يثير موضوع ثقافة مغرمي كرة القدم وعقليتهم البروفيسور هارالد لانجه بشكل هائل. ولكن ما هي فعلاً طبيعة هؤلاء المغرمين؟ ومن الذي يعرف هذه الطبيعة؟ ويعكف البروفيسور لانجه منذ سنوات على دراسة هذا الأمر وهو ما جعله يؤسس بالتعاون مع أحد خبراء علم النفس وخبير في علم الجريمة أول معهد في ألمانيا متخصص في دراسة عقلية المهوسين بكرة القدم وثقافتهم وطبيعتهم. انشغل لانجه، أستاذ العلوم الرياضية بجامعة ميونيخ، كثيراً باستراتيجيات منع العنف. ويرى لانجه أن «الإعلام يصور المغرمين بكرة القدم في الوقت الحالي على أنهم ميالون للعنف، ولكن ذلك لا يتناسب مع ثقافة هؤلاء المغرمين وطبيعتهم.. لم تكن أعداد زائري ساحات اللعب أبداً أكبر مما هي عليه اليوم». وحسب لانجه فإن الشعب والإعلام والاتحادات الرياضية والشرطة لا تتوفر لديهم في كثير من الأحيان المعلومات القائمة على حقائق «فنحن لا نعرف سوى المعلومات اليومية الشائعة ولا نعرف أبداً كيف تختلف عقلية مشجعي كرة القدم المغرمين عن بعضها البعض». وأشار لانجه إلى أن ذلك دفعه هو وزملاءه لدراسة هذا الأمر بشكل منهجي أكاديمي يعتمد على الحقائق «فنحن نريد معرفة ماذا يحدث على يسار 98% من المشجعين غير الميالين للعنف ويمينهم». ويعتزم لانجه وزملاؤه إتاحة ما يتوصلون إليه من معلومات للجمعيات المعنية والمشجعين ورجال الشرطة والإعلام للمساعدة في الوقاية من أعمال العنف التي تقع بسبب التشجيع.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90