لكنها باردة طوال السنة ولا يكاد المطر يتوقف عنها وأهم ميزة في الشعب الأسكتلندي طيبته وبساطته الشبيهة بالشعب الأمريكي من الانجليزي ويحب المساعدة ويتسم بالبشاشة المختلفة بوضوح عن بقية الأوروبيين ومن السمات البارزة أيضاً في هذا الشعب احترام العوائل وملاطفة الأطفال الغرب في الشوارع وهذا شيء قلما تجده في أوروبا، لكن لهجتهم الانجليزية غريبة! ويجذبك منظر الزي الأسكتلندي التقليدي المشهور هناك الذي يكتسح الأسواق.
من يزور اسكتلندا تأتيه الرغبة لتكرار الزيارة لها واحتساء القهوة في مقاهيها الكلاسيكية القديمة...خاصة شارع الملكة، أما لمحبي الطابع العصري الآخر لأوروبا، فلا أجمل من مقاهي شارع جورج، أما السوق الجديدة فهي في شارع الأمير وحيثما تمشي بين المقاهي في الشوارع الصخرية القديمة تشم رائحة العجين الطيبة التي تجبرك للتوقف مضطراً لشراء بعض مما لذ وطاب من المعجنات الشهية، لكن هذه صفة تشترك فيها جميع مدن اسكتلندا، إذ اشتهرت البلاد بأفضل المعجنات جودة عالمياًوربما يفسر ذلك سبب ميل الشعب للسمنة على الاختلاف من عامة الأوروبيين، أما أريافها فرائعة جداً.
إن كان الزائر من محبي الطبيعة الساحرة، فهي مليئة بالصخور الملونة والجبال الشاهقة التي يعتقد بأنها بقايا براكين خمدت منذ آلاف السنين، أو من هواة الآثار التاريخية أو من هواة التسوق أو من محبي العلم وزيارة الجامعات العريقة أو محبي العروض الشعبية الموسيقية أو التزلج أو مدن الملاهي الترفيهية، كل شيء موجود هناك عدا أن كافة المناطق السياحية في اسكتلندا قريبة من حولك بساعة أوأقل(جلاسغو...ستيرلنج...ابيردين..دندي..البحيرات السبع) بالقطار من محطة أدنبرة المركزية. أيضاً المطاعم الحلال والمساجد متوفرة.
أدنبرة...عاصمة الشمال
"أثينا الشمال"، واحداً من الأسماء الكثيرة التي تطلق على مدينة أدنبرة عاصمة اسكتلندا الصغيرة والجميلة، كاعتراف بدورها التاريخي والعلمي منذ القرن السادس عشر، إذ كانت المدينة مرتعاً للعلماء والمهندسين والأطباء الذين دفعوا بالثروة الصناعية في بريطانيا والعالم إلى ذروتها. وتعتبر هذه المدينة من أدفأ وأكثر المدن حميمية في شمال العالم البارد الموازي لكندا والسويد وغيرهما وأكثر عتقاً وجمالاً بعمرانها الجورجي والفكتوري الطراز، وهي لا تعرف فقط بمناظرها الريفية والعمرانية الخلابة، بل تعرف أيضاً بأزقتها الضيقة والقديمة المرصوفة بالحجارة منذ مئات السنين. ويمكن للزائر أن يشعر بأجواء القرن التاسع عشر الخارجية عبر واجهات الدكاكين والنوافذ والحانات والمكاتب الصغيرة والمحشورة جنباً إلى جنب. وقد منيت المدينة في وسطها بالقلعة التاريخية التي تحتل فوهة البركان القديم الذي كان يزلزل أرجاء المنطقة من ملايين السنين ( 400 مليون سنة). وتمثل القلعة بالنسبة لسكان المدينة ما يمثله مبنى الأكروبوليس فوق العاصمة اليونانية أثينا، إذ من خلالها يمكن رؤية المدينة وضواحيها على مد النظر. وكما هو الحال مع المبنى الإغريقي الشهير، فإن جوانب الجبل أو البركان الذي ترتفع فوقه القلعة عبارة عن أحياء سكنية وأسواق محلية تقليدية.
