بعد انتهاء لعبة الفيديو، يتبادل سوير ومايكل (10 أعوام) التهاني، ولم يكن هذا التلامس من المبادلات الشائعة بين الطفلين المصابين بالتوحد، لكنهما اعتادا على تعزيزه أمام جهاز "إكسبوكس" لألعاب الفيديو المزود بأداة "كينيكت".
وتختبر مدرسة ستيورت ويلير الابتدائية في منطقة آشبرن (ولاية فيرجينيا)، التي تبعد 50 كيلومترا عن شمال غرب واشنطن، هذه الأداة التي توصل بأجهزة ألعاب الفيديو على الأطفال المصابين بمرض التوحد لديها.
والمدرسة المذكورة هي من المدارس أو المراكز المتخصصة في الولايات المتحدة في علاج أمراض التوحد.
والنظام الذي أطلقته "مايكروسوفت" في العام 2010 لمحبي ألعاب الفيديو يسمح بممارسة هذه الألعاب من دون مقابض من خلال استخدام الجسد أمام جهاز يرصد حركاته.
ولم يصمم "كينيكت" في الأصل خصيصا لمرضى التوحد، لكنه بات يثير اهتمام المتخصصين في هذا المجال إذ إنه يساعد الأطفال المصابين باضطرابات النمو الحادة نسبيا، التي تطال طفلا واحدا من أصل 88 في الولايات المتحدة ومن أصل 100 أو 150 في فرنسا.
ويقفز سوير وايتلي ومايكل ميندوزا جنبا إلى جنب أمام شاشة التلفاز وينحنون ويقومون بالحركات التي تقوم بها الشخصيات في الشاشة على بحيرة مياهها جد ساخنة.
وعند الانتهاء من اللعبة، يضرب الواحد كفه بكف الآخر على الطريقة الأميركية.
وقالت آن ماري سكين مدرستهما المتخصصة إن "هذه الحركة أي تبادل التهاني لم تكن معهودة في السابق، وبات سوير يقوم بها معنا، وهو يعلم أنها طريقة للتعبير عن رضاه".
وتم التوصل إلى نتائج إيجابية في مركز لايكسايد لمرضى التوحد (ولاية واشنطن شمال غرب الولايات المتحدة).
وقال دان ستاتشلسكي مدير المركز: "هم جد متحمسين للعب لدرجة أنهم يتخذون المبادرات بطريقة أسهل. وهذا ما نريده منهم بالتحديد".
وأوضح أندي شيه نائب الرئيس العلمي لجمعية عائلات مرضى التوحد "أوتيزم سبيكس" أن عدة عائلات تختبر أيضا جهاز "كينيكت" الذي يعد منخفض الكلفة نسبيا (150 دولارا)، "وتبدو النتائج مشجعة، لكننا نفتقر إلى معطيات علمية وهذه ليست سوى البداية".
ولفت إلى أن "الحالات مختلفة في أوساط مرضى التوحد، فبعض الأطفال يتكلم والبعض الآخر لا يتكلم. وبعضهم يواجه مشاكل في التحرك. من ثم لا يمكن اعتبار أن الحل يأتي من أداة واحدة من الممكن أن يستفيد منها الجميع".
ولا يمكن بالتالي التكلم عن علاج، فمن الأجدى التكلم عن "أداة تسهل التعلم"، بحسب دان ستاتشلسكي.
ويساعد أيضا جهاز "كينيكت" على تشخيص الاضطرابات المحتملة. ويقوم حاليا باحثون من جامعة مينيسوتا باستخدام هذا الجهاز في دور حضانة الأطفال لرصد اضطرابات محتملة، مثل الحركة المفرطة، وتكليف طبيب بتتبع الوضع.