لا شك أن ما تمر به هذه الفترة لا تحسد عليه لا أنت ولا أي مدرب آخر وصل إلى قمة الترتيب بعد 28 جولة و تراجع إلى المركز الثالث خلال ثلاثة أيام فقط.

و إذ أعي تماماً أن تدريب نادٍ كالملكي الأبيض لم تكن يوماً مهمة سهلة، لكني كما عديد متابعي كرة القدم أعرف مسيرتك العريقة في الدوريات الأوروبية و خصوصاً الإيطالي منها و أعرف أنك ما تزال قادراً على قلب الموازين، أقله في دوري أبطال أوروبا.

مسيرتك التي بكل تأكيد لا تحتاج إلى نصح من أحد لتتجاوز هذه الفترة لكننا نتكلم هنا على سبيل طرح الأفكار لا أكثر، فهل ترى أنه من المبرر التعنت ببقاء دييجو لوبيز حارساً للنادي بعد الهفوات الكبيرة التي وقع بها و آخرها كانت منذ ساعات أمام اشبيلية؟ ألم تلاحظ أن الهفوات هلّت بشائرها في مباراة أتليتيكو مدريد التي تلقيتم فيها هدفاً لا مبرر له من بعد تجاوز الثلاثين متراً؟

و ألا تعتقد معي بعد تألق كاسياس في مسابقتي الكأس و دوري الأبطال أنه حان وقت عودته كالحارس رقم واحد في التشكيلة؟ و ألا تلاحظ أيضاً أن الفريق و خصوصاً خط الدفاع بحاجة هنا إلى لاعب هادىء لديه شخصية القائد القادر على تنظيم الجدار الدفاعي و على تهدئة الأمور عندما تشتعل بعدما فشل في ذلك راموس و مارسيلو أيضاً؟

جميعنا لاحظنا تراجع رونالدو بعد أن طلبت منه أن يدخل إلى عمق الملعب ليساند بنزيما عوضاً عن دوره كجناح سريع مهاري صانع للألعاب و هو ما أبدع فيه مع مورينيو في السنوات الماضية، فربما حان الوقت للعودة إلى هذه الطريقة، فلا يهم أن استعنت قليلاً بتكتيك من سبقوك طالما الهدف الأخير واحد و هو حصد الألقاب.

عزيزي أنشيلوتي، انا واثق أن الكرة ما زالت في ملعبك و أن الطريق ما زال طويلاً و ثمان جولات ما زالت تحمل في طياتها الكثير من الكلام و التحديات، فأرجو منك أن لا تخيب الملايين من أنصار النادي و تتنازل قليلاً عن تصميمك على تأديب كاسياس، فلا فائدة من تأديبه إن أبكيت ملايين المشجعين، فما هكذا تورد الإبل.