معجزة حقيقة تحققت على ملعب أولد ترافورد الليلة بعد أن كان شاهداً على السقوط المروع لمانشستر يونايتد يوم الأحد الماضي أمام ليفربول في البريميرليج بثلاثة أهداف بيضاء، البطل الإنجليزي انتفض بكل قوة أمام أولمبياكوس اليوناني وهزمه بثلاثية نظيفة في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا بعد أن قد وضع أحد أقدامه خارج المسابقة بسبب الخسارة الفادحة التي مُني بها على ملعب كاريسكاكيس نهاية الشهر الماضي بهدفين دون رد.
الآن مانشستر يونايتد سيتواجد في قرعة دور الثمانية يوم الجمعة القادمة، الآن مانشستر يونايتد سيحمل مع تشيلسي راية البريميرليج في مرحلة جديدة من مراحل دوري أبطال أوروبا.
الآن أحلام مانشستر يونايتد ستكون مشروعة للفوز بالبطولة كما كانت أحلام ليفربول عام 2005 بفضل أولمبياكوس ريفالدو!.
دعونا من المقدمات..في هذا التحليل سنخوض معكم في الأمور التكتيكية على هيئة إيجابيات وسلبيات:
ايجابيات مفتاح جيجز، وعودة روني
«1» تغيير ديفيد مويس لاستراتيجيته الخططية حيث لعب بطريقة 4-2-3-1 للمرة الأولى منذ بداية العام الجاري، بعد أن أيقن عدم جدوى الاستعانة بواين روني جوار روبن فان بيرسي في خط الهجوم، ليضعه جوار ريان جيجز في منطقة صناعة الألعاب ولمساعدة مايكل كاريك على غلق العمق، مع ترك فالنسيا وويلبيك يلعبان دور الأجنحة الطائرة من أجل مد روبن فان بيرسي بالكرات العرضية، الخطة التي لعب بها اليونايتد اليوم بوضع روني كلاعب وسط هي التي تسببت في تتويج الفريق بلقب البريميرليج الموسم الماضي وإذا واصل بها فيما تبقى من مباريات سيحجز لنفسه مكاناً في أوروبا الموسم المقبل من دون أدنى شك.
«2» التركيز الكبير من لاعبي مانشستر يونايتد على اللعب من لمسة واحدة من بعد النصف الثاني من الملعب، وجود ريان جيجز مع روني وكاريك في منطقة الإرتكاز خلق الثقة والثبات الذي افتقده الفريق في المباريات الماضية بالذات أمام ليفربول. نستطيع القول أن الـ «وان تاتش» بالإضافة لممارسة «الضغط العالي» شتت كثيراً من تركيز اللاعبين المهرة في أولمبياكوس، وهذا صعب من مأموريتهم في عملية بناء الهجمات من الخلف إلى الأمام بأريحية، ولو دققنا سنجد أن الهجمات القليلة التي لاحت للهجوم اليوناني جاءت بسبب بعض الهفوات الفردية في التغطية من إيفرا وفرديناند، ولضعف مساندة فالنسيا للدفاع.
الاستغلال المذهل من مانشستر يونايتد للركلات الثابته، منذ بداية المباراة حتى لحظة تسجيل روبن فان بيرسي للهدف الثالث من ركلة حرة مباشرة اتضح عدم تكليف مويس لأي لاعب بتنفيذ تلك الكرات واسناد مهمة الركنيات والركلات الثابته لروني وفان بيرسي، في الدقائق الأولى تصدى حارس أولمبياكوس «روبرت» لأربع كرات من بينهم رأسيتين من باتريس إيفرا بفضل ركنيتين من نجم السهرة «روبن فان بيرسي».
«4» نتيجة المباراة لا تعبر تماماً عن أداء أولمبياكوس الذي كان نداً حقيقياً لمانشستر يونايتد على أرض الملعب أضاع خلال ال90 دقيقة الكثير من الفرص المُحققة للتسجيل بقيادة اللاعب الباراجوياني الموهوب «هيرنان بيريز» والمهاجم الكوستاريكي «جويل كامبل»، لولا تدخلات دي خيا ربما لودع الشياطين الحمر المسابقة في الـ45 دقيقة الأولى من اللقاء، حيث تصدى لتسديدتين من مسافة ست ياردات فقط من كامبل ثم دومينيجيز، وفي الشوط الثاني أبعد المزيد.
كان ريان جيجز مفتاح لعب غاية في الأهمية لديفيد مويس، وتألقه أكد حاجة الفريق للاعب متنوع مثله يجيد تأدية عدة أدوار في الوسط، مثل دور لاعب الإرتكاز ودور الجناح ودور صانع الألعاب، وجود جيجز حجب حاجة اليونايتد للثلاثي «آشلي يونج، توم كليفيرلي وخوان ماتا». في عدة لقطات ظهرت تعددية استخدامات مويس لجيجز، فحين يذهب على الرواق الأيسر تجد ويلبيك ينتقل للعب في العمق الهجومي لمساندة روبن فان بيرسي وفي نفس الوقت يتحرك روني على الرواق الأيمن لمساعدة فالنسيا، وكان ذلك سبباً رئيسياً في تسجيل الفريق للهدفين الأول والثاني.
