تسعى الطائفية أن تقتحم أسوار مدارسنا وأن تتربع على عرش التربية والتعليم، فزوايا المدارس تخفي الكثير من القصص والحكايات التي يندى لها الجبين، خاصة حين يكون الجاني تربوياً قضى عمره في هذه المهمة المرموقة لسنوات طويلة، فشتان بين الطائفية والتربية. فمع أحداث مملكة البحرين والتي تخللتها موجة عاتية من الطائفية تحديداً في البيئة المدرسية سواء في المدارس الخاصة أو الحكومية وطالت روضات الأطفال، فهذه حقيقة لابد من الوقوف عندها والاعتراف بها ومن ثم السعي لمعالجة الواقع المرير، ولا نبالغ حين نقول من الصعب حصر هذه القصص الطائفية في المدارس التي تتكرر بسيناريوهات مختلفة وجديدة. قصة الطفل عمر وما شابهها من وقائع حملت معاني مؤسفة ومخرية بفعل فئة من المدرسات أو من يحسبون أنفسهم من البيئة التعليمية، وهم يهينون أسمى معاني التربية والتعليم، يجعلنا ندرك تماماً أن هناك خللاً تربوياً يجب معالجته وإلا ستتكرر المشكلة بتفاصيل جديدة والهدف واحد وهو “شق الصف ونبذ الطائفية”. قد أخذت القضية مجراها في التحقيق ووصلت إلى جنيف من قبل وفد من تجمع الوحدة الوطنية سافر للمشاركة في مؤتمر حول حقوق الإنسان حاملين معهم ملف الطفل عمر، ومن جانبها قامت وزارة التربية والتعليم بفصل المعلمة ولكن السؤال ..خطوة في سبيل ضمان حقوق الإنسان .. وهل يكفي!! ومن يعوض الطفل وماذا عن نفسيته، ومن المسؤول عن التأثيرات في المستقبل؟ وكيف تضمن وزارة التربية والتعليم عدم تكرار مثل هذه السلوكيات في المدارس؟ أروع ما قيل عن العلم ‘’أن العلم بطيئ اللزام، بعيد المرام، لا يدرك بالسهام، ولا يرى في المنام، ولا يورث عن الآباء والأعمام، إنما هو شجرة لا تصلح إلا بالرأس، ولا تغرس إلا في النفس، ولا نسعى إلا بالدرس، ولا تحصل إلا لمن أنفق العينين، وجثا علي الركبتين، ولا يحصل إلا بالاستناد على الحجر، وافتراش المدر، وقلة النوم، وصلة الليل باليوم، انظر إلى من شغل نهاره بالجمع، وليله بالجماع، أيخرج من ذلك فقيهاً، وكلا والله حتى يعتضد الدفاتر والمحابر ويقطع القفار ولا يفصل في الطلب بين الليل والنهار’’. رسالتنا في السطور المقبلة إلى وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي، فما يحدث اليوم في البيئة التعليمية أمر يهدد أركان العلم، كما إنه يعطل العملية التربوية من أجل مصالح سياسية مخالفة للقوانين والأعراف النقابية والمهنية التي تحظر تسييس العمل النقابي وإقحام الميول السياسية والحزبية، فنرجو أخذ المواطنة في الاعتبار عند التوظيف وتكليف المهام. المجلس أصبح مرتعاً للمنازعات!! فوجئنا بما حصل من تلامس حاد وغير مبرر إطلاقاً بين وزيرة الثقافة والنواب أمس الأول وأدى إلى فوضى أمر مخجل حقاً، فيبدو أن هناك غموض في النظم واللوائح المنظمة لجلسات النواب ومازال البعض لم يفهمها، وإلا فهل أصبح المجلس مرتعاً للمنازعات والمشاجرات؟ وماذا تقول اللوائح الداخلية فيما يحصل من مناوشات بين النواب؟ ثم لماذا التناطح في المجلس بدلاً من مناقشة قضايا مهمة؟! وقبل هذه الجلسة أدى تزامن موعد أمسية للعازفة اللبنانية إيمان حمصي ضمن مهرجان ربيع الثقافة وبالتزامن مع احفال المنامة عاصمة الثقافة العربية، مع إقامة فعالية بعنوان “ربيع الإيمان” في المسجد المقابل لمركز الأمسية إلى احتكاك بين شباب الفعالية الإيمانية وجمهور الحفل الموسيقي، فقد قام شباب ربيع الإيمان برفع لافتات، وفي النهاية خرج جمهور الأمسية وعلى وجوههم علامات الاستفهام والدهش!!