عرض سيمون وولفسون، الرئيس التنفيذي لسلسلة متاجر التجزئة البريطانية "نيكست"، جائزة بقيمة 250 ألف جنيه إسترليني، أو 325 ألف دولار، للشخص الذي يطرح أفضل سيناريو لكيفية خروج دولة أو عدة دول من الأزمة التي تعصف بمنطقة اليورو في الوقت الحالي، أو كيفية الحفاظ على وحدة التكتل الذي يضم 17 دولة.
في إطار الحلقة الصغيرة، ولكن النشطة، من المنافسين المدفوعين بحالة من الشك في تقلب أوضاع منطقة اليورو، أثارت الجائزة ضجة، خاصة في ظل ندرة مثل هذه الحوافز الضخمة، وقد تقدم للمسابقة 425 متسابقا، وسيتم الإعلان عن الفائز يوم 5 يوليو (تموز)، وفقاً لجريدة "الشرق الأوسط".
وتأتي المقترحات الخمسة النهائية، التي أعلن عنها يوم الثلاثاء، من أربعة محللين بارزين ومتداول مستقل. وهم بشكل أو بآخر، متحررون من السياسة، مفضلين التركيز بدلا من ذلك على المهمة المخيفة التي تواجه دولا مثل اليونان والبرتغال وإسبانيا في مضمار تحسين المنافسة من خلال تخفيضات الإنفاق وليس خفض قيمة العملة، وهو خيار لا يمكنهم السعي لتحقيقه بسبب عضويتهم في منطقة اليورو.
قضايا قانونية معقدة
وبحسب لاندون توماس جيه آر، من صحيفة "نيويورك تايمز"، فبينما لم تقدم المقترحات أي أفكار جديدة، إلا أن تعمقها في تناول قضايا قانونية معقدة – والصعوبات المتأصلة في إعادة طرح الدراخما في اليونان مرة أخرى - يعتبر تذكرة بالتحدي الهائل الذي تواجهه أوروبا إذا ما كان عليها عدم المساس بمنطقة اليورو.
ويضم المتنافسون النهائيون، روجر بوتل وفريقه في "كابيتال إكونوميكس"، وهي شركة استشارات اقتصادية كائنة في لندن، والذي يرى أن أزمة في منطقة اليورو، بينما تبتعد عن مجموعة الدول الشمالية التي تدور في فلك ألمانيا، فإنها ستفضي إلى دول أضعف تسير كل واحدة منها في طريق منفصل، مع تقلص حجم التجارة بين الدول التي تربطهم معا.
جوناثان تيبر من "فاريانت بيرسيبشن"، وهي شركة أبحاث لديها خبرة واسعة في أوروبا، والذي أشار إلى أن التاريخ متخم بأزمات عصفت بمنطقة اليورو وأنها، على الرغم من كونها قاسية على المدى القصير، يمكن التغلب عليها على المدى الطويل - مثلما كان الحال مع انهيار تشيكوسلوفاكيا وانقسام الاتحاد السوفياتي.
نيل ريكورد، اقتصادي سابق ببنك إنجلترا ومؤسس شركة "ريكورد كارنسي مندجمنت"، الذي يرى أنه بمجرد خروج دولة من أزمة منطقة اليورو، يصبح المشروع برمته متعذرا تأييده.
جينس نوردفيغ ونيك فيروزاي من "نوموروا"، اللذان يقدمان رؤية موسعة لتقرير بحثي قوبل بكم هائل من التعليقات كانا قد أعداه العام الماضي والذي تناول التداعيات القانونية لتفكك منطقة اليورو، مركزا على التأثير المحتمل على التعاقدات المقيمة باليورو في الدولة التي تخرج من المنطقة.
يورو جديدة
ويبدو المحكمون، الذين يضمون تشارلز غودهارت، اقتصادي متخصص بالشؤون النقدية، وديريك سكوت، مستشار سابق لرئيس الوزراء توني بلير، منبهرين بمشاركة كاثرين دوبس، المحللة السابقة بشركة إدارة الأموال البريطانية "غارتمور"، واصفين جهدها بالنزيه والمبتكر والرائع.
ولمواجهة مشكلة هروب رؤوس الأموال من دول واهنة مثل اليونان، تقترح دوبس إنشاء عملة يورو جديدة للدول الضعيفة، التي ستنخفض قيمتها بشكل أسرع، وعملة أقوى لدول رئيسية مثل ألمانيا والنمسا وهولندا.