المدينة مقسمة إلى قسمين: المدينة العتيقة والمدينة الجديدة، تفصل بينهما حدائق " برنسيس ستريت" التي أنشئت عام 1816. القديمة جنوب القلعة، والجديدة في المناطق المحاذية لأشهر شوارع المدينة "برنسيس ستريت" إلى غرب القلعة يقع الحي المالي. ومن شوارع المدينة المعروفة إلى جانب "برنسيس ستريت"، شارع "جورج ستريت" و"كوين ستريت"، ومن الساحات: ساحة "سانت اندرو" وساحة "جورج سكوير" وساحة "تشارلوت سكوير" التي تعتبر أهم ساحة مبنية معمارية على الطراز الجورجي العريق والرائع في العالم. ويعتبر مرفأ أدنبرة المعروف باسم "ليث" (Leith)، من أهم مرافق المدينة التي تربطها بالعالم الخارجي عبر البحر وخصوصاً العالم الشمالي، ولذا تتوفر رحلات يومياً إلى النروج والسويد والدانمارك وألمانيا وهولندا القريبة جداً.
السكان...والإقتصاد
يصل عدد سكان أدنبرة إلى حوالي نصف مليون نسمة وهي سابع مدينة من حيث عدد السكان في بريطانيا وعادة ما يكون عدد الرجال قريباً نسبياً من عدد النساء، منهم 100 ألف من طلاب المعاهد والجامعات. وهذا ما يؤثر في أجواء المدينة وحياة الناس فيها ويمنحها الحيوية والشباب.
اقتصادياً، تعتبر المدينة ثاني أفضل مدينة من حيث الأداء الاقتصادي بعد العاصمة لندن وتعتمد على قطاعات كثيرة، مثل التعليم والصحة والمال وإدارة الأعمال، بالإضافة إلى السياحة. ويساهم مهرجان أدنبرة الدولي والصيفي كل سنة في ضخ ما لا يقل عن 200 مليون دولار سنوياً في الإقتصاد المحلي.
وجهة سياحية مهمة...ومهرجانات فنية
والأهم من هذا أن المدينة أصبحت جزءاً من التراث الإنساني حسب منظمة اليونيسكو منذ عام 1995 ( 4500 عقار محمي من التغيير)، وهي أهم محطة سياحية في أوروبا، إذ يزورها ما لا يقل عن 13 مليون سائح في العام. وتحوز المدينة على الترتيب الثامن في قائمة المدن السياحية الأوروبية بعد لندن. ويعد مهرجان أدنبرة الدولي من أهم المهرجانات الدولية والأوروبية الفنية الشاملة التي لها تاريخ طويل يعود إلى نهاية الحرب العالمية الثانية. ويجري المهرجان في شهر أغسطس من كل عام ويشمل حوالي ألفي عرض فني ومنها السينما والمسرح والكوميديا والعروض الحية والكلاسيكية والموسيقية وغيرها من أصناف الفنون الحديثة. وعادة ما يستقطب المهرجان خيرة الفنانين والمخرجين من جميع أنحاء العالم ويجذب على الأقل نصف مليون شخص من محبي الفنون الحديثة، أي نفس عدد سكان المدينة.
ويضم المهرجان مهرجانات كثيرة في إطاره، مثل Edinburgh Fringe الذي يعتبر الأهم والأكبر في العالم على صعيد العروض المسرحية الحية. كما هناك تواريخ احتفالية مهمة في اسكتلندا وأدنبرة مثل عيد رأس السنة الذي يسمى بـHogmanay وهو عبارة عن حفلة كبيرة ومفتوحة في الشارع الرئيسي للمدينة يشارك فيها أحياناً 300 ألف شخص وهي أهم حفلات عيد رأس السنة في العالم.
