أكد خبراء أكاديميون ودبلوماسيون ومهندسون نوويون قدرة البحرين على الاستفادة من الطاقة النووية في الاستخدامات السلمية، نظراً لتوفر الإمكانات اللازمة لإقامة مفاعلات نووية لغايات توليد الطاقة والعلاج الطبي وغيرها من استخدامات سلمية بعيدة عن التسليح.
ونقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) عن الخبراء قولهم على هامش فعاليات الملتقى العلمي «الاستخدام السلمي للطاقة النووية وأثره على الأمن البيئي»، إن «المملكة تمتلك من التشريعات واللجان المتخصصة ما يكفي لأخذ زمام المبادرة في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وحرصها على ضمان بيئة آمنة من أي أخطار نووية واتخاذ تدابير احترازية حتى وإن لم يكن التهديد النووي على أرضها».
وأوضحوا أن ريادة البحرين في طرح موضوع الاستخدام السلمي للطاقة النووية على مستوى المنطقة يعتبر بحد ذاته توجهاً سليماً لسبر أغوار العلوم المتقدمة والتنمية المستدامة بالسبل الحديثة، لتضاهي بذلك ما هو موجود في دول العالم الأول والبلدان الأوروبية المتقدمة نووياً إلى جانب اليابان.
وثمن السفير هشام بدر مساعد وزير الداخلية المصري جهود البحرين في استضافة الملتقيات العلمية النوعية، مؤكداً في نفس الوقت عمق العلاقات التاريخية بين البحرين ومصر.
وأكد السفير هشام حرص بلاده على دعم البحرين دائماً في كافة المجالات، مع الحرص كذلك على أمن دول مجلس التعاون الخليجي، مشيداً في نفس الوقت بجهود البحرين المنصبة على مكافحة الإرهاب.
وركز السفير هشام على أهمية توقيت مثل هذا الملتقى العلمي، حيث أصبحت الاستخدامات السلمية للطاقة النووية على رأس الأجندتين الإقليمية والعالمية، منوهاً إلى أن مصر اقترحت منذ فترة إنشاء مراكز تميز في المنطقة خاص بالكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو الإرهاب النووي والتشريعات النووية، وتشكيل شبكة من المراكز وتبادل المعلومات والخبرات الإقليمية.
ويرى السفير هشام أن على البحرين دراسة القيمة المضافة للاستخدامات السلمية للطاقة النووية من مختلف الزوايا والأولويات إذا ما أرادت الالتفات إلى المفاعلات النووية على أرضها، مبيناً القيمة المضافة للأبحاث النووية المتخصصة في علاج بعض الأمراض لتخدم البشرية جمعاء.
وجدد السفير هشام تأكيد مصر على أهمية خلو المنطقة من جميع أسلحة الدمار الشامل، وبخاصة النووية منها، والذي يتطلب خطوات فعالة مع عدد من الدول، في إشارة إلى إيران وما تتخذه من إجراءات احترازية لضمان سلامة مفاعلاتها القريبة من دول الجوار الخليجية.
بدوره قال د.يوسف شاتيله أستاذ الهندسة النووية وعميد البرامج الأكاديمية في معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، إنه لا يرى أي فرق جوهري بين البحرين والإمارات من حيث التقنية النووية، حيث بإمكان البحرين تبني فكرة بناء 4 مفاعلات نووية مصغرة في أبوظبي ليعود بالنفع على المملكة ودول مجلس التعاون بصورة عامة مستقبلاً.
وأوضح شاتيله أن المفاعل النووي على أرض البحرين من الممكن أن يكون ربحياً أيضاً، ليغطي احتياجات المملكة من الطاقة النووية السلمية وتصدير الفائض لدول الجوار بعوائد مجزية.
وأكد شاتيله أن البحرين وما تمتلكه من إمكانيات علمية وفنية قادرة على اتخاذ خطوات مدروسة لإقامة مفاعلات نووية والاستفادة السلمية منها مع ضمان أمن بيئي عالي المستوى.
وحول مخاطر النووي الإيراني على دول المنطقة، أكد شاتيله حنكة دول مجلس التعاون في التعامل مع هذه المسألة كيد واحدة مع المجتمع الدولي، ومجابهة أي خطر بعقل حكيم ضمن الأطر الدبلوماسية المتعارف عليها دولياً، مشيراً إلى أن العالم أجمع يؤيد إخلاء المنطقة من التسليح النووي وأسلحة الدمار الشامل. وأشاد شاتيله بما اتخذته السلطات البحرينية من خطوات إيجابية في التعامل مع الأخطار النووية المستقبلية، واصفاً ذلك بـ»التفكير التقدمي الذي لا ينتظر وقوع الحوادث والبناء لمستقبل ببيئة آمنة».
وأشار إلى أن تجربة البحرين الاحترازية الرائدة ستثري بقية الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط ككل.
من جانبه، أشاد وهيب الناصر عميد كلية العلوم وأستاذ الفيزياء التطبيقية في جامعة البحرين بالتعاون المهم للغاية بين جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والأكاديمية الملكية للشرطة في البحرين في تبني موضوع الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في هذا الملتقى العلمي. واعتبر الناصر الملتقى العلمي خطوة موفقة جداً تؤكد على جاهزية رجال الأمن وأصحاب الاختصاص في التعامل مع أي خطر نووي مستقبلي قد يهدد أمن المنطقة البيئي، فكلما انتشر العلم والوعي يكون أصعب لمن يرسل رسالة مغرضة تدخل عقول الناس، وبالتالي استشعار أي خطر نووي محتمل قبل وقوعه.