مضى ردحا من الزمن وبنت الرافدين ارملة ترتدي فستان الحزن والاسى تكحل عيناها بدماء بعلها الشهيد.
لسيدة عجوز طاعنة في السن احنا ضهرها الزمان بعد ان كانت سيدة لعصرها حين ذاك تسكن في دار قديمة ايلة للسقوط
في حي قديم تغيرت كل معالم دوره الا دارها لم تتغير معالمه تعيش فيه لوحدها يتوسلها ابنائها كل يوم بترك هذه الدار التي تعود ملكيتها لوالدهم المتوفى والذهاب معهم الى قصورهم الا انها ترفض وبأصرار . انهم يرغبون ببيعها وتقاسم ثمنها فيما بينهم والاستفادة منه بدلا من هذه الدار التي لاقيمة لها في انضارهم بعثو ب محاميهم اليها لكي يؤثر عليها وتغير رأيها وتقتنع ببيعها والالتحاق بأبنائها والسكن معهم .
قال لها محاميهم ياحاجة أن هذه الدار لم تعد تنفع وان بيعها افضل بكثير منبقائكي بها وحيدة فأنتي أمرءة عجوز .وان القانون لايسمح ببيعها رضائياالابموافقتكي وحتى البيع الجبري الذي يجري من خلال المحكمة عن طريق ازالة الشيوع فقرارات مجلس قيادة الثورة المنحل وامرقمين 602و 1147 لستة 1982منعا بيع العقار المشغول من قبل زوجة المتوفي الابموافقتها الصريحة امام المحكمة . فأنا لاأرى مايبرر بقائك وحيدة تاركة قصور ابنائكي. من قال لك اني وحيدة فأباهم لم يفارقني منذ ذلك الحين منذ ان اعتقلته كلاب السلطان في زمن الظلم زمن الطغاةزمن الخوف من كل شيء من الجدران كي لاتسمع كل جرمه انه قال لهم كلا لانه احب وطنه (العراق) اكثرمن ابنائه الذين صرخو في حينها وهم اطفال صغاراتركو ابتاه ابتاه ابتاه عد ياأبتاه ولم يكترثو بندائهم انه رفض ان يكون من السماسرة والملاقين لسلطان جائر. اني اراه كل يوم اسمع صوته في كل مكان في هذه الدار تارة يجلس هناك على تلك الاريكة واحيانا بالقرب مني على البساط لازالت اغراضه موجودة حتى ملابسه لازالت موجودة اني لاراه بعيني كوني ضريرة وأنما بقلبي ألذي لازال يعشقه اني اعيش على ذكراه وذكاه في هذه الدار التي لاقيمة لها في انضاركم وفي نضري هي اجمل ماموجود في هذا الكون لانه لازال موجودا بها في تلك الغرفة تزوجنا وكان كل مساء يداعبني يقبل يداي كل صباح اخذوه وهو يصرخ عاش العراق عاش العراق كلا للطغاة كلاللظلم ثم سكتت مفارقة الحياة وهي تبتسم.
القاص
وميض حامد الزبيدي
11/3/2014