تعد المدينة من الأماكن المثالية التي تؤمن للفرد أو للعائلة وقتاً طيباً، بأقل جهد ممكن، إذ ان سكان المدينة قريبون إلى القلب ومحبون للغريب وهي أرخص من غيرها من المدن البريطانية وتتمتع بمنافع جمة، أضف إلى ذلك خيرة المطاعم الهندية والمحلية والبحرية والحانات والحدائق ومراكز التسوق النظيفة والمثيرة. كما تضم المدينة العديد من المتاحف المعروفة والمكتبات المهمة مثل: متحف اسكتلندا، المتحف الملكي في الحي القديم والمكتبة الوطنية ومتحف أدنبرة ومبنى البرلمان الأسكتلندي الجديد الذي يعتبر تحفة معمارية حديثة ومبنى جامعة المدينة المعروفة في جميع أنحاء المعمورة. وعلى صعيد المسارح يقدم مسرح"كينغز" الأعمال الكلاسيكية، بينما تقدم كل هذه المسارح الأعمال المسرحية الحديثة. وهناك العديد من الشركات الخاصة بالمسرح التي تنشط في المدينة والمناطق المحيطة بها.
"جولة بحيرة دبي فاونتن" أحدث الفعاليات الترفيهية في " مدينة دبي"
أحوال جوية معتدلة
بالنسبة للأحوال الجوية، تقع المدينة على الساحل الجنوبي الشرقي لاسكتلندا، وتتمتع بأحوال جوية معتدلة نسبة إلى مثيلاتها من مدن الشمال الأوروبي، مثل موسكو ولبرادور، إذ قلما ما تنخفض درجات الحرارة خلال النهار إلى ما تحت الصفر وخلال الصيف تصل درجات الحرارة إلى 28 درجة مئوية أحياناً وهي درجة ممتازة ومعتدلة نسبة إلى بلدان الجنوب الأوروبي الحارة في الصيف. ومن المعروف أن المدينة تتعرض لرياح الجنوب الدافئة التي يجلبها معه تيار المياه الساخن، مما يؤدي إلى هطول الأمطار، لكن بنسبة أقل من غيرها من المدن البريطانية. بأية حال فإذا صحت النصيحة في هذا الإطار فهي تقول أن على الفرد أو السائح تجنب المدينة بين أكتوبر ومارس، حيث تتراجع درجات الحرارة وتشتد الرياح الجنوبية.
الفنادق
هناك العشرات من الفنادق في المدينة يصل عددها إلى 125فندقاً ومعظمها من الفنادق التقليدية، فيما يوجد عدد لا بأس به من الفنادق الغالية الثمن (خمس نجوم) وتقدم المدينة الكثير من الخيارات الفندقية الحديثة والرخيصة. ومن هذه الفنادق: "ذي جورج هوتيل" وهو أهم الفنادق في وسط المدينة و"برنسيس ستريت"، ويصل سعر الغرفة إلى حوالي 150 دولاراً في الليلة وفندق The Glasshouse Hotel وهو من الفنادق الجديدة ذات الخمس نجوم في منطقة وفندق "غرين سايد بالاس" وهو خاص بالتسوق الفاخر و"رامادا مونت رويال " الذي يعتبر من الفنادق التقليدية الجيدة الخدمات.
جزر السيشيل: طبيعة ساحرة تجسّد عظمة الخالق
المطبخ
يتسم الطبخ الأسكتلندي بالبساطة والأكلات المفضلة هي سمك الرنجة والسالمون المدخن ولحم البقر والضأن المشوي والهاغس ودقيق الشوفان. ويستمتع الأسكتلنديون بالهواء الطلق، إذ توجد في بلادهم مناطق مفتوحة واسعة ومتنزهات قومية تغطي 13% من مساحة البلاد. ومن أنواع الرياضة التي يمارسها الأسكتلنديون الجولف وكرة القدم والرجبي. وكذلك سباق العدو والرقص. ويقبل العديد من السياح من كل أنحاء العالم على صيد سمك السالمون والتروتة من النهيرات الجبلية الصافية، كما يمارس الناس التزلج على الجليد وتسلق الجبال والصيد والرماية.
أنجبت أسكتلندا العديد من المشاهير وخاصة في مجال الأدب، ومن شعرائها وأدبائها المشهورين جون باربر وروبرت بيرنز، كرستن جاروان ومن أدبائها السير والترسكوت وروبرت لويس ستيفنسون.
أعجبك هذا المقال؟ للمزيد من السياحة والسفر على بريدك اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية