^ منذ أن انتهى الحادث الانقلابي في العام الماضي، وأنا أقول في نفسي ماذا لو كنت وزيراً للداخلية أثناء تلك الأحداث (مع الفارق طبعاً بين العبد لله وبين الوزير الفاضل). ماذا سأفعل؟.. كيف أضع السياسات؟.. وأنفذ أية أوامر؟ حقوق الإنسان والأمم المتحدة واللعبة الدولية من جانب، وأهل البحرين بانقسامهم من جانب، والقرارات التي تأتي إلى الوزير متباينة أيضاً. (لكن على ما قال مال الصلايب إلا أهلها) والشيخ راشد بن عبدالله وزير الداخلية بإذن الله أهل للمسؤولية الوطنية قبل مسؤولية المنصب، المناصب تذهب وتأتي لكن التاريخ يحفظ أسماء الرجال الوطنيين الذين وقفوا وقفة مشرفة مع وطنهم. من وحي كلمة الوزير الفاضل الشيخ راشد بن عبدالله أمام رجال الأمن، وكانت كلمة من القلب ودون ورق، وكلمة ارتجالية جميلة، أقول علينا في الإعلام الوطني أن نتبنى موقفاً في اتجاهين؛ الأول هو رفع معنويات رجال الأمن ومساندتهم، وهم صمام أمان البلد، وحاملو راية الشرف، يسهرون تحت الأخطار، وقت الذي ينام فيه الجميع. الموقف الثاني هو المطالبة بقوة وصرامة القانون لحفظ أمن البلد، وقرار حفظ الأمن في تقديري أكبر من قرار وزير، هو قرار سياسي بامتياز. ما نتمناه من الوزير الفاضل أن يتقبل منا هذا الرأي، هو أن يكون هناك عمل استباقي بالقانون لمنع الإرهاب، واقتلاعه قبل أن يضر مصالح الناس اليومية. شبكة الإرهاب شبكة واحدة متفرعة، فإذا قبضت على البعض سوف يخبرونك عن الآخرين، كما إننا نتساءل كمواطنين لماذا لا يكون هناك عمل استخباراتي يتنبأ بأن الإرهاب سيختار هذا الموقع وهذا التوقيت؟ البلد صغير، ومن المفترض أن يكون هناك عمل استخباراتي يطوق الإرهاب وينصب له الكمائن قبل أن يضرب. فما يحدث بتكرار كل أسبوع تقريباً -حين يضرب الإرهاب الشوارع الرئيسة في الصباح الباكر ليعطل الناس عن حياتهم اليومية- لا ينبغي أن يتكرر في بلد صغير، العمل الاستباقي؟ أين الكمائن للإرهابيين؟ نخاطب الرجل الفاضل وزير الداخلية بقلب محب وإلى أهل البحرين، إن رفع معنويات رجال الأمن قد يبدأ من الإعلام لكنه ينتهي بحفظ حياتهم وكرامتهم، ومعاقبة كل من تمتد يده عليهم بقوة القانون. وأن يكون لهم تقدير -بكل ما تحمله الكلمة من معاني- سواء كان مادياً أو نحوه، ويجب أن يُمَدُّوا بكل التجهيزات، وأن يُعطوا الضوء الأخضر للدفاع عن أنفسهم في محاربة الإرهاب، فمن يسهر على أمن البلد ويقدم روحه من أجل البحرين وأهلها، نضعه على رأسنا من فوق، ونقف له احتراماً، هؤلاء يحملون راية شرف الأمة، ولذلك نحملهم على رؤوسنا. هذا الأهم لرفع المعنويات من خطاب الإعلام الذي لا يمكن السيطرة عليه اليوم، هناك محب وهناك حاقد، هناك متعجل وهناك من نظرته بعيدة، وهكذا. من جانب آخر، حين تخرج الوزارة ببيان يشجب تصريحات علي سلمان التي تعلي شأن الإرهاب وتشيد به، يجعلنا نقول إن كان فعلاً علي سلمان مجرماً قانوناً، فلماذا البيان؟ يجب أن تتخذ الوزارة إجراءات قانونية، وليس بياناً لا يسمن ولا يغني من جوع. لو أن علي سلمان قال هذا الكلام في بلد الديمقراطية فرنسا وهو مواطن فرنسي، لتم ترحيله وسحب جنسيته، هذا بحسب الرئيس ساركوزي. لكن في هذا الوطن كأننا نريد أن نحارب الإرهاب ببيان، نريد أن نحارب الدعوة الصريحة للقتل (اسحقوهم) بدعوة للحمة الوطنية والتسامح، والعيش المشترك، حتى إن كانت هذه المسميات جميلة ويعيشها أهل البحرين منذ زمان دون حملات، إلا أنها مثل الأذان الذي يؤذن بين صلاة العصر والمغرب..! والأهم من ذلك أن كل هذا التحريض لا يوجد له رادع قانوني، ولا عقاب، رغم أنها دعوة صريحة للقتل، فإنها ذهبت من غير إجراء قانوني. كل شرفاء البحرين يريدون دعم رجال الأمن، هذا لا أشك فيه، لكن دعمهم بحمايتهم القانونية أهم، ودعمهم بإعطائهم تصريحاً بالتعامل مع من يحاول قتلهم بقوة وحزم أهم. بقدر حبنا الجم والكبير لشخص الرجل الفاضل وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله، بقدر حبنا لاجتثاث الإرهاب، والقبض على شبكات الإرهاب التي تستهدف حياة الناس بشكل يومي على الطرقات، وأعود فأقول أن ذلك ربما يحتاج إلى قرار سياسي حاسم.