حسن الستري:
حكمت المحكمة الكبرى الجنائية الثالثة اليوم الثلاثاء، برئاسة القاضي ابراهيم الزايد وعضوية القاضيين وجيه الشاعر وبدر العبدالله، وأمانة سر إيمان دسمال، بسجن أب مدة 5 سنوات لاعتدائه على سلامة جسم ابنه "7 سنوات" بالضرب مما سبب له عاهة مستديمة بنسبة 100 %.
وتشير تفاصيل القضية بحسب اقوال والدة الطفل، انها في عام 2006 كانت برفقة زوجها متوجهة لمنزل والدها لاصطحاب اطفالها في نزهة، وعند وصولهم رفض ابنها الذهاب معهما، فامسك الاب بابنه بقوة وادخله السيارة عنوة، وفي الطريق اغمي عليه، فنقله الى المستشفى.
وذكرت ان زوجها دائماً يعامل ابنها بمعاملة قاسية، ويعتدي عليه بالضرب المبرح، وسبق وان قام بالاعتداء على سلامة جسمه وتسبب له باصابات متفرقة في الرأس.
أما جدته، فقد ذكرت انها كانت بمسكنها وحضرت ابنتها لاخذ ولدها "حفيد الجدة"، للخروج في نزهة، إلا ان الأخير رفض الذهاب خوفاً من ابيه، وتمسك بالجدة باكياً، الا ان الأب سحبه بقوة، واعترف الأب بالاعتداء على سلامة جسم ابنه بواسطة يده.
وقد شخصت عدة تقارير الحالة الصحية للطفل، اذ تحدث التقرير الاول عن ان الطفل تعرض لدفعة شديدة أدت الى انزفة داخلية حديثة بالمخ في تاريخ يعاصرها تاريخ دخوله المستشفى، وهو تحت العلاج الطبي، وتعتبر حالته غير مستقرة ونهائية بالرغم من مرور فترة زمنية طويلة منذ تاريخ الواقعة، الا ان المضاعفات وحالته التي عليها من جراء الاصابات التي تعرض لها، تعتبر بحد ذاتها عجزاً كلياً تعدّت نسبة الحد الاقصى لعاهة مستديمة 100 في المئة، فيما بين تقرير طبي آخر، الاصابات التي تعرض لها في انحاء متفرقة من جسمه، وهي وجود كدم رضي بنفسجي اللون بأسفل الذقن أعلى يسار العنق، عدة سحجات خدشية جميعها بوحشية الفخدين، سحج خدشي اسفل مقدمة البطن، اثرة التئام تامة التكوين محمرة اللون تمتد بوضع مائل من الاعلى للاسفل والوحشية بخلفية الرأس وطرفها العلوي.
وأكد تقرير طبي آخر ان المجني عليه، يعاني من اعاقة ذهنية بنسبة 57 في المئة ومن تأخر في التطور المعرفي والادراكي ومشاكل سلوكية وكثرة الحركة ونقص في التركيز وقدراته العقلية لا تتناسب مع عمره الزمني، بالرغم من انه كان يتمتع بقدرات طبيعية في السنة الاولى من العمر، وبالتالي ان اعاقته الذهنية كانت نتيجة تعرض دماغ الطفل لعنف متكرر ومتعمد نتج عنه نزيف في الدماغ وتعرض منذ 3 سنوات الى 3 اصابات بليغة، اولها شق غائر في فروة الرأس، نزيف في عضلات الفخدين، وتعرض لنزيف مماثل في المخ مع اختلاجات وغيبوبة بسبب اساءة جسدية.
وبين تقرير آخر لاستشاري وجود نزيف حاد تحت الجافية في الدماغ تطلب تدخل جراحي عاجل لتفرع الدم ووقف النزيف، ادخل خلالها الى قسم العناية القصوى وضل عاجزاً عن الحركة او فتح العينين او التركيز والكلام، كما ذكر تقرير أخر ان الطفل كانت له متابعة منتظمة لعيادة الاطفال لعلاج الصرع منذ العام 2006، اثر حدوث نزيف في الدماغ ونزيف في الشبكية في كلتا العينين، وكانت تلك الزيارات برفقة جده وجدته، واستجاب للعلاج وتماثل للشفاء بشكل تام.
وأوضح تقرير أن الطفل احضر الى المستشفى في 14 نوفمبر 2009، وكان في حالة غيبوبة وتشنجات متكررة وكان يعاني من نزيف حاد في الدماغ تطلب التدخل الجراحي العاجل، اذ لا يزال الطفل غير قادر على البلع والحركة، فهو يعاني من شلل رباعي شديد ويتناول طعامه عن طريق انبوب موضوع في المعدة.
فوجهت النيابة العامة للمتهم انه في عام 2006 اعتدى على سلامة جسم ابنه بأن قام بالاعتداء عليه بالضرب على انحاء متفرقة من جسده، فأحدث به الاصابات الموصوفة بتقرير الطبيب الشرعي والتي تخلف من جراءها عاهة مستديمة لم يقصد احداثها وتقدر نسبتها نحو 100 في المئة.
وجاء في حيثيات الحكم "من خلال تلك الادلة المتساندة والتي تكمل بعضها البعض، تتجلى حقيقة الدعوى من قيام المتهم بالاعتداء على سلامة جسم ابنه الذي كان بمثابة الامانة من عند رب العالمين، والتي ائتمن عليها المتهم ليقوم بتربيتها وتنشئتها افضل تنشئة، ولكن المتهم خان تلك الامانة وسولت نفسه على ان يقوم بالاعتداء عليها بتلك الوحشية وعلى براءة الطفولة، ويحول ابنه الى جثة يسري فيها الهواء والغذاء بواسطة الانابيب فقط، ليس له حول ولا قوة الا بالله العلي القدير، وبذلك فانه ثبت للمحكمة، ان المتهم مما يتعين ادانته طبقاً للمادة 338 من قانون العقوبات".