«6» تحلي مايكل كاريك وريو فرديناند بهدوء أعصاب في التعامل مع دومينيجيز وفوستر وجويل كامبل، حرصا على استخلاص الكرات دون ارتكاب أخطاء أمام منطقة الجزاء، وتمشيطهما المستمر للكرات العرضية كان ممتازاً وأكثر دقة من أي وقت مضى.
منذ فترة بعيدة جداً، ربما منذ أيامه مع إيفرتون، قام مويس أخيراً بإجراء تغييرات لها معنى وفي توقيت مناسب جداً على غير العادة، حين سحب أنطونيو فالنسيا وداني ويلبيك في الدقيقتين 77 و82 للدفع بآشلي يونج ودارين فليتشر، نشط الوسط ومنحه الإتزان، وحتى نزول مروان فيلايني بدلاً من فان بيرسي في الدقيقة الأخيرة كان له أثر جيد على امتلاك الفريق للكرة وتقليص خطورة هجوم أولمبياكوس التي ارتفعت من بعد الدقيقة 60 بعد نزول الباراجوياني نيلسون فالديز محل مواطنه هيرنان بيريز وخروج لاعب الإرتكاز لياندرو سالينو ونزول البرتغالي باولو ماشادو.
«8» كما يستحق جيجز وفان بيرسي الثناء، كذلك واين روني قدم مباراة عمره بعد كابوس يوم الأحد الماضي أمام ليفربول، صنع الهدف الثاني بعرضية جميلة لفان بيرسي، وفي الهدف الثالث موه بجسده أمام الحائط البشري ليخدع الحارس روبييرت، وهدد المرمى عدة مرات، لا شك أنه واحد من نجوم المباراة.
سلبيات قلب ضعيف وأطراف هشة!
http://u.goal.com/380500/380574hp2.jpg
«1» ضعف منطقة العمق الدفاعي لأولمبياكوس، منذ لقاء الذهاب وكانت لدى الفريق مشكلة مع الكرات العرضية التي تُرسل في منطقة العمق، قلبا الدفاع مانولاس وماركانو افتقدا للمرونة والقدرة على البناء السليم للهجمات بتمريرات سيئة لزملائهم في الوسط، وكانا كذلك غاية في البطء في التعامل مع أي أحد من رباعي هجوم مانشستر يونايتد، فان بيرسي اخترق من العمق في الدقائق ال20 الأولى ونال ركلة جزاء، وبعدها بدقائق كاد فالنسيا ينفرد بالحارس روبييرت خيمينيز لولا التدخل الغريب من مانولاس الذي تغاضى الحكم عن احتسابه ركلة جزاء صحيحة، وفي نهاية الشوط لم يستطع أحداً إيقاف الظهير القصير «باتريس إيفرا» في تحويل الركلات الركنية برأسه! لو ركزنا سنجد أن الظهيرين «سالينو وهوليباس» لعبا مباراة جيدة نوعاً ما فقد أحبطا الكثير من العرضيات لفالنسيا وويلبيك وإيفرا ورافائيل.
«2» قد يغضب بعض عشاق مانشستر يونايتد من ذلك، نعم فالنسيا لعب مباراة بدنية جيدة لكن بماذا أفاد فريقه بهذا الكر والفر؟ لا شيء. هجومياً لم يمرر أكثر من عرضيتين واضحتين ولم تكن له أي فاعلية على المرمى رغم عدم تعرضه للضغط من هوليباس، حتى أن كرة الهدف الثاني الذي جاء من الجهة اليمنى بفضل تمريرة من واين روني.
«3» داني ويلبيك أحد عيوب مانشستر يونايتد مرة أخرى، يتسلم الكرات بشكل جيد ولا يعرف كيف يتصرف بعدها، يجيد الانطلاق بالكرة ويفشل في الخطوة التالية، تشعر أنه لاعب عربي.. عربي؟ هو هزم اللاعب العربي، فشتان الفارق بينه وبين محمد صلاح وسفيان فيجولي، ملوك الأطراف في مصر والجزائر، وفوق كل ما قلت، لم يكن له أي دور في الدفاع مع إيفرا رغم رؤيته للخطورة التي شكلها هيرنان بيريز إلى أن خرج بعد انتصاف الوقت الأصلي للقاء.
«4» بعد الهدف الأول لمانشستر يونايتد، خمد الفريق ولم يستثمر الهزة النفسية التي تعرض لها الزوار، كان يتوجب على مويس تحفيز لاعبيه للعب المزيد من الكرات الطولية في العمق لايقاع المدافعين في المزيد من الأخطاء، لو لاحظنا بعدها كاد أولمبياكوس يسجل أكثر من هدف لولا براعة دي خيا. يجب على مويس في الفترة القادمة استغلال لحظات ما بعد تسجيله للهدف الأول لامتلاكه عدد من اللاعبين القادرين على تسجيل الأهداف بغزارة، والانكماش والتراجع غير مفيد خاصةً مع وجود خلل واضح في دفاعه سواء في الأظهرة أو في العمق.