اعتماد مجلس إدارة منظمة العمل الدولي اليوم الاربعاء قرارا بشطب الشكوي العمالية المقدمة ضد البحرين.
وكان وزير العمل جميل حميدان ألقى كلمة بأسم البحرين بمناسبة هذا القرار، وشكر نظمة العمل الدولية علي جهودها في التوصل لهذا الاتفاق.
وأعتبر حميدان أن هذا الإنجاز برهانا علي قدرة البحرين علي الالتزام بتعهداتها و مكتسباتها العمالية.

وقرر مجلس إدارة منظمة العمل الدولية في اجتماعه المنعقد اليوم الاربعاء شطب واستبعاد الشكوى المقدمة ضد مملكة البحرين ووقف الاجراءات المتعلقة بها وعدم اتخاذ أية اجراءات لاحقة منهياً بذلك الملف المتعلق بموضوع العمال المفصولين على خلفية الأحداث المؤسفة التي مرت بها المملكة في فبراير ومارس من عام 2011.

جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدها مجلس ادارة المنظمة اليوم الأربعاء، وخصصت للنظر في هذا الموضوع بحضور سعادة وزير العمل السيد جميل بن محمد علي حميدان وأعضاء وفد مملكة البحرين وبمشاركة أعضاء مجلس الإدارة من ممثلي الحكومات وأصحاب العمل والعمال، فضلاً عن كبار المسئولين بالمنظمة.

وكان مجلس إدارة منظمة العمل الدولية قد رحب بالجهود الحثيثة التي قامت بها مملكة البحرين لإغلاق ملف المفصولين عن العمل على خلفية تلك الأحداث المؤسفة وما تم على هذا الصعيد من منجزات مهمة تمثلت في عودة الغالبية العظمى ممن تم فصلهم أو توقيفهم عن العمل، إلى أعمالهم واعادة توظيف القسم الآخر في أماكن أخرى أو تسوية أوضاعهم بالتوافق والتراضي بين الأطراف المعنية والتوجه المتوافق عليه لمتابعة بعض القضايا التي لم يتم حسمها بعد من خلال العودة للعمل ومعالجة مثل هذه المسائل وفقاً للقوانين والأنظمة النافذة في المملكة، مشيداً بالشفافية التامة التي تعاطت بها حكومة البحرين مع هذا الملف وبالتعاون الايجابي بين أطراف الانتاج الثلاثة.

ولفت مجلس ادارة منظمة العمل الدولية في اجتماعه، بحضور ممثلين عن غرفة تجارة وصناعة البحرين، والاتحاد العام لنقابات عمال البحرين لكونه الاتحاد العمالي المعني بموضوع الشكوى حسب قرارات المجلس، أنه في ضوء المستجدات الايجابية التي تحققت في معالجة ملف المفصولين خلال الفترة الماضية، وخاصة توقيع اتفاق ثلاثي ومطالبة الأطراف الثلاثة بشطب الشكوى، بعد أن أثبتت حكومة مملكة البحرين، بالتعاون المثمر مع الشركاء الاجتماعيين، حرصها وجديتها في طي هذا الملف بشكل نهائي، فقد توصل مجلس إدارة منظمة العمل الدولية إلى قرار بشطب الشكوى المقدمة ضد مملكة البحرين، مؤكداً أن هذا الملف قد أغلق نهائياً دون الحاجة إلى اتخاذ أية إجراءات إضافية.

وفي كلمة له أمام مجلس إدارة المنظمة قدم سعادة وزير العمل السيد جميل بن محمد علي حميدان شكر وتقدير مملكة البحرين لمجلس الإدارة وجميع هيئاته الدستورية والنظامية على دعمهم ومساندتهم جميعاً لهذا القرار التاريخي والهام، وعلى ما قدموه من جهود ومبادرات طوال الفترة الماضية تمثلت في التقدير والإشادة بالخطوات والمنجزات التي قــامت بهـــا المملكة، وعلى حرصهم جميعاً على تهيئة الأجواء الإيجابية وتشجيع التعاون الإيجابي والبناء بين أطراف الإنتاج في مملكة البحرين للتوصل إلى التوافق المطلوب.

وقال حميدان في كلمته أن هذا القرار يطوي صفحة وينهي حالة استثنائية طارئة ويفتح صفحة جديدة مشرقة يجتمع فيها أطراف الإنتاج الثلاثة في مملكة البحرين مجدداً على حب وخدمة وطنهم وإعلاء مكانته وتعزيز قيم العمل والتعاون المثمر وتجاوز أية صعوبات أو خلافات بروح ومسئولــية وطنية عالية، ويثبتون مجدداً أن بلدنا البحرين عصية على الفرقة والانقسام، وأنها تمضي قدماً في تعزيز قيم الخير والتسامح ودعم النسيج الإجتماعي واللحمة الوطنية من خلال صيانة حقوق الجميع وحماية مصالحهم بالعدل والمساواة.

وأضاف سعادة وزير العمل أن هذا الانجاز الذي بين أيديكم يبرهن مجدداً قدرة وإصرار مملكة البحرين على الوفاء بالتزاماتها، والمحافظة على مكتسباتها العمالية والحقوقية التي جاءت في صدارة أهداف مسيرة الإصلاح الشاملة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى، حفظه الله ورعاه، منذ أكثر من اثني عشر عاماً، وقدمت لها الحكومة برئاسة صاحب السمو رئيس مجلس الوزراء الموقر ودعم صاحب السمو ولي العهد الأمين، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الموقر، حفظهما الله ورعاهما، كل الدعم والمساندة.

وأردف حميدان قائلاً إن هذه المسيرة المباركة التي جعلت مملكة البحرين في مقدمة الدول الملتزمة بالحريات النقابية، والحماية الاجتماعية، ودعم الحوار الاجتماعي بين الشركاء الاجتماعيين، وهي منجزات مشهودة ومعروفة، ومكتسبات وجدت لتبقى وتزدهر، واثقين من أن هذا القرار الذي صدر اليوم سينشر المزيد من روح التفاؤل والثقة بين الجميع.

وفي ختام كلمته قدم حميدان الشكر للشركاء الاجتماعيين الممثلين في غرفة تجارة وصناعة البحرين والاتحاد العام لنقابات عمال البحرين على دورهم البارز في بلوغ هذه النتيجة المثمرة.

وبعد انتهاء الجلسة صرح سعادة وزير العمل قائلاً: "بهذه المناسبة السعيدة يشرفني أن أرفع تهنئة خاصة إلى قائد مسيرة الخير والنهضة الحضارية في مملكة البحرين، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء الموقر، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الموقر، حفظهم الله ورعاهم، على توجيهاتهم السامية وأوامرهم السديدة بطي هذا الملف ودعمهم المستمر للعامل البحريني وحرصهم الدائم على تعزيز اللحمة الوطنية في المملكة، كما أقدم التهنئة إلى كل من أسهم في تحقيق هذا الانجاز الوطني المشرف".